أشرف عبد الكريم عبادة عضو أمانة الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني أمس الأول على اجتماع لجنة المنطلقات الفكرية والمرجعية للأفلان،حيث تم الحديث عن جملة من القضايا تهم الحزب والتي يطرحها برنامجه السياسي وكذا المنطلقات الفكرية المتعلقة بترقية الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما ناقش إطارات الأفلان نظرة الحزب للاقتصاد الجزائري وما يخدم المجتمع الجزائري. تواصل لجنة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية لحزب جبهة التحرير الوطني التي يرأسها عبد الكريم عبادة سلسلة الاجتماعات المكثفة في إطار تحضير المؤتمر التاسع للأفلان المزمع تنظيمه مطلع العام المقبل، حيث تطرق المشاركون في الاجتماع إلى تشريح الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها الجزائر مع إجراء إسقاطات لوضع حزب جبهة التحرير الوطني ونظرته للرهانات المستقبلية بين القطيعة والاستمرارية، كما تباحث إطارات الحزب كيفية رفع التحدي لجعل أطروحة الأفلان الفكرية والسياسية تواكب عصر العولمة. وفي ذات اللقاء، تعمل لجنة عبادة على تحديد العناصر المذهبية في الفكر السياسي للأفلان بعد الاستقلال في فترتي نظام الحزب الواحد والإصلاحات التي أدخلت في المنهج الإيديولوجي بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاحتكار السياسي، كما تم الابتعاد عن التحكم الاقتصادي المركزي الموجه نحو اقتصاد السوق، حيث يبحث إطارات الحزب وضع مشروع المجتمع المبني على الأسس الإيديولوجية المتجددة التي تسمح للأجيال الانخراط في الحزب وتبني برنامجه الذي يعزز مكانة الحزب كحزب متأصل ومتجذر في عمق هويته ومتفتحا على العصرنة. ومن جملة القضايا التي وضعها حزب جبهة التحرير الوطني في قائمة الأولويات التي سيبني عليه مرجعيته السياسية، فقد ركز المجتمعون على الطموح الشرعي لكل مواطن للعدالة والمساواة مع محاربة الرشوة والآفات الاجتماعية وتقريب الإدارة من المواطن، إضافة إلى العمل على محاربة البطالة وحماية صحة المواطن والسهر على المحافظة على القدرة الشرائية وهي الفكرة التي يراهن الأفلان على تحقيقها مع إعطاء المؤشرات القوية لطمأنة المواطن. وفي ذات السياق، تعرض أعضاء اللجنة إلى نوع المفاهيم الديمقراطية التي يريدها الأفلان خاصة وأن الحزب شدد على نبذ العنف الإرهابي، ودعا إلى ترسيخ الهوية الوطنية من خلال الثلاثية الإسلام، العروبة والأمازيغية، في الوقت نفسه يدافع الأفلان عن الثقافة الشعبية والقيم الثابتة للأمة. أما فيما يتعلق بالاقتصاد والأفكار التي يدافع عنها الأفلان، فقد تساءل إطارات الحزب عن مدى تعلق الأفلان بالاقتصاد الاجتماعي للسوق وابتعاده عن الاقتصاد الليبرالي الفاحش، حيث يفكر قياديو الأفلان في ما بعد البترول وسياسة التنمية الطاقوية، إضافة إلى الاقتصاد الوطني خارج المحروقات من خلال تحقيق الأمن والاكتفاء الذاتي الغذائي، وفي الوقت نفسه يتطلع الأفلان إلى إعطاء وتعزيز مكانة المرأة في المجالس المنتخبة. وتعقد لجنة المنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية للحزب في الأيام المقبلة اجتماعات أخرى تسعى من خلالها إلى صياغة مشروع تمهيدي يجسد فلسفة حزب جبهة التحرير الوطني الخاصة بالمنطلقات الفكرية والمرجعية السياسية وأطروحات الحزب المذهبية في مختلف المجالات التي تجعله متميزا عن باقي الأحزاب.