يواصل النظام المغربي سعيه من أجل تحقيق ما يسمى بالتوازن العسكري مع الجزائر، حيث أعلن مؤخرا عن اقتناء قمرين صناعيين للتجسس من فرنسا، الحليف الاستراتيجي للرباط، في ظل أجواء التوتر التي تطبع العلاقات مع الجزائر كشف المغرب مؤخرا النقاب عن »صفقة سرية« كان قد أبرمها العام المنصرم مع فرنسا، بحيث تسلم قمرين صناعيين للرصد والمراقبة من شركتين فرنسيتين، هما »أرباس سبايس سيستيمز« وأشار الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« إلى أن الصفقة قد بلغت نصف مليار أورو، واصفا إياها بالاستثنائية، وهذا من منطلق محدودية العلاقات التجارية بين الرباط وباريس في مجال الأسلحة، مقابل انفتاح المغرب على السوق الأمريكية، وقال نفس المصدر أن القمرين الصناعيين هما من نوع »ثريا«، وسيتم تسليمهما على مرحلتين، ويرتقب أن يصبح المغرب بموجب هذه الصفقة، من الزبناء الأوفياء لفرنسا في مجال صناعة الأسلحة للعام ,2013 حيث جاء في الرتبة الثالثة بعد كل من السعودية وسنغافورة، الدولتان الأكثر شراء للأسلحة من الدولة الأوربية. وكشف الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« أن صفقات التسلح بين الرباط وباريس شملت أيضا شراء المغرب تجهيزات عسكرية، أهمها صواريخ مضادة للسفن من طراز»إكزوسات أم أم 40 بلوك 3« وصواريخ أرض-جو من نوع » في أل ميكا« وصواريخ مضادة للطائرات من صنف »أستير 15« لتسليح الفرقاطة المتعددة المهام، المصنعة من رائد الصناعات العسكرية الفرنسية »دي س إن إس«، وفرقاطة »سيغما«، من تصنيع »دامن« الهولندية، مضيفا أن المغرب كان قد عزز سلاحه البحري بتسلمه الأسبوع المنصرم فرقاطة »محمد السادس« متعددة المهام من فرنسا، وهي السفينة العسكرية التي تتميز بتكنولوجيا عالية باستطاعتها حمل 16 صاروخا من طراز »أستير 15« و8 صواريخ » إكزوسات أم أم 40 «، إضافة إلى كونها مجهزة ببرج دوار وبسلاح مدفعي وطائرة مروحية. وتأتي هذه الصفقات العسكرية »النوعية« بعد تلك التي أبرمها منذ نحو عامين حيث تسلم المغرب أيضا فرقاطة »السلطان مولاي إسماعيل« من نوع »سيغما« الهولندية، تتوفر على العتاد اللازم للقيام بالملاحة البحرية وحماية السلامة البحرية والمشاركة ضمن عمليات تقديم المساعدات الإنسانية، فيما تسلم قبلها بنصف عام فرقاطة »طارق بن زياد« بالمواصفات التكنولوجية ذاتها، وشملت هذه الصفقات عتاد عسكري وتقنيات جديدة لدعم الترسانة البحرية والجوية للمغرب، الذي اقتنى منذ نحو عامين أيضا سرب من المقاتلات الأمريكية المستعملة »»أف 16«. وتأتي هذه الصفقات في إطار سعي مغربي لتحقيق التوازن العسكري مع الجزائر، خاصة بعد الصفقات الكبيرة التي أبرمتها الجزائر في السنوات الأخيرة، خصوصا منذ سنة 2006 لتحديث جيشها والرفع من قدراته التكنولوجية، لكن اللافت أن التسلح المغربي يأتي في ظل حالة التوتر التي تميز علاقاته مع الجزائر، وفي ظل الاستفزازات غير المسبوقة التي تقوم بها الرباط، أخرها كان من خلال اتهام الجزائر بطرد لاجئين سوريين إلى أراضيها واستدعاء المغرب للسفير الجزائري في الرباط قبل أن ترد الجزائر وتستدعي السفير المغربي لديها. ويطرح تسلح المغربي علامات استفهام كبيرة حول خلفياته، فالعلاقات بين الرباط واسبانيا تمر بمرحلة مزدهرة في ظل التزام النظام المغربي الصمت تجاه أراضيه المسلوبة من قبل الاسبان وتخليه عن »سبتة ومليلية« وحتى عن الجزر المغربية الصغيرة المقابلة لشواطئه، على غرار جزيرة »ليلى« لتي كادت منذ سنوات أن تؤدي إلى توتر العلاقات بين الرباط ومدريد، وقد بات واضحا أن تسلح المغرب منصبا بالدرجة الأولى على التوازن العسكري مع الجزائر، ومبني أيضا على سياساته التوسعية وسعيه إلى فرض وجوده الاستعماري في الصحراء الغربية كأمر واقع.