تسجل مصالح الحماية المدنية، يوميا مآسي لحوادث مؤلمة ناتجة عن تسرب الغاز الطبيعي، هذه المادة التي تعتبر نعمة ونقمة لطالما كانت حلما بالنسبة للكثيرين، خاصة في المناطق الداخلية التي تعرف انخفاضا محسوسا في درجة الحرارة، فرغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها الحماية المدنية حول مخاطر والأضرار الناجمة عن التسرب الغاز، وكذا الربط العشوائي له بالإضافة إلى الاستغلال السيئ للغاز وكذا استعمال أجهزة تدفئة غير المطابقة للمعايير القانونية. كشف المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، زهير أمزال، أنه تم تسجيل خلال الفترة الممتدة بين 1 جانفي و18 من نفس الشهر، 14 وفاة وإسعاف 56 شخص مختنق بالغاز ثاني أكسيد الكربون، مؤكدا أنه ستنظم بالعاصمة خلال الأيام المقبلة القافلة الوقاية من الأخطار الناجمة عن حوادث الغاز وحوادث المرور لتجوب بعدها الولايات الأخرى. وأكد أمزال، أن الكثير من المواطنين يجهلون الأعراض الأولى التي تدل على وجود تسرب غاز في المنزل، مما يؤدي إلى وقوع الكوارث، حيث نعمل ?يقول- في حملاتنا على إعلام المواطنين بأعراض هذا القاتل الصامت، والتي تظهر في ألم في الرأس والشعور بالدوران والغثيان، إلى جانب ظهور اضطرابات في الرؤية، ليفقد بعدها الشخص وعيه وهذا بسبب عدم وجود تهوية في المكان الذي حدث فيه تسرب في الغاز، مؤكدا أنه لو توفرت هناك تهوية سليمة لما تطور الأمر ليصل إلى حد الوفاة. وعن الأسباب التي تقف وراء وقوع حوادث الاختناق بالغاز الطبيعي، - يضيف محدثنا- نجد عدم صيانة وسائل التدفئة وعدم تفقدها من حين لآخر، حيث يعد عاملا رئيسيا في حدوث أخطار تنجم عن تسرب الغاز، وغالبا ما توضع أجهزة التدفئة في أماكن تفتقر إلى التهوية اللازمة، فنقص وعي المواطن بخطورة هذا الغاز السام يجعله بفعل تغيير وتعديل ديكور منزله إلى غلق منافذ لتهوية التي لها دور كبير في حركية الهواء وتجدده، بالإضافة إلى اختيار الموضع والطريقة الغير ملائمة للجهاز، كوضع مثلا جهاز تسخين المياه داخل غرفة الحمام. وفي نفس السياق، قال أمزال، أن أجهزة التدفئة الموضوعة بطريقة لا تتوافق مع المقاييس المفروضة تؤدي إلى اختناقات بالغاز، حيث يقوم بعض المواطنين عند تركيب أي جهاز بالاستعانة بأحد معارفة لكي يركب له الجهاز، في حين من المفترض أن يستعين بتقني معتمد فهو الخبير في توجيه المواطن بالمكان المخصص لوضع تركيب الجهاز، مشيرا الى أن الأجهزة التي لم تركب بصفة سليمة قد تحدث تسربات الغازات السامة في المنازل التي تفتقد إلى منافذ خاصة بالتهوية، مضيفا أن اقتناء أجهزة التدفئة المقلدة أو المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات القانونية المستوردة من الدول لأجنبية والآسيوية، والتي تنعدم فيها أدنى شروط السلامة، تتسبب هي الأخرى في وقوع اختناقات قاتلة للعديد من الأشخاص نتيجة تسرب الغاز، مرجعا ذلك إلى الفرق في السعر الذي يلعب دورا في جذب الزبون.. وفي سياق ذي صلة، قدم المكلف بالإعلام، آخر الإحصائيات التي تخص عدد التدخلات وما ترتب عنها من ضحايا جراء التسمم بالغاز، حيث سجلت مصالح الحماية المدنية في الفترة الممتدة من شهر جانفي إلى نوفمبر لسنة 2013 ، 826 تدخلا جراء الاختناق بالغاز الطبيعي، منها 139 تدخل خاص بغاز البوتان، أدى إلى وفاة 19 شخص وإسعاف 224 آخرين بالإضافة إلى 61 وفاة جراء غاز الكربون عبر تدخلاتها التي بلغت 472 ، أين تم إسعاف 779 شخصا. وخلال نفس الفترة أحصت ذات المصالح جراء الاختناقات الناجمة عن انسداد المجاري التنفسية بشيء ما 58 تدخل، نتج عنه 57 حالة وفاة و27 شخص مسعف، مضيفا أنه تم تسجيل 73 تدخل فيما يخص الاختناقات الناجمة عن حبس الهواء أدى إلى وفاة 26 شخص وإسعاف 32 آخرين، مضيفا وفيما يتعلق بالاختناقات بأشياء أخرى، فقد سجلت ذات المصالح 57 تدخل، أسفر عن وفاة 10 أشخاص و81 مسعفا. كما سجلت الحماية المدنية حسب نفس المتحدث، وخلال في الفترة الممتدة بين 1 جانفي و18 من نفس الشهر 14 وفاة وإسعاف 56 شخص مختنق بالغاز ثاني أكسيد الكربون، حيث تم تسجيل 3 وفيات بولاية سطيف، وإسعاف 6 آخرين، مع وفاة شخصيين بولاية سوق أهراس، و شخصيين بكل من ولايتي مسيلة وقسنطينة، في حين تم إسعاف 4 أشخاص بسعيدة و8 أشخاص في ولاية المدية، مع وفاة 3 أشخاص بولاية ميلة.