أرجع مواطنون بغرداية الأحداث الأليمة التي عرفتها ولايتهم الأسابيع الماضية إلى نقص المشاريع التنموية، وتفشي الآفات الاجتماعية كتعاطي المخدرات، قائلين إن الأسباب ليست طائفية أو مذهبية، فيما أكد آخرون أن هذه الأحداث جد معقدة ولم نعرف لحد الآن أسبابها الحقيقة، مطالبين في هذا الصدد بحضور قوي للدولة في الولاية لما لها من خصوصية مذهبية ومناخية واقتصادية، حيث واعتبروا أن مبادرة الحكومة بالمنطقة صادقة وقراراتها التي نفذت كانت شجاعة. يرى عضو من أعيان الإباضين بقصر أتمليشت مليكة محمد تونسي أن الأحداث التي كانت مسرحا في بعض أحياء غرداية مؤخرا »معقدة ولم نعرف لحد الآن أسبابها الحقيقة«، مؤكدا أن من ساهم في نشوبها هم من أعداء الجزائر عملوا على تحضير مناخ من الحقد والكراهية في أوساط الشباب. وأشار إلى أن دعايات مغرضة استبقت هذه الأحداث ساهمت في توتر مابين سكان العديد من الأحياء خاصة الأحياء المختلطة، وبعد أن نفى أن تكون هذه الأعمال سببها كراهية بين المذهبين المالكي والإباضي أكد أن بارونات المخذرات والجريمة كانت وراء هذه الأحداث، وثمن المتحدث روح التضامن والتكافل التي وجدها سكان غرداية من قبل المجتمع المدني الجزائري، داعيا السلطات إلى توفير مزيد من الأمن النوعي لتفادي تكرار هذه الأحداث مستقبلا . من جهته، يرى عضو أعيان السكان الاباضين بقصر غرداية ابراهيم بحاز أن الأسباب التي دفعت إلى موجة العنف بغرداية حامت حولها »ضبابية « لكنها تسارعت بين أوساط الشباب بسبب تفشي استهلاك المخدرات لاسيما بالأحياء الكبرى للمدينة، وأضاف بحاز وهو أستاذ جامعي أن جمعيات أحياء قدمت شكاوي لمصالح الأمن حول تفشي المخدرات بحي المجاهدين الذي انطلقت منه شرارة الأحداث يوم 17 ديسمبر الماضي، ألقت على أثرها مصالح الأمن على العديد من مروجي المخذرات الأمر الذي ساهم في تهدئة الوضع نوعا ما، وأوضح أن الفوضى التي عرفتها المدينة فتحت شهية المنحرفين للقيام بعمليات السرقة وهو ما سجلته مصالح الأمن، معتبرا أن ترويج لمطالب الانفصال والاستعانة بالأجانب ليس من أخلاق أبناء غرداية والاباضين بصفة خاصة، وقال أن من يطلب الاستعانة من خارج الجزائر لا يمثل بني ميزاب. وأشار المتحدث أن مبادرة الحكومة للمنطقة صادقة وبعض القرارات التي اتخذت ونفذت كانت شجاعة كتعويض المتضررين وتوزيع الأراضي، وخلص القول أن المطلوب اليوم هو حضور قوي للدولة في الولاية لما لها من خصوصية مذهبية ومناخية واقتصادية. بدوره أوضح ممثل السكان المالكيين بوعامر بوحفص أن العديد من شباب ولاية غرداية غير راضون بما تحقق من انجازات تنموية لكنهم لن يقبلوا المساس بالوحدة الوطنية أو المساس بالاستقرار، مؤكدا أن الاهتمام بالتنمية المحلية وانشغالات الشباب أفضل سبيل لتفادي العودة لمثل هذه الأحداث وأشار بوعامر هو أحد الأعيان الذين حضروا اجتماع الوزير الأول عبد المالك سلال مع أعيان الولاية أنه لولا عودة الوعي وتعاون هيئات الدولة وتدخل مصالح الأمن لوصلت الأمور إلى مالا تحمد عقباها، واستبعد المتحدث وجود جهات خارجية مسؤولة عن تحريك الوضع، موضحا أن من افتعل هذه الأحداث هم أطراف تهدف المساس بالوحدة الوطنية، ونفى أن تكون الخلافات المذهبية بين الاباضين والمالكين سببها، وخلص المتحدث إلى ضرورة السهر على تنفيذ مبادرة الحكومة للمنطقة ميدانيا وبالتطبيق الصارم للقانون دون تميز أو خصوصية، مضيفا أن الحل في غرداية وبيد سكانها وإرادة سلطاتها.