كذبت مؤسسة الزعيم الجنوب أفريقي الراحل، نيلسون مانديلا، وبشكل قاطع صحة الأخبار التي تداولتها منابر إعلامية إسرائيلية زعمت بأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي »الموساد« هو من قام بتدريب منديلا، ونشرت تقارير قالت فيها أن المخابرات الإسرائيلية قامت بإخضاعه لدورات عسكرية في أثيوبيا،وأكدت أن الوثائق التي تمتلكها والمذكرات التي كتبها الزعيم الراحل لم تحمل أي إشارة إلى ذلك. ونقل الموقع الاليكتروني لصحيفة »السبيل« الأردنية عن مؤسسة مانديلا قولها: »لقد نشرت وسائل الإعلام خبرا يزعم أن مانديلا عمل مع عملاء من إسرائيل في أثيوبيا عام ,1962 يمكننا أن نؤكد بأن مؤسسة مانديلا لم تعثر على أي دليل في أرشيف مانديلا، الذي يضم مذكراته ودفاتر ملاحظاته لعام ,1962 يشير إلى ذلك خلال جولته في البلدان الأفريقية في تلك السنة«، وأضافت مؤسسة الزعيم الإفريقي الراحل، رمز الكفاح ضد نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا »الأبرتيد« في بيان لها أن المذكرات ودفاتر الملاحظات قد خضعت للتحقيق من قبل السلطات في جنوب أفريقيا آنذاك، واستخدمت المعلومات الواردة فيها ضده خلال محاكمته عام .1964 وبحسب نفس المؤسسة فإن مانديلا تلقى بالفعل تدريبات عسكرية، ولكن على يد ثوار الجزائر عام ,1962 وقد جرى ذلك في المغرب، كما تلقى تدريبات على يد »كتيبة الشعب« الأثيوبية في منطقة مجاورة لأديس أبابا قبل أن يعود إلى جنوب أفريقيا في العام نفسه، ولتأكيد ذلك قالت المؤسسة »أن كبار المسؤولين في المؤسسة سافروا إلى أثيوبيا عام 2009 وقابلوا الأشخاص الذين أشرفوا على تدريب منديلا، ولم يجدوا أي دليل على وجود علاقات بجهات إسرائيلية«. وجاء رد مؤسسة الزعيم الإفريقي الراحل على خلفية نشر وسائل إعلام إسرائيلية وثائق من الأرشيف الأمني الإسرائيلي تشير إلى أن الموساد درب - عن غير قصد - الزعيم الجنوب أفريقي الذي رحل قبل أيام، على تنفيذ عمليات التخريب واستخدام الأسلحة، مضيفة أن الأخير، الذي كان ينشط تحت اسم سري، كان مهتما بأساليب القتال التي اتبعتها حركة »الهاغانا« قبل قيام دويلة إسرائيل، وهي محاولة للالتفاف حول هذه الشخصية ذات البعد العالمي والتي تحولت إلى رمز للنضال ضد كل أشكال الميز العنصري، علما أن نظام الميز العنصري في جنوب إفريقيا كان يقيم علاقات جد قوية مع النظام الصهيوني لارتباط مصالحها ولتشابه النظامين من حيث الإيديولوجية والأهداف والارتباط بالدول الغربية الكبرى التي كانت ترعى النظامين.