تعيش مراكز البريد بولاية الجلفة منذ مدة، حالة من الغليان وسط المواطنين، وذلك على خلفية انعدام السيولة المالية في عدد من مكاتب البريد بالبلديات وكذا التعطلات المستمرة والضغط الكبير، وهي مظاهر أضحت من يوميات المواطن الجلفاوي، نظرا لتكررهم على طول العام و ليس في مواسم معينة فقط. لم تنفع زيارة المدير العام لبريد الجزائر، في أوقات سابقة لولاية الجلفة إلى معرفة الخلل، ليظل الوضع على ما هو عليه ويظل الزبائن يتخبطون في هذا الإشكال الكبير الذي رهن سحب أموالهم، خاصة وأن عيد الأضحى على الأبواب. وقد تسببت أزمة الضغط الكبيرة ونقص السيولة المالية المسجلة في عدد من بلديات الولاية منذ حوالي شهرين في تذمر العشرات من مواطني الجلفة، وقال عدد منهم بأن مرتباتهم »مجمدة« داخل أرصدتهم البريدية، مؤكدين بأن هذه الوضعية ظلت قائمة أمام جميع الهيئات من دون تدخل من أحد، وهو الأمر الذي أدخلهم في معاناة مستمرة أثرت عليهم وعلى معيشتهم بعد فشلهم في كل مرة في سحب مرتباتهم الشهرية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى وتحدث مواطن على أنه قضى 6 ساعات كاملة من أجل سحب مرتبه. وكان المجلس الولائي السابق، قد عقد دورة، تم من خلالها تشريح القطاع بشكل مفصل ووضع يده على الجرح مباشرة، كاشفا في تقريره بأن الأجهزة المستعملة حاليا، أجهزة قديمة لا تتناسب مع التطورات التي من المفروض أن تصاحب القطاع، زيادة على أن الكثافة البريدية على مستوى الولاية لا ترقى إلى المعدل الوطني، حيث تبقى 27 بلدية بعيدة كل البعد عن هذا المعدل. وأدان التقرير وضعية الهياكل، حيث وصفها بالكارثية والتي تنعدم فيها كل الشروط الموضوعية، إضافة إلى وجود مكاتب بريدية عرضة للإهمال والتخريب، على الرغم أنها لم تدخل الخدمة بعد، كما أضاف التقرير بأن هناك مكاتب لا تزال مغلقة في بلديات، دار الشيوخ، فيض البطمة، عمورة و حاسي بحبح، دون أسباب معروفة، حيث تم بناؤها ومن ثم إحكام غلقها، وأزاحت الدورة الغطاء عن حجم الاختلاسات الممارسة داخل القطاع ، حيث وصل المبلغ المختلس في خلال الست سنوات الأخيرة إلى أكثر من 16 مليار سنتيم، لم يًسترجع منه سوى مليارين وحوالي 200 مليون سنتيم ، كما تم توقيف تحفظيا عل ذمة هذه الاختلاسات 20 عونا إداريا. وعلى الرغم من أن دورة المجلس الولائي، ذهبت مباشرة إلى تحديد الخلل وكشفت أن الوضعية لا تزال على حالها، و يؤكد المئات من بأن مرتباتهم الشهرية أضحت »مجمدة«، بفعل الضغط الكبير ونقص السيولة في الفروع البريدية البلدية، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.