رغم محاذاتها للطريق الوطني رقم 18 إلا أن منطقة الكروشة الواقعة بإقليم بلدية بني سليمان شرق المدية تبقى وحتى إشعار آخر في مواجهة مفتوحة مع هاجس انعدام المياه الصالحة للشرب وافتقار سكناتها إلى قنوات الصرف الصحي. تمنى سكان الكروشة من خلال »صوت الأحرار« لفت انتباه السلطات المحلية لمعاناتهم التي بقيت بعيدة عن أعين المسؤولين ورهينة لوعود المنتخبين في حملاتهم الانتخابية وفي ذات الصدد قال أحد الذين تحدثوا إلى »صوت الأحرار« إن السكنات تابعة لإحدى المزارع الفلاحية. وهنا لا ماء ولا قنوات الصرف الصحي وأيام سوء الأحوال الجوية يتملكنا الخوف، مضيفا أن ابنته البالغة من العمر 6 سنوات سقط عليها جدار قبل أيام في ليلة هبت فيها رياح قوية ونجت من الموت باعجوبة مضيفا »لم يسأل عنا أي مسؤول أو تفقد أحوالنا، حيث إن السلطات البلدية قامت سابقا بتسجيل أسماءنا في عملية إحصاء البنايات الهشة لنستفيد من سكنات ريفية واجتماعية، إلا أننا نرفض مغادرة الأحواش القديمة التي استثمرنا فيها الكثير من أموالنا من اجل توسعتها حتى يستوعب كل مسكن أفراد ثلاث إلى أربع عائلات يقطنون بها«. وتبقى مطالبنا، يضيف المتحدث، ونحن قرابة 50 عائلة من الجهات الوصية التدخل لأجل تسوية وضعيتنا السكنية خاصة وأننا لا نملك أية وثائق قانونية. سكان الكروشة يطالبون بتخصيص إعانات مالية لترميم سكناتهم القديمة المهددة بالانهيار مثلما حدث ببلدية بوسكن المجاورة يقول محدثونا. وفي ظل الأوضاع المزرية التي صار يتخبط فيها هذا المجمع السكني تبقى المياه الصالحة للشرب التي يخوض الأطفال رحلات شاقة على مدار أيام السنة لجلبها من منابع عمومية مجاورة وسيلتهم في ذلك الحمير. من جهته عبر أحدهم عن استغرابه إذ لا يفصلهم عن بعض السكنات المجاورة إلا بضعة أمتار إلا أن الماء يصل إلى حنفياتهم يوميا لان تلك السكنات واقعة بإقليم بلدية بوسكن المجاورة، وما شاهدناه خلال زيارتنا لهؤلاء السكان أنه في ظل افتقار السكنات إلى عملية الربط بقنوات الصرف الصحي اضطرت العائلات إلى الاستنجاد بحفر التعفن رغم ما لهذه الأخيرة من أخطار على الصحة العمومية للسكان. ولم تخف عائلات الكروشة مخاوفها من انعدام التهيئة وانتشار الفضلات التي يضطرون إلى حرقها للتخلص منها.