يحتضن متحف »الأمير عبد القادر« بمدينة مليانة المعرض التاريخي الذي يوثق للمسارالثوري لأبناء مدينة مليانة العريقة، ويتضمن ملخصا بالوثائق والصور واللوحات الزيتية لكفاح ونضال الشعب الجزائري ضد فرنسا إبان الثورة المضفرة، حيث سجلت بالصور أشهر الشهداء والشخصيات التاريخية للمنطقة مثل الخليفة بن علال، محمد بوراس، علي عمار المعروف بعلي لا بوانت وغيرهم. يعتبر المعرض التاريخي الذي يحتضنه متحف» الأميرعبد القادر «بمليانة في إطارالاحتفال بالكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية رحلة تاريخية للربط بين جيل الثورة و جيل الاستقلال ، حيث سيكتشف الزائر لهذا الفضاء الذي هوعبارة عن بناية تركية قديمة، كانت في السابق مقرا لقائد تركي، سميت آنذاك ب »دار الباي«، ثم تحولت إلى »دار الأمير«، محطات تاريخية مهمة في مسار الثورة التحريرية لأبناء مليانة بولاية عين الدفلى. يختزل المعرض الذي يضم صور ووثائق ولوازم استعملت أثناء هذه الفترة الحاسمة من تاريخ الجزائر من ألبسة ، وأسلحة بطولات شهداء و مجاهدي المنطقة انطلاق من مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد محمد بوراس الذي تم توقيفه في 3 ماي 1941 تحت ذريعة التجسس لصالح ألمانيا وحكم عليه بالإعدام وقامت السلطات الاستعمارية بتنفيذ الحكم في حق ابن مليانة التي التحق معظم أبنائها بالثورة التحريرية ، خاصة ممن كانوا يشتغلون بمنجم زكار. ويضم المعرض أيضا صورا متنوعة لقدماء الحركة الكشفية بمليانة و بعض رموز الحركة الوطنية على غرارمصطفى باديس بن تركي شيخ بعمران. وأيضا رسالة الشهيد محمد بوراس إلى أعضاء الكشافة الإسلامية الجزائريةو وثيقة تثبت زيارة الشيخ عبد الحميد ابن باديس إلى مليانة. ويتضمن المعرض ملخصا بالوثائق والصور واللوحات الزيتية لكفاح ونضال الشعب الجزائري ضد فرنسا إبان الثورة المضفرة، حيث سجلت بالصور أشهر الشهداء والشخصيات التاريخية للمنطقة مثل الخليفة بن علال، محمد بوراس، علي عمار المعروف بعلي لا بوانت ومصطفى فروخي وغيرهم. وبالإضافة إلى الأسلحة التي عرضت بفضاء متحف »الأمير عبد القادر« ،سيكتف الزوار بعض الخرائط و الصحف التي تناولت أهم العمليات التي نفدها أبناء المنطقة ضد المستعمر وكذا الأجهزة اللاسيليكة التي كانت تستعمل لربط الاتصال بين المجاهدين فضلا عن عتاد عمال منجم زكار الذين كانت لهم مساهمة كبيرة في تزويد المجاهدين بالمادة الأولية لاستعمال الأسلحة آنذاك. وغيرها من القطع النادرة التي يحتضنها متحف »الأمير عبد القادر« الذي يعتبر تحفة أثرية مهمة، حيث كان في السابق »دار الأمير«، عندما استولى الأمير عبد القادر على مليانة عام ,1835 وقد مر من هذه البناية الإمبراطور نابوليون الثالث في مايو من عام 1865 عندما سقطت المدينة على يد الاحتلال الفرنسي عام 1840 . ويتشكل متحف »الأمير عبد القادر« بمليانة من طابقين وخمس قاعات كبرى، تختصر كلها تاريخ المدينة العريقة الممتد عبر قرون من الزمن، وتوجد قاعة الآثار الرومانية التي تؤرخ لنكبات الملك الامازيغي »يوغرطة« الذي انهزم على يد القائد الروماني »أوكتافيوس« عام 15 ق م الذي أسس مدينة »زكار«، المعروفة حاليا باسم مليانة، في هذه القاعة تنام مجسمات لرؤوس وصور الأمراء والملوك الذين طبعوا المرحلة من الملك يوغرطة إلى اوكتافيوس الروماني وكليوباترا سيليني، بجانب القاعة الرومانية، نجد مباشرة قاعة المقاومة الشعبية، حيث تمثال صغير من البرونز للأمير عبد القادر يتصدر مدخل الباب. كما تضم قاعة المقاومة تراث شيوخ المقاومة الشعبية من الشيخ الحداد وبوبغلة إلى الأمير عبد القادر، بالإضافة إلى مجموعة من النقود، السيوف، المسدسات وبنادق صيد قديمة، وغيرها من الوسائل المتواضعة التي كان الثوار يواجهون بها فرنسا، وحتى القيود التي قيّد بها الشيخ الحداد لا تزال في هذا المتحف شاهدة على وحشية الاستعمار الفرنسي، في نفس القاعة تلبس الجدران تفاصيل المعارك الضارية التي خاضها الأمير ضد المستعمر بكل وقائعها ،اليوم والشهر والسنة وحتى الصور، إضافة إلى التقسيم الإداري والعسكري لدولة الأمير وزمالته.. في قلب قاعة المقاومة الشعبية تنفتح الأبواب مباشرة على قاعة أكبر قليلا تتوسطها طاولة كبيرة هي قاعة المخطوطات والاثنوغرافيا، التي تحتوي على مخطوطات قديمة في علوم الدين واللغة والحساب يعود تاريخها إلى القرنين ال 18و19 م، إلى جانب قاعات أخرى تضم الحلي والصناعات التقليدية والكنوز التقليدية التي يعود تاريخها إلى عهد الموحدين في القرن الثاني عشر للميلاد، بنفس المتحف، تم تخصيص قاعة صغيرة لعرض التراث المنجمي لزكار. حيث نجد مجموعة من الوثائق والصور، تفصل في تاريخ استغلال مناجم زكار. من الطابق العلوي إلى الطابق الأرضي يوجد طريق متكون من أدراج رخامية لا زالت تحتفظ بطريقة بنائها التركية في الطابق الأرضي، حيث يتوسط القاعة صحن به ورود ونافورة الماء كما نجد حمام الأمير على هيئته القديمة منذ العهد التركي وفرن طهي الخبز أو ما يسمى بالكوشة، هنا نجد عرضا مفصلا لأبواب ومداخل المدينة القديمة وخريطة تفصيلية إلى جانب أهم أعلام وأولياء مدينة مليانة التاريخية، أهمهم سيدي احمد بن يوسف الراشدي الولي الصالح الذي نسبت إليه عدة كرامات ونسجت حوله الأساطير.