احتفلت، أمس، الأسرة الإعلامية باليوم العالمي للصحافة المصادف ل 3 ماي من كل سنة، وتميزت المناسبة هذه المرة بإقرار تاريخ 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة، وكانت المناسبة كذلك فرصة لاستذكار زملاء المهنة الذين انتقلوا إلى جوار ربهم بعد أن خلدوا أسماءهم بحروف من ذهب في مسيرة حافلة مع مهنة المتاعب، فيما أبت السلطات الرسمية والولائية والأمنية وكذا تنظيمات المجتمع المدني، إلا أن تكرم الإعلاميين والمراسلين الصحفيين بعديد الولايات عرفانا بالمجهودات التي يبذلونها في تنوير الرأي العام المحلي. ألقى وزير الاتصال محمد السعيد، أمس، بالكرة في مرمى رجال الإعلام بخصوص إنشاء الهيئات المنصوص عليها في قانون الإعلام الجديد، حيث دعاهم إلى »تنظيم أنفسهم«، مؤكدا أن المراسيم التنفيذية توجد قيد الدراسة والإثراء. أكد وزير الاتصال على هامش حفل نظم على شرف الصحافيين بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي نظم بقصر الثقافة مفدي زكريا، أن تاريخ تشكيل الهيئات المنصوص عليها في قانون الإعلام لسنة 2012 والمتمثلة في سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، سلطة ضبط السمعي البصري والمجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحافة، » متوقف كليا على مدى تنظيم أصحاب المهنة لأنفسهم«، مضيفا» نظموا أنفسكم شكلوا نقابة تمثيلية واختاروا ممثليكم و كل شيء سيسير على ما يرام«، وأوضح أن انتخاب أعضاء سلطة الضبط للصحافة المكتوبة سيتم »بمجرد أن ينظم أفراد أسرة الصحافة صفوفهم«، مشيرا إلى أن النصوص التطبيقية الخاصة بقانون الإعلام لسنة 2012 توجد قيد التحضير. وفي الكلمة التي ألقاها أمام ممثلي الأسرة الإعلامية الوطنية، دعا وزير الاتصال الصحفيين الجزائريين إلى تنظيم أنفسهم ضمن هياكل و أطر قانونية تسمح لهم بالمساهمة في الورشات الخاصة بإعادة تنظيم قطاع الاتصال، و»المضي به في تكريس ثوابت الأمة والمساهمة بكل فعالية وبروح مسؤولة في كل المسائل التي تستدعي النقاش و الإثراء«. وفي السياق ذاته، قال الوزير »لا سبيل إلى ذلك إلا بترقية روح المواطنة ونشر ثقافة الصالح العام وتعزيز الممارسة الديمقراطية والتصدي لكل الآفات والأمراض الاجتماعية بالنقد البناء«، ورأى أن الارتقاء بحرية الصحافة إلى مصاف المستويات التي بلغتها في أعرق الديمقرطيات »يبقى مرهونا بمدى تطور ذهنيات المتعاملين مع قطاع الاتصال ودرجة استعدادهم للتكيف مع المستجدات«، مشددا على أهمية »التمسك المستمر بتكوين الصحافيين وحسن استغلال المعلومة بكل مسؤولية وفقا للمعايير الأخلاقية والمهنية التي تتعارض مع الإثارة والتهريج«، داعيا رجال الإعلام إلى ضرورة إدراك التحديات المحدقة بهم وسعيهم لمواكبة تطلعات شعبهم في بناء منظومة إعلامية متجانسة ومتكاملة تكون بمثابة المرآة العاكسة لواقعه واللسان المعبر عن طموحاته«. وذكر وزير الاتصال بإنجازات الرعيل الأول من الإعلاميين الجزائريين الذين تركوا بصماتهم في تاريخ هذه المهنة النبيلة سواء إبان ثورة التحرير المباركة أو غداة الاستقلال، وقال إنهم »أخلصوا في أعمالهم ومواقفهم للأمة«، مضيفا أنه »حق لهؤلاء الرجال أن ينتزعوا إكبار الأمة وعرفانها لهم، ووجب علينا أن نخلد ذكراهم بترسيم يوم وطني للصحافة«، علما أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قرر في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ترسيم تاريخ 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة أسوة بالفئات المهنية والاجتماعية الأخرى. وأشار محمد السعيد إلى المكاسب التي تحققت من خلال ما بلغته وسائط الإتصال الوطنية بعناوينها المتنوعة، واعتبر ذلك »مصدر فخر و اعتزاز خاصة وأنها تعززت بصدور القانون العضوي المتعلق بالإعلام والقوانين التي هي قيد التحضير«.وشدد المسؤول الأول على القطاع على الدور الذي ينبغي أن تضطلع به الصحافة الجزائرية من خلال إتقان إستعمال التكنولوجيات الحديثة في »كنف احترام التيارات الثقافية والمشارب الفكرية والدفاع عن مقومات الأمة ووحدتها وسيادتها ومصالحها العليا في الداخل والخارج«.ووصف الوزير الإعلام ب»ركن من أركان الديمقراطية ووسيلة من وسائل تنمية الثقافة الديمقراطية في أي مجتمع«، قائلا إن »تنمية التجربة الإعلامية في الجزائر جزء لا يتجزأ من الحرص على تنمية التجربة الديمقراطية في بلادنا«.وأكد محمد السعيد حرص الدولة الدائم على تسهيل أداء وتطوير مهنة الصحافة وتهيئة المناخ الملائم لذلك سواء »باستكمال وضع النصوص التشريعية وإصدار المراسيم التنفيذية أو بدعم كل المبادرات الخلاقة التي من شأنها أن تضيف قيمة جديدة للعمل الصحفي«، مبديا تضامن الأسرة الإعلامية الوطنية مع نضال الصحافيين عبر العالم من أجل الدفاع عن حرية الشعوب لا سيما في فلسطين و الصحراء الغربية وفي كل مكان تقمع فيه الكلمة و يضايق فيه القلم«.