حالة من القلق والتذمر يعيشها زبائن بريد الجزائر بمختلف المراكز عبر بلديات ولاية الوادي ال 30 جراء النقص الفادح في السيولة النقدية التي أرقتهم . و يشكل موضوع نقص السيولة وانعدامها أزمة حقيقية في جميع مكاتب البريد بالوادي، فبالرغم من الانفراج الحاصل بولايات أخرى، إلا أن ذات المعضلة لازالت متواصلة بالولاية لأكثر من سنتين، كما أن العديد من زبائن البريد يطالبون بتبريرات فيما يخص العجز المسجل كونهم ملوا طوابير الإنتظار التي لا طائل منها، خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب وإستغرب زبائن البريد بالوادي أزمة السيولة التي لازالت متواصلة في مكاتب بريد الولاية في حين لم يعد للمشكل المذكور أثر بولايات الوطن الأخرى، وهو ما يدعو في نظرهم إلى إيجاد حل لهذا ألإشكال الذي يجعل من السيولة لا تسجل غيابا كاملا بالولايات الأخرى كالذي تسجله مكاتب البريد بولايتنا، وحولها الى جحيم لأن العديد من المواطنين من أجل قبض راتبه ينتقل الى الولايات الأخرى وهو مايعني الخسائر المادية والتعب والجهد وضياع يوم عمل من الراتب القادم . يذكر أن المشكل نفسه مسجل في آلات السحب المتواجدة بمراكز البريد أو حتى المؤسسات المصرفية، ما دفع بالكثير إلى التنقل مسافات لولايات مجاورة حتى يتمكنوا من جلب أموالهم في ظل الإختفاء المتكرر لها أو تحديد سقف للأموال المسحوبة إن وجدت بحيث لا تكفي لسد الفواتير كمبلغ 10 آلاف دج ، ناهيك عن الضغط الكبير على البريد المركزي بوسط الولاية، والذي سببه تدفق زبائن البريد بالمناطق النائية التابعة للولاية الذين يضطرون إلى بلوغ مسافات للوصول إلى البريد، مشكلين طوابير طويلة تبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة، فيما اعتبره البعض مرتبطا بالقائمين على المكاتب والذين لم يتمكنوا بعد من تجاوز الأزمة التي ظلت تؤرق المواطنين لمدة تقارب السنة أو البحث عن حلول نهائية لها. وتجدر الإشارة إلى أن الحديث يتكرر في كل مرة عن النقص الذي تسجله السيولة ببريد الولاية، إلا أن ذات المشكل يطرح وبحدة خلال هذه الأيام في أوساط المتضررين منها، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وتزامن هذه الفترة مع موسم الحج وما يتطلبه من تكاليف الذهاب والعودة وغيرها، إذ يظل الأمر هاجسا يخيف العديد، باعتباره قد يكون سببا في تخلفهم عن آداء سنة العيد، وبالتالي تكرار ما حدث أيام عيد الفطر الماضي، أين حرمت السيولة أبناءهم فرحة عيد الفطر، حيث لم يتمكن بعضهم من اقتناء لباس العيد لأولاده، بسبب مشكل انعدام النقد، هذا وقد اعتبر بعضهم اقتراب عيد الأضحى في كافة ربوع الوطن يعني طرح مشكل ثمن الأضحية والمزايدات فيها من قبل الممولين كما هو مألوف، فيما الأمر يختلف بالنسبة لأهل ولاية الوادي هذه السنة، حيث لم يعد المشكل مرتبطا بتمكنهم من شراء الأضحية بقدر ما هو مرتبط بوجود السيولة من عدمها، وفي ذات السياق أكد الموالون في جولة قادت بها أخر ساعة إلى نقاط بيع عدة، أنهم تقاضوا ثمن الأضحية بالصكوك البريدية بعد عدم تمكن العديد من توفير ثمنها نقدا، في حين لم يعترف عدد من المواطنين بمبررات انعدام السيولة بالمكاتب البريدية بدائرتهم، وتقدموا على إثر ذلك إلى وكيل الجمهورية بشكوى مفادها ضرورة النظر في هذه النقطة التي أصبحت تشكل أكبر عقبة لهم، حيث أصبح التفكير في توفر السيولة من أولويات الإنشغالات اليومية لمواطن الولاية. . م.م