ظلت تحقيقات مصالح الشرطة في القضية وملابساتها مفتوحة طيلة ستة أشهر، باستغلال الوسائل التقنية والتحري مع الشهود ومختلف المواطنين، إلى أن توصلت ذات المصالح يوم 29 أوت المنصرم إلى كشف خيوط الجريمة والقبض على مرتكبها. تعود حيثيات القضية إلى تاريخ 21 فيفري من عام 2013 في حدود الرابعة وخمسة وأربعين دقيقة حيث تلقت مصالح أمن دائرة رمضان جمال نداء من قاعة الارسال مفاده تعرض فتاة للاعتداء من طرف سائق شاحنة صغيرة دون توضيحات وهي في حالة حرجة على الفور تنقلت عناصر قوات الشرطة إلى عين المكان وتم التأكد من البلاغ الضحية أخذت على جناح السرعة إلى المستشفى الجديد على متن سيارة الحماية المدنية غير أنها لفظت أنفاسها الأخيرة وهي في طريقها نحو مدينة عنابة في حدود الساعة التاسعة ليلا جراء إصابتها بجروح بليغة على مستوى الرأس. المعاينات الميدانية لمسرح الجريمة مكنت مصالح الشرطة من التعرف على وجود أحد الأشخاص يقود شاحنة صغيرة هو من قام بمعاكسة الفتاة رفقة صديقاتها وقام بمسك الضحية من داخل الشاحنة من شعرها وجرها حوالي 50 مترا والشاحنة في حالة سير إلى أن سقطت على الأرض مغميا عليها ولم يكتف بذلك بل مر فوق رجليها بعجلات الشاحنة وهذا ما أثبته الطبيب الشرعي من خلال معاينته للجثة. المجهودات الحثيثة التي قامت بها مصالح الأمن مع شهود العيان الذين حضروا الواقعة مكنت من تحديد هوية الجاني الذي يبلغ من العمر 24 سنة والذي تم توقيفه بمقر سكناه على مستوى بلدية فلفلة كما أن عناصر تحقيق الشخصية رفعوا أثار جروح وخدوش على مستوى الإبط من الجهة اليسرى، وذلك أثناء عملية جر الضحية للمسافة التي قاربت الخمسين مترا. التحقيقات بينت أن المشتبه به والضحية كانت تجمعهما علاقة، غير أن قرار الضحية بفضها لم يرق للجاني مما جعله ينتقم على طريقته، وتم تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سكيكدة بخصوص جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ، وبعد إحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه الحبس بالمؤسسة العقابية.