نفى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني أن تكون تزكيته على رأس الأمانة العامة للأفلان نهاية الأسبوع الماضي، قد تمت بأوامر فوقية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأوعز سبب إرجاء الإفصاح عن أعضاء المكتب السياسي إلى »الرغبة في إجراء مشاورات موسعة والاختيار المتروي البعيد عن الضغوط والتشنجات لعدد من الشخصيات سيوكل لهم مهام حساسة وخطيرة في مقدمتها تحقيق المصالحة داخل الحزب وترميم قواعده والتحضير للانتخابات الرئاسية بما يضمن فوز الحزب بها كما حدث في 2004 وما قبلها«، معلنا عن دعمه لبوتفليقة في حال ترشح لعهدة جديدة. خاض الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني في حديث أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية هاتفيا نشرته صحيفة »القدس العربي«، أمس، في عدة قضايا خُصص الجزء الأكبر منها للشأن الداخلي الحزبي، إلى جانب قضايا وطنية على رأسها الرئاسيات والإرهاب، ناهيك عن المسائل الإقليمية ، ونفى تدخل بوتفليقة لصالحه من أجل تزكيته على رأس الأمانة العامة، مضيفا أن التزكية تمت بأغلبية أعضاء اللجنة المركزية. ودافع سعداني عن مساره النضالي في الأفلان، قائلا »أنا لم أهبط على موقع الأمانة من خارج الحزب .. لقد كنت عضوا في اللجنة المركزية وعضوا بالمكتب السياسي بالحزب لفترات طويلة، وكنت محافظا لأكثر من 35 عاما، ولي تاريخ في الإطار النقابي يتجاوز الأربعين عاما، كما كنت رئيسا للمجلس الشعبي الوطني ثالث أعلى هيئة بالبلاد«. ورفض الأمين العام للأفلان الرد على ما إذا كانت معركة انتخابه هي مقدمة للصراع بين قيادات الحزب على من سيكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية ,2014 وأكد أن »الحديث عن الرئاسيات مؤجل إلى 2014«، مستندا إلى صلاحياته »ما دمت أمينا عاما للحزب، فلن يفتح باب النقاش حول هذا الأمر إلا قبل فتح باب الترشح العام المقبل، وغير ذلك يعد مخالفة لقوانين ومبادئ الحزب«. واستنكر سعداني ما يتردد من أن وجوده بموقعه يمنح التيار المؤيد لبوتفليقة فرصة قوية لإضعاف تيار علي بن فليس المنافس، وقال: »أولا التيار المؤيد لبوتفليقة هو التيار المشكل للأغلبية في داخل اللجنة المركزية للأفلان، ثانيا طبقا للقانون الأساسي للحزب اللجنة المركزية هي صاحبة الكلمة الأولى في الفصل في التوجهات والسياسات لا شخص الأمين العام«، مضيفا» وبالتالي، لا صحة أنني قد أستغل منصبي أو أقوم بأي تدخل تجاه أي طرف«. وجدد سعيداني دعمه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إذا ما قرر الترشح لعهدة جديدة، وقال إنه »أثبت جدارته في موقعه«، وفند الأمين العام للأفلان وجود نوايا شخصية لديه للترشح للرئاسة، رافضا التطرق إلى قضية مرض الرئيس ووقوفه حائلا أمام الترشح لعهدة جديدة، موضحا »لدينا عهدة رئاسية لم تنته .. ولكل حدث حديث«. واعتبر سعيداني ما يتردد حول دفع بوتفليقه للوزير الأول عبد المالك سلال لخوض الانتخابات الرئاسية إذا أعاقته ظروفه الصحية، »مجرد أحاديث صحافية«، قائلا »كل الأشخاص يحق لهم الترشح .. ولكن اللجنة المركزية بالحزب فقط هي من تختار مرشحها لخوض الانتخابات الرئاسية، كما أن الرئيس طبقا للقانون الأساسي للحزب له صلاحيات محددة .. وإلى الآن لم يعلن أحد بوضوح نيته للترشح والأمر كله تكهنات وأحاديث صحفية، ومع اقتراب موعد الانتخابات سنجد مرشحين كثر .. وكل هذه الأمور برأيي سابقة لأوانها بالوقت الراهن«. وأرجع سعيداني الأسباب التي تقف وراء عدم إعلان تشكيل المكتب السياسي إلى »الرغبة في إجراء مشاورات موسعة والاختيار المتروي البعيد عن الضغوط والتشنجات لعدد من الشخصيات ستؤكل لهم مهام حساسة في مقدمتها تحقيق المصالحة داخل الحزب وترميم قواعده والتحضير للانتخابات الرئاسية بما يضمن فوز الحزب بها كما حدث في 2004 وما قبلها«. وفي السياق ذاته، كذب سعيداني ما نسب إليه من تصريحات تشير إلى أنه سيطيح ببلعياط والمؤيدين له من الحزب، قائلا »لا نية لدي لطرد أي معارض لي أو تهميش أو إقصاء أحد، وبلعياط صديق لي عملت معه لفترات طويلة«، مضيفا »أي دعاوى قضائية سترفع، ستفصل فيها اللجنة المركزية طبقا للقانون الأساسي للحزب، ونحن مرتاحون لما سيصدر من اللجنة وملتزمون به«. وفي الشأن الإقليمي، رفض الأمين العام للحزب تشبيه ما تمر به مصر مع ما عاشته الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي، وقال» لكل بلد ظروفه وخصائصه وتجربته الخاصة به«، مشيرا إلى أن »الإسلام لا يجب أن يؤخذ كذريعة سياسية .. من أراد أن يدخل السياسة فليدخلها بنفسه أو بحزبه لا تحت غطاء ديني أو عقائدي .. السياسة أحوالها سيئة ولذا أنادي دائما بضرورة النأي بالدين المقدس عنها«. وثمن سعيداني الموقف الجزائري الرافض للتدخل العسكري في سورية، وأوضح بقوله »لو حدث هذا، ستمر سورية بما مر به العراق، وأخطأت الجامعة العربية وبعض الدول العربية بالسماح بضرب العراق، لأنه في النهاية خسر العالم العربي العراق الذي لا يزال يعيش مأساة لا من صنع الولاياتالمتحدة والغرب بقدر ما هي صنع الجامعة العربية وبعض الدول العربية«، مضيفا »نحن بالجزائر لا ندعم الحكام وإنما الشعوب، ولذا نأمل أن يكون هناك حل سياسي بين المعارضة والنظام«. وحذر سعيداني مما وصفه بالمؤامرة على الجيوش العربية من قبل القوى الكبرى، وأضاف »جيوشنا هي جيوش وطنية.. ففي الجزائر جيشنا اسمه جيش التحرير الوطني وهو من حرر البلاد وأنقذها من الإرهاب ، ولذا فمن من يشكك بجيوشنا يريد أن يجعل بلادنا فريسة للدخلاء، معتبرا خلال تقييمه لمعدل الإرهاب بالجزائر بعد حادثة تقنتورين في منتصف جانفي الفارط »الإرهاب بالجزائر في مشهده الأخير والحديث عنه قد يعطيه أكبر مما يستحق ، لقد تعافينا منه بأمر الله وإرادة قواتنا المسلحة وعزيمة شعبنا«.