وضع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني على رأس أولوياته مسألة تحقيق المصالحة ورأب الصدع في صفوف الحزب، موضحا بأنه لم يأت على رأس الأمانة العامة للحزب من أجل تصفية حسابات أو إقصاء أشخاص، بل بالعكس ، كما قال، أحمل في برنامجي وبشكل استعجالي مساع للم شمل الحزب. إن الأهم في هذه المرحلة هو أن لا ينسى المناضلون، مهما كانت مواقعهم، حتمية صيانة وحدة الحزب في كل المستويات، والحفاظ على مكانته الريادية باعتباره يمثل القوة السياسية الأولى في البلاد، من خلال الأغلبية التي يحوز عليها في المجالس المنتخبة الوطنية والمحلية وفي الجهاز التنفيذي وفي مؤسسات الدولة. ضمن هذا المنظور، يجب أن يسود خطاب الوحدة والجمع، وليس خطاب الفرقة والطرح، وهذا ما أشار إليه الأمين العام من خلال إصراره على تحقيق المصالحة بين أبناء الحزب وتأكيده على أن الخطاب الذي ينبغي أن يتبناه الجميع هو ذاك الذي يجمع ولا يفرق، بل ذهب إلى القول إن الذين يشيعون أجواء التشاحن والانقسام ليسوا منا ولسنا معهم، سواء كانوا في هذا الموقع أو ذاك. لقد تمت عملية التداول على القيادة في إطار تنظيمي، حيث حسمت اللجنة المركزية، بأغلبية أعضائها، الموقف ووضعت نقطة النهاية لخلاف استمر ثمانية أشهر، وإذا كان من صميم العمل السياسي الاختلاف في الرأي والحق في التنافس، فإنه يعني أيضا الانتباه واليقظة والتبصر والاهتمام بمصير ومستقبل حزب جبهة التحرير الوطني وليس بمصير الأشخاص، مهما كانت مواقعهم ومسؤولياتهم. إن على المناضلين جميعا، وعلى قيادة الحزب تحديدا، التفكير والتحليل والممارسة الميدانية وطرح الأسئلة الكبرى التي تعني ليس فقط حزب جبهة التحرير الوطني، وإنما القضية الوطنية ككل، لأن المعركة تتعلق ببناء مستقبل الجزائر وتحصين سيادتها ودعم استقرارها، وهي معركة تقتضي من حزب جبهة التحرير الوطني أن يكون متماسكا وموحدا وقويا، يلتزم كل مناضليه في إطار من وحدة الموقف والنهج والتوجه والإصرار، على أن يكونوا في الصف الأول دفاعا عن حزبهم وعن رسالته الوطنية في خدمة الجزائر أولا وأخيرا.