أقيمت أول أمس، ندوة لمناقشة كتاب مدخل لدراسة الهيكلة الجديدة للعالم للدكتور العربي ولد خليفة، وذلك في إطار الأسبوع الثقافي الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للنشر والاتصال والإشهار بمركز ?مصطفى كاتب في العاصمة. الندوة خصصت لمناقشة كتاب »مدخل لدراسة الهيكلة الجديدة للعالم« للدكتور العربي ولد خليفة، وذلك في إطار الأسبوع الثقافي الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للنشر والاتصال والإشهار بمركز »مصطفى كاتب« في العاصمة. ونشط الندوة عز الدين ميهوبي الذي اعتبر الكاتب محمد العربي ولد خليفة من الذين يقدمون دراسات في منحى تصاعدي من حيث الرؤى، خاصة فيما يخص القضايا الاقتصادية والنظام العالمي.مؤكدا أن ولد خليفة واحد من كبار الكتّاب والمفكرين الذين أسّسوا للفكر الجزائري؛ ثقافة، هوية ودفاعا عن موقعها في العالم. وأضاف أنّ هذا المؤلَّف هو تتمة لسلسلة من الكتب التي دأب الدكتور ولد خليفة على إصدارها، انتقل خلالها من الدائرة الوطنية إلى الإقليمية العربية الإسلامية، فالعالمية، ليعرّج بعد ذلك على عدد من الإصدارات التي أثّثت مسيرة الدكتور ولد خليفة، التي دعّمت المشهد العلمي والفكري الجزائري والدولي. ووصف الدكتور امحند برقوق هذا الإصدار بأنه »تشريح موضوعي جريء من خلال الأبعاد الاجتماعية الاقتصادية«، مضيفا »الكتاب جعلني أغوص في مجالات علمية متخصصة وولد خليفة تقمص السياسة والاقتصاد وعلم النفس الاجتماعي، ويغوص في بعض الأفكار عن قناعات مؤمن برسالة تتمثل في الانتماء وفكرة تأسيس الذات.. وجدت فيه رجوعا إلى بعض الشخصيات الفكرية، كما وجدت أثناء قراءتي أن الأستاذ تحدث عن فكرة الدين الإسلامي والأفكار التي طرحت سنة 1994 كتصور ما أصبح حالة مرضية«، محاولا من خلال كلمته حاول إثراء هذا الإصدار من موقع الباحث العارف بخبايا ما اصطُلح على تسميته النظام العالمي الجديد، وقال: »حينما قرأت الكتاب مرتين غصت في مجموعة من المجالات العلمية المتعدّدة، فأحيانا كان الدكتور ولد خليفة يتقمّص دور السياسي، الأنتروبولوجي، المتخصص النفساني وعالم الاجتماع. وأضاف:وعندما رجعت إلى العلاقات الدولية وجدت أنّه خاض في مجالات مرتبطة بقناعات رجل مؤمن برسالة وفكرة الانتماء وكذا التأسيس للذات السياسية المستقلة«. أما الدكتور محمد لعقاب، فحصر قراءته للكتاب في القول إنه في غاية الجدية ويسلط الضوء على التاريخ والواقع والآفاق، ويخاطب العقل، وهو بمثابة كتابة عن كتابات الأولين ولا يفهمها إلا القارئ الجاد.. كما أنه يقترب من المفكر مالك بن نبي من حيث الفكرة الافروعربية والإسلامية. وفي تدخله قال الدكتور محمد ولد العربي إن إصداره ما هو إلا خلاصة تجربة إنسانية تأثر بها، مضيفا »بحثت عن إمكانية التخلص من التخلف الذي يعد العدو الدائم للعرب.. وهذه القراءات تجعلني أرى نفسي بعيون الآخرين«، مبديا إعجابه بالتحليلات والآراء والتقييم النقدي البنّاء للدكاترة المتدخلين، داعيا إلى التقليل من التكريمات، والتوجّه نحو التحليلات والتقييمات، متوقّفا عند مسألة المقروئية، وقال:المقروئية مهدَّدة في كلّ دول العالم بزوال كلّ ما هو ورقي. والحقيقة المثيرة للانتباه أنّ التحليلات هذه تمسّ جوهر المحاولة، وهي كيف تتخلّص المنطقة العربية من التخلّف العدوّ الأكبر لها. وأضاف أنّ التخلّف السلوكي، المجتمعي، المعاملاتي وغيرها من مظاهر التخلّف هي نتائج للتخلّف وليست أسبابه. ويعود التخلّف بقوّة إلى الواجهة وإلى الاختفاء في الماضي، وليس الهروب إليه بشكل تقديسي. والخلل، حسب الدكتور ولد خليفة، يتمثّل في العجز عن خلق الحداثة، حيث بقينا متعلقين بفائض منتوج الآخر، معتبرا إياها ?قشورية..لا حداثة.