في الوقت الذي لقت فيه الإجراءات التنظيمية الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية الوطنية ، المتعلقة بالتخفيف من ثقل المحفظة المدرسية وتحديد قائمة الأدوات المدرسية، وكذا تقليص الحجم الساعي الأسبوعي في مرحلة التعليم المتوسط ترحيبا كبيرا في أوساط أولياء التلاميذ، الذين لا طالما اشتكوا من كثافة الدروس وثقل المحفظة التي تسببت للكثير من المتمدرسين في مشاكل صحية على مستوى الظهر، أكد أساتذة الطورين الإبتدائي والمتوسط صعوبة تنفيذ مثل هذه الإجراءات معتبرين إياها »مهمة صعبة« . يأمل أولياء التلاميذ أن يكون هذا الموسم الدراسي الجديد مختلفا ومتميزا ، مقارنة بالسنوات الماضية، بالنظر إلى الترتيبات التنظيمية التي أقرتها وزارة التربية ابتداء من الدخول المدرسي الجديد، والتي تتعلق أساسا بالمحفظة الصحية و تقليص الحجم الساعي الأسبوعي لتلاميذ الطور المتوسط من 30 ساعة إلى 28 ساعة ، فيما احتفظت بنفس الحجم الساعي للسنة الرابعة، باعتباره يتضمن الإمتحان المصيري . وكانت وزارة التربية قد أقرت تنظيما زمنيا دراسيا جديدا، حرصت فيه على ضرورة مطابقته مع مناهج مختلف المواد الدراسية، موازاة مع إدراج حصص الأعمال الموجهة في أربع مواد أساسية وهي اللغة العربية، الرياضيات، الفرنسية والانجليزية لرفع قدرة الاستيعاب لدى التلاميذ واعتماد نظام »التفويج«. مثل هذه الإجراءات تبدو لأولياء التلاميذ سهلة التنفيذ ، لكن بالنسبة للأساتذة والمختصين والعالمين بشؤون القطاع فإن تجسيدها، سيكون مهمة صعبة على المؤسسات التربوية، كون أغلبهم يعجزون عن التطبيق الكامل للقانون الداخلي، فما بالك بالترتيبات الجديدة التي تمس المحفظة الصحية والتوزيع الزمني، بالنظر إلى اختلاف إمكانات كل بلدية لتوفير الأدراج والخزانات لحفظ الكتب ومشكل الاكتظاظ المطروح بشدة والذي اعترف وزير التربية الوطنية بوجوده بشكل متفاوت من منطقة إلى أخرى . في هذا السياق تساءلت معلمة لغة عربية بمدرسة مصطفى خوجة ببن عكنون، كيف يمكن إلزام الوزارة معلمي الطور الإبتدائي بالتقليل من حجم وعدد الكراريس المطالب بها التلاميذ، والاقتصار على القدر الضروري من الأدوات اللازمة لإنجاز الأنشطة البيداغوجية المقرّرة وفق قائمة الأدوات المدرسية الواردة في مدونة رسمية للأدوات المدرسية لمرحلة التعليم الابتدائي، من دون أن يتم إشراكهم كمعلمين في إعداد مثل هذه القرارات الأساسية، ومناقشتها بالشكل الذي يسمح بالوصول إلى ترتيبات فعلية يمكن تطبيقها في الواقع. وحسب أستاذ مادة الرياضيات بإكمالية بن عواج محمد الطاهر ببن عكنون فإنه تقرر إعادة تنظيم الزمن الدراسي في الطور المتوسط ، كما تم تنظيم حصص الأعمال الموجهة بالأفواج، حيث يفوج تلاميذ القسم إلى فوجين، وعليه عندما يكون الفوج »أ« في حصة اللغة العربية، يتواجد الفوج »ب«، في نفس الوقت في حصة الرياضيات، وكذلك الأمر بالنسبة لمادتي اللغة الفرنسية والانجليزية،مضيفا أنه من خلال نظرة سريعة على تنظيم الزمن الدراسي سيكون هناك مشكل كبير في توفيرالقاعات اللازمة من أجل تمدرس التلاميذ، بحيث يجب توفير قاعتين إضافيتين من أجل التفويج في مادتي اللغة العربية والرياضيات ومادتي اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية طبعا هذا للسنوات الأولى والثانية والثالثة متوسط فقط دون أن ننسى تفويج مادتي العلوم الطبيعية والعلوم الفيزيائية. بالنسبة للعديد من أساتذة التعليم المتوسط الذين تحدثت إليهم »صوت الأحرار« في الموضوع فإن استمرار ظاهرة الاكتظاظ التي تبقى تؤرق الأستاذ والتلميذ معا، التي تتفاوت من مؤسسة تربوية الى أخرى ، حيث تصل في بعضها الى 52 تلميذ خاصة في الأحياء التي شهدت تسليم ألاف السكنات الجديدة، ستشكل عائقا كبيرا أمام مدراء المؤسسات التربوية لتجسيد تلك الإجراءات التنظيمية في الواقع، حتى أن بعضهم أجزم باستحالة تطبيق تلك الترتيبات التي تحتاج إلى توفير الإمكانيات.