دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري إلى إعادة بعث لجنة النظافة الاستشفائية للمؤسسة، مؤكدا أنها ستساهم في التقليص من مسببات الأمراض التعفنية، مشيرا من جهة أخرى إلى أهمية تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالقطاع. أوضح زياري خلال اللقاء الذي جمعه بمدراء المؤسسات الصحية أن إعادة بعث لجنة النظافة الاستشفائية للمؤسسة سيساهم في التقليص على الأقل من مسببات الأمراض التعفنية، داعيا بخصوص برنامج تسيير النفايات الاستشفائية إلى تسييرها وفق التدابير القانونية السارية المفعول في هذا المجال، مؤكدا في نفس الوقت على تنظيم الحماية المستمرة داخل وخارج المؤسسة مع السهر على النظافة الدائمة لكل مرافقها. وفي هذا الإطار ولتحسين تسيير المصالح الصحية وبغية الوصول إلى التكفل الأمثل بالمريض وأنسنة الاستقبال، أكد زياري على ضرورة وضع إستراتيجية لتثمين المناولة في مجالات الفندقة من تغذية وأفرشة والأمن الداخلي والنظافة العامة للمرافق. ومن جهة أخرى، لاحظ وزير الصحة من خلال زيارته الميدانية للقطاع بعض المشاكل المسجلة لاسيما تلك المتعلقة بعدم احترام المعايير التقنية الصحية عند إنجاز بعض المرافق إلى جانب الاقتناء الفوضوي للتجهيزات الطبية الجراحية الكبيرة دون مراعاة ضرورة ضمان الصيانة، حيث أشار إلى وجود فوارق كبيرة في تكلفة اقتناء نفس الجهاز من مؤسسة إلى أخرى، معلنا عن تنصيب الوكالة الوطنية لمتابعة إنجاز المرافق الصحية واقتناء التجهيزات الطبية الجراحية مما سيسمح من احترام المعايير المعمول بها إلى جانب توفير الصيانة الدائمة لهذه التجهيزات. ومن جهة أخرى، شدد زياري على ضرورة تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالقطاع، وأضاف الوزير قائلا »من غير المقبول خلال الألفية الثالثة المتميزة بالتطور الهائل والانتشار المذهل للتكنولوجيات الحديثة أن يبقى هذا القطاع على هامش هذه التطورات«، مشيرا إلى القفزة النوعية التي يمكن أن تحققها المؤسسات في مختلف المجالات المحددة لنوعية الخدمات الصحية باستعمال هذه التكنولوجيا، كما ذكر بالدور الذي يجب أن تلعبه الوكالة الوطنية للتوثيق في الصحة لتعميم استعمال مختلف التطبيقات والبرامج وليدة تكنولوجيا المعلومات. وفي هذا المنظور، دعا وزير الصحة كل المسيرين على العمل على إدخال هذه التكنولوجيا الحديثة بالتنسيق المتين والدائم مع الوكالة الوطنية للتوثيق في الصحة لتوفير سبل النجاح والحيلولة دون تكرار النقائص والتجاوزات الناجمة عن الاقتناء العشوائي وغير المنسجم للتجهيزات الطبية الجراحية، حيث شدد على تطبيق استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مجال العلاج والتكوين عن بعد حتى يستفيد سكان المناطق النائية من تحسين نوعية العلاج في انتظار تزويدها بأطباء مختصين. وبخصوص المحور المتعلق بإعادة الاعتبار للخدمة العمومية، أشار زياري إلى أنه حتى وأن كان هذا المحور ينطبق على كل القطاعات ذات الصلة بالمواطن فإنه وفي قطاع الصحة يعتبر أمرا حساسا نظرا لما آل إليه وضع المؤسسات الصحية العمومية والخاصة، واصفا خطابه الموجه لمسيري القطاع بمثابة خارطة طريق لأهم المحاور التي يجب التكفل بها للنهوض به و إعادة الاعتبار للخدمات المقدمة للمواطن حتى يتم تجسيد مفهوم الخدمة العمومية على أرضية الميدان.