تحت شعار «ياسمينة الجزائر» تنطلق غدا بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة تظاهرة المهرجان الثقافي الوطني لإنتاج المسرح النسوي في طبعته الثالثة ويتواصل إلى غاية الثامن من مارس الجاري، حيث برمج تكريم فقيدة المسرح الجزائري الممثلة المسرحية الراحلة ياسمينة دوار، استحضارا لروحها و عرفانًا بما قدمته للمسرح الجزائري، كانت قد تعرضت لحادث مرور وهي في جولة فنية غرب البلاد ، حيث توفيت عن عمر يناهز 36 سنة وكشفت محافظة المهرجان الفنانة المسرحية صونيا ستعرف الطبعة مشاركة 11عملاً مسرحيًا من 5 مسارح جهوية داخل المنافسة ل 05 مسارح جهوية، هي «ميموزا الجزائر» لجمال مرير من عنابة، «الرهينة» لنبيلة إبراهيم من باتنة، «رؤى» لتونس آيت علي من سوق أهراس، كما يشارك المسرح الوطني الجزائري ب «العشاء الأخير»، في حين يسجّل مسرح أم البواقي حضوره بمسرحية «حراير دوت كوم» للممثلة ريم تاكوشت، فضلا عن مشاركة ست تعاونيات ثقافية في المنافسة الرسمية للإنتاج المسرحي النسائي تتنافس على افتكاك جائزة أحسن عمل مسرحي في أصناف الأداء والإخراج والنص، و أعلنت الفنانة صونيا أن التظاهرة ستعطي رؤية جديدة لمشاركة المرأة في المسرح، إلى جانب مساعدتها على تفجير طاقاتها الداخلية وصناعة ذاتها على الخشبة، كذلك تقديم أدائها كمخرجة وممثلة وصاحبة نص مسرحي. سيتم تكريم وجوه مسرحية من أجيال مختلفة سهرة الإفتتاح من ضمنهم الفنانة ليديا لعريني، الفنانة ليندة سلام ووجوه أخرى وعن الأعمال التي ستكون خارج المنافسة سيتم يوم الاحتفال بعيد المرأة المصادف ل8مارس عرض مسرحية الجميلات إلى جانب تقديم مسرحيتين للصغار وهما مسرحية انقاذ الفزاعة للمخرجة ليندة سلام إنتاج المسرح الوطني الجزائري، وكذلك مسرحية الكنز المفقود للمسرح المحلي عز الدين مجوبي في عنابة. بعد سنوات من النسيان تعود الراحلة ياسمينة بعد أكثر من 30 عاما من رحيلها ومن أبرز الأدوار التي أدتها زوجة عمي العربي في فيلم «أبناء نوفمبر» وحسناء «الليل يخاف من الشمس»، كما شاركت بصوتها الساحر الفنان محمد العماري في «آه ياقلبي شحال تكويت من كية» وغيرها من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسرحية، والفنانة ياسمينة دوار ابنة مناضل كبير في حزب الشعب الجزائري تم توقيفه يوم 14 ماي 1941 أي أسبوع بعد ميلاد ابنته ياسمينة 7 ماي 1941 ودخل عدة سجون كسجن سركاجي، الحراش، البرواية، لينفذ فيه الإعدام. بعدها أعادت والدتها الزواج تربت الفنانة ياسمينة في أحضان جدتها، ودخلت المدرسة لتتوقف عنها وتتزوج في سن مبكرة في سن ال 16 ثم تطلّق أيضا بسرعة وقد أثمر هذا الزواج ابنتها نعيمة التي تكفلت بها إلى غاية رحيلها، إشتغلت الراحلة ياسمينة - رحمها الله - مربية أطفال بمستشفى بني موسى وكان ذلك سنة ,1963 لتلتقي بعدها الفنان محمد حلمي الذي اقترح عليها التمثيل في إحدى مسرحياته «الخميرة أو البيروقراطية»، كما مثلت في مسرحية أخرى لمحمد بدري «قفاز العدالة» أما في الميدان السينمائي فدخلته سنة 1964 حيث شاركت في فيلم «المزاح يتحول إلى حقيقة «. ثم شاركت في فيلم مطول لمصطفى بديع بعنوان «الليل يخاف من الشمس» إلى جانب كوكبة من الفنانين كمصطفى كاتب، عبد الحليم رايس، سيد أحمد أقومي وغيرهم، في سنة 1968 مثلت «الهجرة» وفي 1971 «الكلاب» للهاشمي شريف ثم «حكاية حورية» ، في سنة 1975 فيلم «أبناء نوفمبر» لموسى حداد، وفي 1977 فيلم «حسان طيرو في الجبل» لموسى حداد. ومن أعمالها المسرحية »دائرة الطباشير القوقازية»، من إخراج الحاج عمر سنة 1969 ، في سنة 1970 مثلت في مسرحية «إبليس الأعور» إخراج علال المحب، وفي ذات السنة شاركت في مسرحية «البوابون» مع رويشد واخراج مصطفى كاتب، وتوالت الأعمال منها «باب الفتوح» لطه العامري سنة 1973 و»سكة السلامة»، من تأليف سعد الدين وهبة وإخراج سعد أردش في سنة ,1975 و»الإنسان الطيب في سي تشوان» للهاشمي نورالدين في 1976 ومسرحية «المولد»، لعبد الرحمان الجيلالي من إخراج زياني الشريف وأورياشي وشقراني سنة 1977 وفي نفس السنة شاركت في مسرحية «زعيط ومعيط ونقاز الحيط» لمحمد التوري وإخراج الهاشمي نورالدين، وهي آخر أعمال الراحلة ياسمينة، قامت المسرحية بجولة عبر ولاية وهران، وقدمت آخر عرضها بمدينة أرزيو، وأثناء عودة الفرقة المسرحية من أرزيو إلى وهران وإثر حادث مرور توفي أربعة منهم ياسمينة، عوشات، فيلالي وشايب الذراع، في حين نجا الممثلين الشريف عياد وذلك يوم 19 جوان 1977 عن عمر يناهز 36 عاما.