تواصلت أمس احتجاجات تلاميذ البكالوريا الذين تمّ إقصاؤهم بثبوت مشاركتهم في عملية الغش الجماعي والفوضى في مادة الفلسفة بشعبة الآداب والفلسفة، وكانت أعدادهم كبيرة، وفق ما كان الحال عليه أمس بالتجمعات التي حاولت محاصرة مديرية التربية لوسط العاصمة، وما عاشته أيضا مديريات التربية في كل من ولاية البليدة ووهران، وعين تموشنت، وغيرها، وقد دخل التلاميذ في اشتباكات مع قوات الشرطة، التي سارعت إلى غلق المنافذ المؤدية إلى مديريات التربية، وعملت على تفريقهم وصدهم، الأمر الذي نجمت عنه إغماءات وجروح وسط التدافعات الحاصلة. لليوم الثاني على التوالي يخرج تلاميذ البكالوريا، شعبة الآداب والفلسفة، المقصيين من المشاركة في امتحانات البكالوريا لمدة تتراوح بين 3 و 5 سنوات، في احتجاجات وتجمعات أمام مقرات مديريات التربية عبر عدد من الولايات، وشاركهم في هذه الاحتجاجات الغاضبة المقصيون بمدة 10 سنوات أيضا وهم كلهم اجتازوا امتحان البكالوريا كمترشحين أحرار، إلى جانب أعداد معتبرة من أولياء التلاميذ، وهذا تحديدا ما ضاعف من تعقيد المسالة، وصعّب من مهة قوات الشرطة التي تمتلك تعليمات تفيد بعدم السماح بأي تحرك في شكل مسيرات، أو تظاهرات عبر الشوارع، ولا حتى أمام مقرات مديريات التربية والمؤسسات الرسمية للقطاع، خوفا من أية انزلاقات أو مضاعفات. وواجه التلاميذ المحتجون وأولياؤهم إصرارا كبيرا مكن قبل قوات الأمن بعدم السماح لهم بالنفاد إلى مقرات مديريات التربية، وقد دخلت هذه القوات في اشتباكات مع المحتجين، استخدم فيها الدفع الجسماني،قصد تفريقهم، وعدم تمكينهم من بلوغ النقاط المحددة لتجمعاتهم المقترحة، وهذا ما حدث مع المحتجين بساحة أودان القريبة من مديرية التربية للعاصمة وسط. وقد تقربت »صوت الأحرار« من مجموعات من التلاميذ المعنيين بالإقصاءات التي أُقرت في مراكز الإجراء: مركز زبانة، القبة، وعقبة، وأكد تلاميذ هذا الأخير أن قوات الأمن لم تكتف بتفريقهم ومنعهم من بلوغ النقاط المحددة لتجمعاتهم فحسب، بل قامت بتعنيفهم وضرب وجرح بعضهم، جراء قوة الدفع الحاصلة، وقوة التدافع التي ترتب عنها حدوث حالات إغماء وسط المحتجين، ولاسيما منهم التلميذات، وقد تركت هذه المواجهات حالة تذمر وغضب وسط التلاميذ المحتجين وأوليائهم من جهة، وحالة تأسف لدى قوات الشرطة ، ولاسيما منهم رُتبائها الذين ألقوا باللوم الكبير وبالأساس على الأولياء، الذين ما كان عليهم أن يرافقوا أبناءهم في احتجاجات كهذة، وقد كان أجدى وأنفع بهم أن يتابعوهم ويرافقوهم في دراستهم على مدار أيام السنة، ولو كانوا فعلوا ذلك لما أقدم أبناؤهم على القيام بما فعلوه في امتحان مادة الفلسفة، ولكانوا اليوم في حالة فرح كبيرة بنجاحهم، ودخولهم أسوار الجامعة. وما سجلته »صوت الأحرار« في مسيرة أودان التي تمّ تفريقها أن شعارات وهتافات صاخبة كانت تطالب برحيل الوزير، وإلغاء العقوبات، وإجراء دورة ثانية. وحسب حوارات الاستماع الجانبية، والمباشرة مع التلاميذ المحتجين وأوليائهم، فإنهم جميعا يطالبون بمراجعة قرارات الإقصاء المتخذة في حقهم، التي هي من 3 إلى 5 سنوات بالنسبة للمتمدرسين، ومدة 10 سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار، ويكون ذلك حسبهم عن طريق العفو عنهم وتمكينهم من دورة ثانية لامتحان مادة الفلسفة، خاصة بشعبة الآداب والفلسفة، فيما يطالب بعضهم بمنحهم جميعا علامة 10 من 20 في هذه المادة مع احتساب المعامل الخاص بها، ويُعاد حساب معدلاتهم العامة في البكالوريا على هذا الأساس، وهناك من يرى من الأولياء العفو عن كل المعاقبين مع إخضاعهم لدورة استدراكية للبكالوريا، وهو ما يطالب به الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، الذي يرأسه خالد أحمد وحجّته فيما يقول أن »بعضا من المعاقبين عوقبوا ظلما«. وبالموازاة مع هذه الاحتجاجات، شرع التلاميذ المعنيون بالإقصاءات وأولياؤهم بتسليم طعونهم إلى مديريات التربية المعنية، وهو ما وقفت عليه »صوت الأحرار« بمدخل مديرية التربية لشرق العاصمة، ويأتي هذا تطبيقا لما أقرته وزارة التربية الوطنية.