تأتي زيارة الإبراهيمي التي شملت كل من مصر والعراق والكويت وسلطنة عمان وقطر وتركيا وإيران والأردن، لتحضيرات مؤتمر »جنيف 2«، الذي يتوقع عقده الشهر المقبل رغم ترجيحات بتأجيله إلى الشهر ما بعد القادم. وكشفت مصادر إعلامية أن الإبراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم وقادة المعارضة والأحزاب السياسية في سوريا للاطلاع على جولته الإقليمية وجهوده في عقد مؤتمر السلام. وكان وليد المعلم قد وجه عقب زيارة الإبراهيمي الأخيرة إلى دمشق في 2012 انتقادات إلى الموفد الدولي الذي تبنى موقفا يطابق الموقف الأميركي والموقف الخليجي المتآمر على سوريا. ووصل الإبراهيمي إلى مطار بيروت الدولي صباح أمس، قادما من طهران، حيث اجتمع مع الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، ديريك بلامبلي، خلال تواجده بالمطار. وكانت السلطات السورية أعلنت الموافقة على استقبال الإبراهيمي، في حين دعاه الرئيس بشار الأسد خلال حديث تلفزيوني الأسبوع الماضي، إلى عدم الخروج عن إطار المهام الموكلة إليه والتزام الحياد. وأشار الأسد إلى أن الإبراهيمي طلب منه في لقاء سابق عدم الترشح للرئاسة في 2014 وأجابه بأن هذا الأمر داخلي، كما أعلن الأسد بأن أي قرارات ستصدر عن مؤتمر جنيف سوف تعرض على التصويت العام في البلاد. يذكر أن الزيارة الأخيرة للمبعوث الدولي إلى سوريا تعود إلى شهر ديسمبر من العام الماضي، إذ وجه حينها مسؤولون سوريون انتقادات له على خلفية حديثه بشأن ترشح الرئيس الأسد لولاية رئاسية جديدة إلى ذلك، قال قدري جميل نائب رئيس الوزراء وأحد قادة المعارضة الداخلية في سوريا إنه التقى وللمرة الأولى منذ بداية الأزمة في مارس عام 2011 ممثلين عن وزارة الخارجية الأمريكية في جنيف. وأكد جميل ذلك في تصريح خاص لوكالة »إيتار تاس« الروسية أمس، وقال المسؤول السوري إن هذا اللقاء أكد على ضرورة عقد مؤتمر جنيف بأسرع ما يمكن، مؤكدا أن نجاح المؤتمر سيفتح الطريق للحوار السوري الداخلي. كما تناول اللقاء، بحسب جميل، مسألة تمثيل المعارضة في »جنيف 2«، وأعرب جميل عن قناعته بأن أي من أطراف المعارضة لا يمكن استبعاده ويجب تمثيل كافة الأطراف على قدم المساواة، وأكد نائب رئيس الوزراء السوري أن لقاءه مع الجانب الأمريكي يشير إلى تطور موقف واشنطن الذي يتغير ويصبح أكثر واقعيا، لأن الأمريكيين يدركون خطر استمرار نزيف الدماء في سورية بالنسبة للمنطقة والعالم بأكمله، يضيف جميل. في سياق آخر، كشف المعارض السوري جمال الوادي عضو المجلس الوطني رئيس كتلة الحراك الثوري المستقل، تفاصيل لقاءٍ دبلوماسي جمعه بالسفير الأمريكي في دمشق ومسؤول الملف السوري روبرت فورد، يوم الخميس الماضي في إسطنبول، حيث أكد فورد للمعارضة أن الولاياتالمتحدة لا تضمن أي نتائج فيما يتعلق بمصير الأسد. وأشار فورد إلى أن الرئيس السوري ربما يكون موجوداً في جنيف، وقد يشارك في المفاوضات أو يتابعها عن قرب، ونقل الوادي عن فورد قوله إن هدف مؤتمر جنيف، هو تشكيل حكومة بموافقة متبادلة من الطرفين، وبحث مصير المعتقلين والمساعدات ووقف العمليات العسكرية. وحول النتائج التي يمكن الخروج بها من جنيف قال فورد، نقلاً عن المعارضة، إنها تتمثل في احتمال أن تساعد روسيا في مسألة تشكيل حكومة مشتركة، وأن تضغط لحقن دماء السوريين. وفي نفس السياق اتهم عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي بواشنطن، إدارة الرئيس باراك أوباما بعدم تنفيذ وعودها بمساعدة المعارضة السورية، وقال جون ماكين وليندسي غراهام في مقال مشترك نشرته صحيفة »واشنطن بوست« الأميركية، إن أوباما تعهد لهما بأن استراتيجيته تتركز على خفض القدرات العسكرية للنظام السوري، وعلى رفعها بالمقابل لدى المعارضة، بما يؤدي لقلب ميزان القوى على الأرض، والدخول في مفاوضات لفض النزاع ورحيل الأسد، إلا أنه لم يلتزم بوعوده، بحسب رأيهما. في سياق آخر، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن سوريا سلمتها خطة مفصلة عن تدمير ترسانتها الكيميائية في المهل المحددة، موضحة في بيان أن دمشق قدمت لها الخميس الماضي الإعلان الأولي الرسمي الخاص بهذه الترسانة. وقالت المنظمة التي تتخذ من لاهاي مقرّا لها في بيان إن سوريا التزمت بالمهلة المحددة، موضحة أن الإعلان يتيح وضع الخطط الهادفة إلى تدمير منهجي وكامل يمكن التثبت منه للأسلحة الكيميائية المعلنة، إضافة إلى منشآت الإنتاج والتجميع، وأضافت أن هذه الخطة العامة تمت إحالتها إلى المجلس التنفيذي للمنظمة ليحدد بمقتضاها في موعد أقصاه 15 نوفمبر المقبل، مختلف مواعيد تدمير الترسانة السورية