أكد السعيد بوحجة عضو أمانة الهيئة التنفيذية المكلف بالاتصال بحزب جبهة التحرير الوطني أن الحديث عن إيداع الأفلان في المتحف جاء من دعاة المشككين في الثورة وفي الشهداء لأن هذه العبارة تخدم مصلحة الاستعمار وهي اعتداء صارخ على رموز الثورة والوطن، وفي سياق متصل لم يتردد المتحدث في القول إن تعرض الحزب العتيد لمثل هذه الهجمات الشرسة أمر طبيعي بحكم أن الأفلان يعد قوة سياسية حقيقية لها مكانتها في الجزائر. أوضح السعيد بوحجة في تصريح ل »صوت الأحرار« أن قوة حزب جبهة التحرير الوطني تتأكد من خلال مختلف اللقاءات والندوات الفكرية الأخيرة التي وضعت الحزب في موقعه الحقيقي كقوة سياسة بإمكانها أن تحدد مستقبلا المواقف الواجب اعتمادها باسم المناضلين في المؤتمر التاسع المزمع عقده بداية من الثلاثي الأول من السنة المقبلة. وانتقد عضو أمانة الهيئة التنفيذية الهجمة الشرسة التي يواجهها الأفلان في الوقت الراهن الذي تزامن مع التحضيرات الجارية للمؤتمر التاسع، وقال في هذا السياق »مهما قيل عن الأفلان فإنه اليوم أقوى من أي وقت مضى، ونحن اليوم أمام تحالف يجمع بين المشككين في إمكانيات الجزائر وتاريخها المجيد وبعض العناصر المعزولة التي تفتقر لقدرات سياسية للمشاركة في العمل الفكري العميق والواسع والتحضير للمؤتمر التاسع. بوحجة وفي حديثه عن الممارسة الديمقراطية في عهد التعددية لم يتردد في التأكيد أن التعددية السياسية في الجزائر واقع لا ينكره أحد، كما أشار إلى أن الأفلان ومنذ الوهلة الأولى ساهم في إرساء هذا النهج الجديد الذي يضمن الممارسة الديمقراطية الحقيقية،وعليه فإن التسليم أو القول إن الجزائر تعيش في عهد الحزب الواحد هو مساس بمشاعر الشعب الجزائر واعتداء على خيارته وتشكيك في قدرته على انتقاء أحسن التشكيلات لغدارة شؤون البلاد. وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى قيادة الحزب حول قضية الإقصاء، أوضح عضو أمانة الهيئة التنفيذية أن القيادة كانت قد تبنت عملية تحضير المؤتمر التاسع بإجماع كلي، وأن التعليمات التي أصدرت في هذا الشأن للقواعد لا تقصي أحدا بل بالعكس فإنها تكرس الممارسة الديمقراطية بكل أشكالها وتسمح بالتحضير للمؤتمر بكل شفافية ونزاهة، ويستثنى من هذا الوضع أولئك الذين أقصوا أنفسهم أو الذين ليس لهم قدرة سياسية وفكرية للمساهمة الإيجابية في وضع وإرساء الأرضية التي ستقدم للمؤتمر التاسع. ويبقى أن عملية التحضير للمؤتمر كما قال بوحجة متواصلة من خلال تنصيب مكاتب القسمات بالنسبة للمحافظات التي تسيرها لجان انتقالية، خاصة وأن هناك عمل جبار يقوم به المناضلون لتجاوز هذه المرحلة وإنجاح المؤتمر، أما فيما يخص بعض التجاوزات التي لا تعبر إلا عن أصحابها فإنه من غير المعقول أو المنطقي أن ينتقم المناضل من حزبه لأنه لم ينتخب. وخلص المتحدث إلى التأكيد بأن حزب جبهة التحرير الوطني مطالب اليوم بتجاوز هذه المرحلة بهدف الحفاظ على مكانته كقوة سياسية أولى في البلاد وذلك من خلال العمل على تجديد الخطاب السياسي انطلاقا من ترقية حقوق المرأة السياسية وفتح البابا أمام الفئات الشبانية والاهتمام بمشاغل السباب عموما، حيث اعتبر الندوات الفكرية التي نظمتها القيادة في الفترة السابقة فرصة كبيرة للخروج بأرضية تسمح بتحديد الأولويات من خلال طرح المشاكل ومحاولة معالجتها وفق برامج ومخططات فعالة تضمن النجاعة وتسمح بالتقدم نحو الأمام.