توجد بولاية الطارف، معالم تاريخية ثورية لا حصر لها كالمراكز الاستعمارية والمحتشدات والنصب التذكارية وأبراج المراقبة التي تقدر ب61 برجا، هذه الأخيرة يقدر عددها على مستوى الدوائر السبعة إجمالا ب170 معلم، ومن هذه الدوائر نذكر دائرة الذرعان التي يوجد بها برج كبير يسمى ببرج »نام « كان قصرا حوله الاستعمار بالأمس إلى مركز لتعذيب مجاهدي وسياسي ومناضلي الطارف خصوصا والجزائر عموما ، هو اليوم في حالة يرثى يعاني من الإهمال والتسيب من خلال تجريده من رمزيته بتآكل أسواره وجدرانه وتحويله إلى مرتع للمنحرفين والأوساخ . برج نام يقع ببلدية الذرعان التي كانت تسمى سابقا ب» مندوفيل « ، وتتواجد بالجهة الغربية للولاية وهي منطقة تعد معبرا لجميع فصائل الثوار باتجاه الولاية الثانية والثالثة والرابعة أثناء الثورة ، حيث كان البرج في أصله عبارة عن قصر كبير ملك لشخص أجنبي يرجح انه فرنسي واسمه » جيرون برطانيا « كان يملك بدوره مزارع المنطقة سمي مسكنه بالمنظر الجميل كونه يطل على حدائق ومزارع البرتقال والكروم ، حيث كان راحة للزوار الذين يمرون بالمنطقة قيل أنهم فرنسيون وأجانب من جنسيات أخرى وحتى عرب . يعود تاريخ إنشائه حسب مصادر تاريخية وأخرى من مصالح الولاية ، إلى أواخر السداسي الأول من سنة 1955 تاريخ تحويل البناية إلى معتقل ، حيث تيلغ مساحته الإجمالية 47,4221 متر مربع منها 155,331 متر مربع مساحة مبنية ، وسعة استيعابه تقدر بحوالي 150 معتقل . فهذا المعتقل الذي هو عبارة عن مبنى متكون من طابق سفلي في شكل دهليز ، جدرانه من الأحجار السميكة ، يمتد منه نفق أرضي يؤدي إلى مخرج له منحنى على بعد 500 متر ، أما الطابق العلوي فيتكون من عدة حجرات ورواق ) كان قد بناه المعمر الفرنسي ''برطانيا'' قبل اندلاع الثورة ببضع سنوات كقصر لراحة ضيوفه ( إذ يقع فوق ربوة مطلة على جميع الأراضي الخصبة من البرتقال والكروم التي لازالت لحد الساعة منتجة ... ولإن منطقة الذرعان ، كما سلفنا سابقا الذكر منطقة لعبور الثوار نحو مختلف الاتجاهات بالولاية الثانية والثالثة والرابعة فقد اتفق المستعمر مع المعمر برطانيا لتحويل قصر المنظر الجميل إلى معتقل ومركز للتعذيب ، حيث جعل من دهليزه الأسفل المتكون من 6 زنزانات وغرفة للتعذيب وفي وسطه تنتصب المشنقة ، أما حجراته الموجودة في الطابق العلوي فجعل منها مكاتب للبوليس والدرك الذين مارسوا أبشع أنواع التعذيب والتقتيل والتنكيل بالمجاهدين والمسبلين والمناضلين والسياسيين بقيادة النقيب» كازنوف« والملازم »جوزيف «وذلك لافتكااك الأسرار منهم حيث كانت الإقامة فيه لا تتعدى الشهر حيث يموتون تحت وطأة التعذيب أو يتم تحويلهم إلى معتقل بمنطقة الشرفة بولاية عنابة المجاورة . والبرج اليوم كما يحلو لسكان بلدية الذرعان ، يوجد في حالة يرثى لها ويندى لها الجبين حسب أهل الأسرة الثورية الذين هم مستاؤون كثيرا من الوضعية التي أل إليها الآن في سنة 2014 ، فإلى جانب الإهمال والتسيب والأوساخ واحتلاله من طرف العديد من المنحرفين وتأكل جدرانه وأسواره ، فحسبهم قد جرد من رمزيته التاريخية بعد أن خضع لعملية ترميم طمست جميع معالمه .... ولا يوجد البرج وحده في حالات مزرية فالعديد من المعالم التاريخية بولاية الطارف توجد في وضعية لا تحسد عليها فمعظمها عرضة للتلف والفساد والتآكل ومساحات لرعي الأبقار والأغنام بالإضافة إلى أن العديد منها كالنصب التذكارية مشيدة دون دراسة تاريخية أو نفسية تحاكي روح المنطقة وأبطالها أو غيابها مثل معركة ز ترليس بمنطقة شيحاني واستشهاد 120 شهيد في يوم واحد بالإضافة إلى غياب بطاقية وصفية للمحتشدات وجهل خلفيتها التاريخية وأخرى خاصة بالمعالم.