تستعد الأسر للدخول المدرسي من خلال اقتناء المستلزمات المدرسية من مآزر ومحافظ وكراريس وغيرها من الأدوات التي يحتاج إليها أطفالها، غير أن الكثير من العائلات تهمل جانبا مهما يستلزم الاهتمام به ألا وهو الجانب النفسي للطفل ومدى استعداده لهذه المناسبة الهامة في حياته، فالكثير من الأولياء يواجهون صعوبات كبيرة مع أطفالهم لالتحاقهم بالمدرسة للمرة الأولى وكذا للمرة الثانية أو الثالثة حيث يقوم هؤلاء بالبكاء ورفض الدخول إلى المدرسة. يجد العديد من الأولياء وخاصة الأمهات أنفسهن في مأزق في أول يوم للدخول المدرسي، خاصة أولئك الذين يلتحق أطفالهن بالمدرسة لأول مرة، فكثيرا ما تصادفن خلال هذا اليوم الهام صور لأطفال يتشبثوا بثياب أمهاتهم ويرفضون الدخول إلى القسم إلا إذا رافقتهم، هذا الوضع عايشتها أمهات كثيرات ممن تحدثن إلينا حيث روين ما جرى لهن والحيرة التي وقعن فيها دون معرفة ما يجب القيام به. حيث أكدت رشيدة أم لأربعة أطفال أنها ما عاشته في أول يوم تمدرس لابنها الصغير لم يسبق لها وأن رأته من قبل، حيث أنه كان مدلل العائلة ورغم أنه كان قد اختار بنفسه ملابسه وأدواته ومحفظته إلا أن تلك الأمور لم تغير في الوضع شيء حيث اضطرت إلى البقاء معه في القسم طيلة ذلك اليوم أمام رفضه للدخول وتشبثه بها ولم تفلح محاولات المعلمة والمديرة لإسكاته، وتواصل على هذا المنوال طيلة أسبوع كامل. لم تواجه سميرة هذا الموقف مع أطفالها حيث تقول أن تعودهم على الذهاب إلى الروضة سمح لهم بالاستعداد للمدرسة ولم يسبب لها أية مشاكل، بل على العكس تماما يكونون فرحين حيث يشعرون أنهم انتقلوا إلى مرحلة مختلفة ومهمة وأصبحوا بإمكانهم الاعتماد على أنفسهم والتعرف على أصدقاء جدد، كما أنها تحرص كل الحرص على إخباره بكل ما يوجد فيها وأحببها له قبل الدخول إليها. لا تترك نوال الأمر للصدفة مطلقا حيث أكدت أنها في كل مرة يأتي فيه دور ابن لها للالتحاق بالمدرسة كانت تهيئه بسنة من قبل من خلال أخذه معها إلى المدرسة خلال توصيلها لأطفالها الآخرين حتى يشاهدها ويتخلى عن مشاعر الخوف التي تصيب البعض، كما ساهم تمدرس أطفالها في تعويد إخوانهم على الدراسة حيث كانوا يجلسون بقربهم عند مراجعتهم وأحبوا بذلك الدراسة وأصبحوا يتلهفون للالتحاق بالمدرسة. ويظهر على بعض الأطفال أعراض نفسية مختلفة بسبب القلق والخوف كالصداع والحمى والبكاء وهي مظاهر ناجمة عن شعوره بالوحدة وأنه غريب كما يجد صعوبة في التكيف مع المحيط الجديد، مما يجعله ينعزل ويفضل السكوت والانطواء على نفسه، وهو ما جرى بالتحديد مع مراد أب لثلاثة أطفال عندما التحقت طفلته بالمدرسة للمرة الأولى، حيث أصابتها كآبة وملل وباتت ترفض الحديث مع جميع أفراد العائلة والسبب في ذلك ارتباطها الكبير بوالدتها التي لم تفارقها منذ ولادتها. هي تجارب لم يدرك من هؤلاء الأولياء حسبما أكدوه لنا إلا بعد معايشتها أهمية التحضير المسبق للأطفال للالتحاق بالمدرسة التي تعتبر عالم جديد يجدون أنفسهم في مواجهته بمفردهم، لذا بات التحضير النفسي للطفل من أكثر الضروريات في الوقت الحالي خاصة وأن العديد من المختصين يربطون فشل الأطفال في التمدرس بهذا اليوم الذي يشكل عاملا مهما في تجديد مصيرهم الدراسي.