أن يكون اسم الفرد زكريا ويلقب» بزكي« أو عبد القادر وينادونه ب »قادة« أمر متعارف عليه في المجتمع الجزائري، لكن الغريب في الأمر أن تطلق مثل هذه الألقاب على كباش دربت خصيصا لغرض المصارعة فتجد من يطلق على كبشه لقب »بالاك تغلط« ، وأخر اختار» بيراط«، أو »بريفو« .... هي ألقاب كباش »الدقا« التي يتم تداولها بقوة بين الشباب والأطفال. »صوت الأحرار« تجولت في بعض الأحياء التي تشتهر بتنظيم مثل هذه المنافسة التي بدورها أصبحت شائعة وتستقطب الكثير من المعجبين، فكانت الوجهة الأولى حي 5 جويلية بباب الزوار، حيث يعرف هذا الأخير تنظيم دورة وطنية للمصارعة بين العديد من الكباش، وهذه المسابقات أصبحت تلقى رواجا كبيرا لدى شباب بلدية باب الزوار وكذا مالكي الكباش الذين أصبح حضورهم هذه المنافسة أمر ضروري، حيث قال مالك» زعباطة«انه لقب كبشه بهذا الاسم نسبة إلى الحركة التي يقوم بها هذا الكبش قبل بدئه الصراع، وأنها الميزة الخاصة به وأنه هو الذي دربه على أداء هذه الحركة، وعن ثمن هذا المصارع قال بأنه بلغ 18 مليون سنتيم ، مرجعا سبب ارتفاع سعره إلى المهارات والقوة التي يتمتع بها، فإذا برز في المباريات وتغلّب على عدد كبير من أقوى الكباش فإن سعره يرتفع. ومن جهته أوضح لنا مروان مالك» ببريفو«أنه قام بفتح صفحة فايسبوك خاصة بكبشه المفضل يقوم بعرض صور منازلاته، إضافة إلى فيديوهات، مشيرا إلى أنه نشر مؤخرا العديد من صوره تحت عنوان»تصديرة بريفو « يظهر فيها كبشه مرتديا عدة أزياء، معترفا بأن ذلك شكل من أشكال الجنون، لكنه يستمتع بفعل ذلك. أما المصارع»جونسينا « فيعود سبب إطلاق هذا الإسم عليه إلى إعجاب مالكه للمثل الشهير »جونسينا« ،كما قال صاحب» تيماكس« بأنه لقبه بهذا الاسم نسبة إلى البنية الجسدية القوية و السرعة التي يتمتع بهما كبشه، حيث حقق هذا الأخير عدة انتصارات، أهمها فوزه بكأس ,2011 خلال البطولة الوطنية التي نظمت بحديقة 5 جويلية ببلدية باب الزوار. وفي سياق آخر شرح لنا جمال أهم القواعد التي يتم الاعتماد عليها في مثل هذه المسابقات، حيث قال بأن المشاركين في الدورة يجب أن يملكوا كبشا لديه قدرة تحمل وقوة جسدية كبيرة مشيرا إلى أن هذه الأخيرة يعمل مالكي الكباش على توفيرها وتحسينها، من خلال إخضاع الكبش لعملية تسمّى »ربط الكبش« ليصبح جاهزاً للمنافسات، حيث يُودع في غرفة منعزلة، بحيث يجب أن لا يرى أي كبش آخر، ويتم ربطه بحزام وسلسلة حديدية حتى لا يتحرك كثيراً، أما من ناحية الأكل فيجب تقديم الشعير والتبن ذي النوعية الجيدة، وتتراوح فترة ربط الكبش ما بين سنتين إلى 4 سنوات وبعدها يكون جاهزاً للنزول إلى الميدان ولمعرفة مدى قوته وشجاعته يتم تنظيم مصارعات بين العديد من الكباش لتنمية الروح القتالية للكبش. وعن كيفية تتويج »الكبش «ببطل الجزائر، قال جمال بأنه تجرى تصفيات في الأحياء على مدار السنة، لإختيار الكباش، التي يمكن أن تشارك في المنازلات، وعند نهاية كل مصارعة يبرز كبش مقاتل، وبعد سلسلة من التصفيات تخرج مجموعة مكونة من 8 كباش تخوض هي الأخرى مباريات ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي، ليتبقى في الأخير كبشان يتصارعان على لقب بطل الجزائر. أما عن تحديد سعر الكبش في هذه المرحلة، فأوضح جمال بان ذلك يعود إلى أسعار الكباش التي تمت منازلتهم والفوز عليهم، فعلى سبيل المثال -يضيف- ، فإن »بيراط« بلغ ثمنه 25 مليون سنتيم في نزال مع »زعباطة« الذي قدر ثمنه ب18 مليون سنتيم، فإذا فاز »زعباطة« يصبح ثمنه مجموع ثمن »بيراط« و»زعباطة« إذ يصل إلى 43 مليون سنتيم.