جرائم قتل عديدة ترتكب في حق أقرب وأعز الناس لأسباب تبقى مجهولة في غالب الأحيان عند مرتكبيها الذين يقترفون هذا الجرم الكبير ثم ينكرون أمام العدالة بإلحاح ذلك للتهرب من المسؤولية الجزائية، فما ذنب تلك الزوجة التي عثر عليها جثة هامدة غارقة في بركة من دمائها داخل شقتها الكائنة بحي 8 ماي 1945 بباب الزوار، ووجهت بذلك أصابع الاتهام إلى زوجها الذي كان على خلاف معها بسبب مشاكل عائلية عالقة بينهما، وعاد بتاريخ الوقائع إلى منزله وهو في حالة سكر بعدما شرب 5 قارورات من الخمر، هذا الأخير أنكر تماما قتله للضحية وقال إنه وجدها مقتولة عندما عاد إلى المنزل وباب الشقة وجده مفتوحا، لكن الغريب في الأمر أنه لم تحدث سرقة داخل الشقة· حيثيات هذه القضية تعود إلى تاريخ 18 أفريل 2007 عندما تقدم شخص إلى الأمن الحضري لباب الزوار لتقديم شكوى عن اكتشاف جثة جارته البالغة من العمر 52 سنة داخل شقتها، وفور تنقل عناصر الأمن مصحوبين بالشرطة العلمية لمعاينة الجريمة تم العثور فعلا على جثة الضحية ملقاة على ظهرها وسط بركة من الدماء تبين بعد معاينتها أنها مطعونة ب 14 طعنة على مستوى أنحاء مختلفة من جسدها· وحسب الطبيب الشرعي، فإن الجريمة وقعت مابين الساعة الخامسة إلى السادسة مساء· وبعد فتح تحقيق في القضية التي اتهم فيها زوجها المدعو (س· ع) الذي كان يبلغ من العمر أثناء الوقائع 59 سنة، أكد هذا الأخير أنه كان بمقر عمله بالدار البيضاء، وبعد مغادرته المكان في حدود الساعة الرابعة مساء توجه إلى حانة بوسط مدينة باب الزوار حيث شرب 5 زجاجات من المشروبات الكحولية وبعدها توجه إلى منزله، لكن عند وصوله وجد باب الشقة مفتوحا، وبمجرد دخوله شاهد زوجته ملقاة برواق المنزل ظن خلالها أنها مغمى عليها، فتوجه إليها وقام بتحريكها فوجدها جثة هامدة وسط بركة من الدماء وعندها بدأ بالصراخ والاستنجاد بجيرانه، بحيث إلى شقة جاره بالطابق العلوي لطلب المساعدة ثم قصد مصالح الحماية المدنية التي حضرت إلى مكان الجريمة قبل تقديم الشكوى إلى مصالح أمن باب الزوار من قبل جار الضحية، وبعد ذلك تم توقيف المتهم زوج الضحية واتهامه بقتل زوجته خاصة بعدما أثبتت الخبرة الخاصة بتحليل ال ''أ·دي·أن'' بقع الدم التي عثر عليها بجواربه هي نفسها الخاصة بدم زوجته، بالإضافة إلى العثور على خدوش في جسمه، حسب ما جاء في ملف القضية، وهذا ما أنكره المتهم جملة وتفصيلا· وخلال جلسة محاكمته بعد متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، أمس، تمسك بنفس تصريحاته السابقة، مؤكدا أنه لا يمكن له أن يقتل رفيقة عمره التي عاش معها 30 سنة من العمر، وهو يذرف الدموع، مؤكدا أنه على الرغم من أنه كان فعلا على خلاف معها قبل الواقعة بشهر إلا أنه ليس الفاعل·