رافع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس من موسكو لصالح سياسي وسلمي للأزمة السورية مؤكدا تقارب الموقفين الجزائري والروسي بخصوص هذا الملف، أما على صعيد العلاقات الثنائية فقد أكد كل من لعمامرة ولافروف عزمهما تطوير التعاون المشترك ولاسيما في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني. عبّر لعمامرة أمس في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بمناسبة الزيارة التي يقوم بها إلى موسكو، عن إشادة الجزائر بالجهود الروسية لإيجاد حلّ للأزمة السورية، وقال إن الموقف الجزائري من الملف السوري متقارب جدا مع الموقف الروسي، وهو ضرورة أن يتوصل الفرقاء السوريون بأنفسهم إلى حلّ للنزاع الدائر منذ ما يقارب 3 سنوات، وقال إن الجزائر وعبر كل المنابر الدولية تدعو إلى ضرورة تسوية الأزمة في سوريا سياسيا وسلميا. ولم يفوت ممثل الدبلوماسية الجزائرية المناسبة دون التعبير عن دعم الجزائر الكامل للمبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، مذكرا في هذا الصدد أن الإبراهيمي سبق له أن تقلد منصب وزير الخارجية الجزائرية وأنه ينتمي لمدرسة دبلوماسية تعمل على التوافق والتقريب بين الفرقاء والحل السلمي والسياسي للأزمات والنزاعات المسلحة وأنه سبق له وأن حقق نتائج جيدة في هذا المجال. تجدر الإشارة أن هذا اللقاء هو الثالث من نوعه بين لعمامرة وسيرغي لافروف ويكتسي أهمية بالغة حيث أنه يأتي في اليوم الثاني من الجولة الثانية من مؤتمر جنيف,2 واللافت في الندوة الصحفية التي عقدها لعمامرة مع لافروفهو تلويح روسيا بالفيتو ضد مشروع غربي في مجلس الأمن يقترح فتح ممرات إنسانية في سوريا والذي اعتبرته سوريا تصوير النظام السوري وكأنه من يتحمل بشكل كامل الأزمة الإنسانية في سوريا كما أشار لافروف إلى الازدواجية التي يتعامل بها مجلس الأمن مع موضوع الإرهاب في سوريا. وبعيدا عن الملف السوري والذي كان من أهم الملفات التي ناقشها لعمامرة مع نظيره الروسي في هذه الزيارة إلى جانب تطوير العلاقات الثنائية فقد تناقلت وكالات الأنباء الدولية أمس أنباء عن اتفاقيات ثنائية بين الجزائروموسكو، حيث صرح وزير الخارجية الروسي بأن روسياوالجزائر تعتزمان تطوير التعاون المشترك ولاسيما في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني بتأييد مسعى اللجنة الوزارية المشتركة. وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الصحفيين عقب ختام لقائه برمطان لعمامرة »اتفقنا على تأييد جهود اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني الهادفة إلى إعطاء المزيد من الدفع لتعاوننا في مجال الطاقة والتعاون العسكري التقني.. وفي مجالات أخرى«. بدوره عبر الوزير الجزائري عن أمله في أن تفتح لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني خلال اجتماعها المرتقب في موسكو آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وتعتزم روسياوالجزائر تكثيف الاتصالات في مجال البحث العلمي والتعليم وفي غيرهما من مجالات العمل الإنساني. ومن المقرر أن تعقد اللجنة الروسية الجزائرية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني دورتها السابعة في موسكو خلال العام الجاري. كما تشهد العلاقات الجزائرية الروسية تطورًا ملحوظًا في كل المجالات، لا سيما منذ صدور إعلان الشراكة الاستراتيجية في أفريل ,2001 حيث تعدّ الجزائر أهم شريك تجاري لروسيا في أفريقيا والعالم العربي، قد وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسياوالجزائر في الأشهر ال11 الأولى من عام 567 ,2013,1 مليار دولار.