شدد الوزير الأول عبد المالك سلال على صعوبة المحيط الذي تعيش فيه الجزائر، حيث دعا إلى الحيطة واليقظة والحذر من الذين يدعون أن الجزائر منقسمة، مؤكدا أن شعب الجزائر موحد والحديث عن وجود أقليات هي مزايدات لا يمكن قبولها، مطالبا بتقوية الجبهة الداخلية باعتبار أن الجزائر هي جزيرة في بحر اللاأمن. أكد الوزير الأول خلال لقائه بممثلي المجتمع المدني عقب الزيارة التفقدية التي قادته أول أمس إلى ولاية إليزي أن الجزائر تعيش في محيط صعب جدا من الجانب الأمني، حيث شدد على ضرورة استرجاع الأمن والطمأنينة نهائي واستحالة العودة إلى ما عاشته البلاد في السنوات الماضية، كما اعتبر عبد المالك سلال أن أمن واستقرار الجزائر خط أحمر ويجب الوقوف والصرامة للحفاظ على الأمن وحل المشاكل الداخلية بالحوار من أجل ضمان تطور الجزائر اقتصاديا واجتماعيا. وحذر سلال من الذين يدعون أن الجزائر منقسمة قائلا »حذار من الذين يقولون لكم إن الجزائر مقسومة«، مخاطبا سكان ولاية إليزي والجنوب عامة »أنتم تحبون الجزائر وواقفون على حماية الوحدة الوطنية«، حيث شدد على أن منطقة الساحل تعيش اضطرابا أمنيا خطيرا ويجب الحفاظ على الأمن الذي حققته الجزائر بفضل سياسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المتمثلة في الوئام المدني والمصالحة الوطنية. واعتبر الوزير الأول أنه لا يوجد أي جزائري لا يدافع إلا عن الأمة والدولة، مفندا ما تدعيه بعض الأطراف بخصوص وجود أقليات مضطهدة في الجزائر وذلك بقوله »لا توجد أقلية في الجزائر، شعبنا واحد وموحد«، داعيا إلى الوحدة الوطنية والدفاع عن الوطن من أي خطر كان، مضيفا بأن ما يسمى »الربيع العربي هو أغنية نعرفها«، مذكرا بما عانته الجزائر من ويلا الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، واستطرد قائلا »كيان الدولة الجزائرية كانوا يراهنون به، لقد عرفنا هذه المشقة«. كما ركز الوزير الأول على قضية الأمن بالجزائر، مشددا على ضرورة عودة الطمأنينة والسلم لدى الشعب والوقوف والصرامة و»حل مشاكلنا بالحوار ولا نستطيع ضمان تطورنا بدون الحفاط على أمننا«. وفي ذات السياق، أكد سلال أن رئيس الجمهورية هو محامي سكان الجنوب وأن لديه حساسية خاصة للجنوب خاصة أثناء الثورة التحريرية أين ساهم في فتح الجبهة الجنوبية، وأضاف قائلا »عندكم رئيس واقف معكم ووزير أول يحبكم«، كما أشاد بوفاء سكان الجنوب للجزائر واستماتهم في الدفاع عن وحدة التراب الوطني وأمن الدولة. وذكر الوزير الأول بسياسة بوتفليقة منذ توليه الحكم في 1999 والتي قال بأنها حققت أشياء كثيرة أهمها رجوع الأمن والطمأنينة لدى الشعب الجزائري، مضيفا » وأنتم تدركون أنه لا يوجد تطور اقتصادي أو اجتماعي دون عودة الأمن والسلم والآن بدأت النتائج تظهر بعد عودة السلم، وأصبحت الجزائر تتبوأ مكان قوية ويجب أن تكون حاضرة وأن تكون كلمة الجزائر حقيقية«. ودق الوزير الأول ناقوس الخطر من الأوضاع الأمنية المحيطة بالجزائر، وشدد سلال قائلا »نحن في بحر اللاأمن والجزائر جزيرة فيه«، داعيا إلى ضرورة الحفاظ على أمنها، مشددا على الدولة والحكومة عازمة على أن توصل أبناء الجزائريين إلى بر الأمان وضمان مستقبلهم في كنف السلم والأمن وفي ظل التطور الاقتصادي والاجتماعي، داعيا إلى الكف عن الكلام والسير قدما نحو المستقبل للخروج نهائيا من الحلقة المفرغة.