رفض كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي تحميل وسائل الإعلام مسؤولية حدة المنافسة الكروية بين المنتخبين الجزائري والمصري، وفي سياق آخر، أكد أن التنوع الكبير في العناوين الصحفية في الجزائر يعكس حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد، مذكرا أن تعليمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتعلقة بمراجعة قانون الإعلام تهدف إلى جعل الصحافة الوطنية أكثر انسجاما مع التغيرات الجديدة. أضاف ميهوبي في حديث مطول لوكالة أنباء الشرق الأوسط تم نشره، أمس، أن من بين ثمانين صحيفة التي تترجم الرؤى وتفاعل طبقات المجتمع توجد ست صحف حكومية والباقي تابع للقطاع الخاص، وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكومة تأمل في إجراء مراجعة للكثير من النصوص وخاصة قانون الأعلام، مذكرا أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دعا إلى مراجعته بالتشاور مع أهل المهنة. وفي رده على سؤال حول معاناة الجزائر من قيام بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية في نقل صورة خاطئة لما يحدث داخل البلاد، أكد كاتب الدولة المكلف بالاتصال أن الجزائر عانت كثيرا من تجاوزات بعض وسائل الأعلام حيث تحولت إلى مادة إعلامية تركز على الجانب الأمني والفجيعة ولم يكن ينظر إلى روح المقاومة التي يتسم بها الشعب الجزائري في مواجهة الإرهاب الذي كان يستهدف تدمير وتفتيت المجتمع وتهديد استقراره. وأضاف ميهوبي أن العالم أيقن بعد أحداث 11 سبتمبر أن ما يحدث في الجزائر لم يكن كما كانت تصوره بعض وسائل الأعلام من أنباء مغلوطة كما تطلع إلى الاهتمام بالتجربة الجزائرية التي عانت من هذه الظاهرة. ورفض عز الدين ميهوبى تحميل وسائل الإعلام مسؤولية زيادة حدة المنافسة خلال مباريات مصر والجزائر لكرة القدم ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم، قائلا »إن ما بين البلدين أكبر وأعمق من المباريات والبطولات«. وردا على سؤال حول مدى التزام الدول العربية بوثيقة البث الفضائي التي صدرت في فيفري عام 2008 للحفاظ على الهوية والثقافة العربيتين، أكد المكلف بالاتصال أن هناك العديد من الفضائيات التي لم تلتزم بهذا الميثاق غير أن مجرد إصدار الوثيقة هو شيء هام ومسألة الالتزام تتطور مع مرور الوقت عندما تدرك كل دولة أن حالة الانفلات التي تقوم بها الفضائيات التي تصدر من على أرضها قد تضر بها. وأوضح ميهوبي أن الاعتراض الذي جاء من بعض الأعضاء في مجلس وزراء الأعلام العرب على هذه الوثيقة كان محاولة منهم لإشعار الأعضاء الآخرين بأنهم يتسمون بروح الديمقراطية بالتالي لا يمكن أن يلتزموا بوثيقة تدعو إلى ضرورة وضع ضوابط للعمل العربي. ونبه المكلف بالاتصال إلى أن بعض الفضائيات العربية تحولت إلى أسلحة موجهة للداخل، والجميع يدرك أن هناك العديد من الدول العربية تعيش حالة غليان سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الثقافي، مما جعل أكثر من 75 في المائة مما يبث في وكالات الأنباء العالمية مصدره البلدان العربية والإسلامية، مما يدعو إلى فرض ضوابط للتعامل الإعلامي. وأشار ميهوبي إلى أن شبكة »سي إن إن« الأمريكية أصدرت بيانا عقب أحداث 11 سبتمبر، وضعت فيه نفسها تحت تصرف الإدارة الأمريكية حماية للأمن الأمريكي.