يستشرف المفكر الاقتصادي المصري اليساري سمير أمين بزوال المنظومة الرأسمالية المتوحشة قريبا واصفا الهزات التي تنخر بنيته من أزمات منطقة اليورو والإحتجاجات التي تفوح من أوروبا وغيرها من بقاع العالم مؤشرات على إنهيار هذا النظام الموحش الذي ترعاه دول الثالوث التاريخي ممثلا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا واليابان بسبب تكريسها عدم التكافؤ والتهميش والبطالة ، ويفتح دكتور الإقتصاد السياسي سمير أمين قلبه ل ''صوت الأحرار'' للحديث عن محاور ''اللقاء الدولي الجنوب'' هل من بدائل الذي سيعقد بالمكتبة الوطنية الحامة غدا الأرٍبعاء ، ويقدم مدير منتدى العالم الثالث بدكار ورئيس المنتدى العالمي للبدائل رؤاه إتجاه نخبة من مفاصل السؤال السياسي والإقتصادي العربي كما يلخّص رؤيته للوضع في مصر وفي سوريا . ما هي أهم النقاط والمحاور التي سيتناولها اللقاء الدولي ''الجنوب هل من بدائل'' بالجزائر ؟ ¯ في البداية أثمن مبادرة وزارة الثقافة الجزائرية منشورات أبيك والوكالة الوطنية للاشعاع الثقافي التي نظمت هدا اللقاء بالتعاون مع فوروم العالم الثالث والفوروم الدولي للبدائل حيث سيعمل نخبة من المختصين والمثقفين المعروفين بالتزامهم على تفكيك ومناقشة كيفية الخروج من الوضع الحالي في الجنوب فالنظام الرأسمالي الإمبريالي يعيش في مرحلة تفسخ بفعل إرتدادات الجبهة الداخلية والإحتجاجات القوية وهذا الإنفجار وعلامات السقوط يتجلى بأشكال مختلفة ضمنها إنفجار منطقة اليورو وورائها المجموعة أو المنظومة الإجتماعية الأوروبية وهي تشير إلى الإنفجار الوشيك وتساقط هذا النظام وأشير إلى مؤشرات و تجليات ذلك منها الاحتجاجات الشعبية في الشارع العالمي وفي الشارع الأوروبي الغاضبة ، وهي الإحتجاجات التي نجحت في إخراج بعض أصحاب القرار وتغيير أنظمة الحكم في أمريكا الجنوبية في البداية ومصر وتونس لاحقا وبالتالي الإنفجارات الشعبية وحركيات المجتمع ساهمت في التغيير السياسي وأتوقع إنفجارات أخرى لاحقة ستؤكد إنفحار وانهيار النظام الرأسمالي الإمبريالي . التنمية في العالم العربي كيف تساهم في التغيير ؟ ¯ هذا الموضوع محور اللقاء والنقاش على مدار 4 أيام، سنعرض بعض الأفكار وأعتقد أن التنمية الاقتصادية لا معنى لها إذا لم تكن الجماهير بشكل هي المستفيدة الأولى من ثمارها ، معدل نمو الدخل القومي مرتفع يصاحبه تفاوت في توزيع الدخول والثروات هذا النموذج من التنمية هو فاشل وقاصر وبالتالي نحن بحاجة إلى تنمية تستند وترتكز على الذات والوطن تعطي الأولوية الأولى للنمط تستفيد منها الجماهير الشعبية ويفرض على الإستعمار أن يتراجع يتكيف مع احتياجاتنا يعني منطق العولمة الإمبريالية هو أننا نحن دول وشعوب والجنوب نتكيف مع إحتياجات مزيد من التمنية في الشمال ولكن نحن نطالب بالعكس أن نفرض عليهم أنهم هم من يتكيفوا لمقتضيات التمنية الاقتصادية والإجتماعية والسياسية . لكن الجنوب وخاصة العالم العربي فشل ومازال تابعا إقتصاديا ؟ ¯ ثمة إنقلاب في العلاقة ، نحن دخلنا في مرحلة وموجة جديدة في صعود الجنوب في مواجهة الشمال الموجة الأولى في القرن العشرين من خلال ثورات أهمها و أعظمها الثورة الجزائرية ، لكن هذه الموجة إنتهت وبعد الموجة الأولى دخلنا مرحلة تدهور إنتكاس وضمور إستمرت لمدة 3 عقود إلى ال 80 و90 والعقد الأول من القرن 21 ونحن ندخل في الموجة الجديدة. ماذا عن ملامح هذه الموجة الثانية وآلياتها ؟ ¯ آلياتها تختلف من بلد إلى آخر، لأن الظروف الملموسة لكل قطر مختلف ومتفاوتة لا أحد يملك إجابة شاملة للسؤال هناك المبادئ والتنمية المرتكزة على الذات والأولية هي إستفادة الطبقات الشعبية من هذه التنمية ونتائجها وعلينا أن نفرض على دول الشمال والنظام الرأسمالي رؤيتنا وندفعه ليتراجع ويتكيف و أن يقبل بشروطنا ، فالنظام الإستعماري ممثلا في الثالوث الأمريكي والأٍوروبي والياباني لا يستطيع أن يضمن إستمرار مزاياه واستمرار سيطرته الإقتصادية على المنظومة العالمية وثرواتها إلا من خلال القوة والسيطرة العسكرية وهو السبب ما أدى إلى الولاياتالمتحدة وحلفاؤها التاريخيين وقوعها في فخ العديد من الحروب المتتالية في مستنقع أفغنستان ، لييبا ، العراق والآن التهديد على سوريا وكذلك التهديد على الصين بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر عن طرق إستخدام اليابان وافتعال مشكل الجزر الصينية في بحر الصين أمام هذا المشروع لا بد من شعوب الجنوب ليس فقط أن تعارض هذا المشروع الرقابي الذي يهدف إلى السيطرة العسكرية على العالم من خلال التضامن السياسي بل العسكري في بعض الأحيان الأخرى ولكن أيضا أن يخرجوا وأن يفكوا إرتباطهم من سيادة منطق العولمة الإمبريالية الرأسمالية وتطوير مشروعات وطنية ديموقراطية وشعبية لكن من يحاور الشمال القوي الأنظمة العربية المترهلة أم الشعوب الضعيفة ؟ ¯ الأنظمة العربية كما هي حاليا معظمها تقبل التكيف لتلبية إحتياجات وإستمرار سيادة الشمال بدرجات مختلفة لكن أيضا الشعوب والمجتمع المدني جزء من إنعكاس له تأثيره ، أعتبر أن الأنظمة ستتغير وليست موجودة للأبد على سبيل المثال الحركة الشعبية في مصر واسعة أكثر من 30 مليون نزلوا في الشوارع في نفس اليوم 30 يونيو وليس رقم صغير ، في الجانب فيه إحتمال تكوين جبهة وطنية واسعة لكن نقطة ضعف هذه الجبهة تشمل أو ينعكس فيها مصالح إجتماعية واقتصادية وسياسية متناقضة في بعض الأحيان متناقضة جدا ولهذه قيادة الجيش في ظروف مصر إستفادت من نقطة الضعف في الحركة الشعبية لكي يقوم هو بما كان مما هو هدف الحركة الشعبية لكن هدف لم تكن الجماهير الشعبية لم تكن قادرة على تنفيذه بنفسها وما هو السيناريو المحتمل مستقبلا ؟ ¯ الصراع بين القوى المهيمنة التي تعكس الثالوث التاريخي الإمبريالي المتمثل في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا واليابان فيما لا تعتبر روسيا جزء من الشمال أيضا وبين دول الجنوب والشعوب ستتأزم ، وسيؤدي ذلك إلى إنفجار النظام الليبرالي ، والقوى المهيمنة الأمريكية وحلفاؤها ليس لديهم بدائل للإستمرار في مزاياه واستغلالها إلا بواسطة مشروع مراقبة عسكرية بعد المراقبة الإقتصادية بمساعدة بعض الدول على غرار السعودية وقطر ماذا بقي من مشروعك '' الحيوان السياسي'' ؟ ¯ الظروف مختلفة لما نتحدث عن الجزائرممكن أن تكون دولة صاعدة لأنها تتوافر على جميع الشروط الموضوعية في هذا الإحتمال والإمكانية موجودة، هناك قدرة لتكوين جبهة وطنية شعبية ديموقراطية تشمل الأغلبية الكبيرة من الشعب الجزائري فالحزائر بلد واسعة جغرافيا لها ثروات وموارد طبيعية متنوعة لكن عليكم أنتم الجزائريون أن تناقشوا ما هي الأسباب التي لم تسمح ولم تتح إلى الآن أن تكون الجزائر بكل هذه المقومات دولة صاعدة ولم تصل إلى تحقيق ذلك بعد تجربتك الطويلة كيف تقرا اللحظة العربية على مستوى الديموقراطي والممارسة السياسية ؟ ¯ الشعوب العربية وبدرجات وأشكال مختلفة دخلت مرحلة من التاريخ بعد الموجة الأولى موجة الإستقلال الوطني والآن في موجة ثانية بهذه المطالب تكوين نظام سلطة سياسي يتماشى مع إحتياجات إقامة جبهة وطنية ديموقراطية شعبية واسعة ومشروع تنمية يتفق مع مصالح الجبهة المعارضة العربية أين هي في ضل التغيرات المتسارعة ؟ ¯ المعارضة لنظم الحكم كما هي هذه المعارضة لها أشكال عديدة المعارضة من اليمن واليسار ، المعارضة الإسلامية السلفية هي معارضة من اليمين لهذه النظم بينما أعتقد أن معظم الحركات الشعبية الممثلة في المجتمع المدني تمثل معارضة تميل إلى الشمال وتميل إلى خلق جبهة شعبية كيف سيكون مصير ومستقبل مصر و سوريا ؟ ¯ مصر دخلت مرحلة صعود طويلة ستستمر لأكثر من سنوات وربما عقود طويلة على مثال الأمواج السابقة منذ عهد محمد علي ثم حزب الوفد والناصرية ونحن في غمار الموجة الرابعة أما سوريا فهزيمة وانهزام القوى الرجعية التي تتحرك باسم المعارضة والإسلام السياسي هي شرط الأولي لكي تتكون الظروف الموضوعية لدخول سوريا في هذه الموجة الثانية وبناء جبهة قوية وكنت مؤخرا في روسيا وتحدثت عن الوضع في سوريا وهي تحديات .