حضرت المشاكل المختلفة التي تعرفها مشاكل المناطق الجنوبية للوطن بقوة في كلمة الوزير الأول عبد المالك سلال أمام المجتمع المدني لولاية اليزي ، في ختام زيارة العمل التي قادته اليها. و أكد سلال على وطنية سكان هذه المنطقة ، مستدلا بمواقفهم خلال الفترة الاستعمارية ، أين حاولت فرنسا ان تقسم الجزائر بين شمال و جنوب ، حيث رفضوا هذا الطرح جملة و تفصيلا ، و برز ذلك بصورة اكبر في حرب التحرير ، و هو ما جعل سلال يعتبر ان محبة سكان الصحراء للجزائر "لا تتزعزع "، لكنه اعترف بالمشاكل التي تحصل من حين الى آخر ، معتبرا "اياها بالعادية ، و التي يمكن أن تحصل في العائلة الواحدة". و في نفس السياق حذر الوزير الأول من "الأطراف التي تعتبر الجزائر منقسمة" ، نافيا هذا الأمر بالقول " أبدا لا أعرف جزائريا لا يكافح في سبيل الأمة و الدولة الجزائرية" ، مضيفا "لا توجد أقليات في الجزائر ، يوجد شعب جزائري ، اعتبرني ماشئت لكنني أبقى جزائري" ، مشددا على أن الجنوب لا يعتبر مشكلة للجزائر ، لأنها موحدة جنوبا و شمالا و شرقا و غربا . و أشار سلال صراحة الى الأزمة التي عرفتها ولاية غرداية في الأسابيع الماضية ، بالقول "يجب أن نقضي على الفتنة و لا نعود اليها ، ديننا واضح ، و ليس لدينا خلافات ، فاخوتنا الاباضيين هم سنيون مثلنا ، و لا يوجد ما يفرقنا أبدا". و طالب الوزير الأول الجزائريين بالسعي لحل مشاكلهم بالحوار ، لأنه اذا لم نقف بصرامة و نحل مشاكلنا بالحوار لا يمكننا ضمان مستقبلنا ، لأن المال وحده لا يكفي". و عاد عبد المالك سلال الى نفس النداء الذي أطلقه أمس في ولاية بومرداس الى الارهابيين بأن أبواب التوبة و المصالحة لا تزال مفتوحة ، قائلا "اليد مفتوحة و الشيء الذي يوجد نقتسمه ، فالجزائر قلبها مفتوح وواسع " مؤكدا على "رغبة الرئيس في لم شمل الجزائريين و الجزائريات". و وضع سلال الاطار العام الذي يحدد مهام الجيش الوطني الشعبي بالقول "ان الجزائر لديها جيش قوي و وسائل قوية ، و لكن لا نستعملها ضد اي أحد ، فهو جيش الجزائريين و الجزائريات ، و دوره هو حماية الدولة الجزائرية و ترابها و حدودها"، لكنه اقر بصعوبة الوضع الاقليمي و خاصة في منطقة الساحل الافريقي التي وصفها ب "المتزعزعة". و كعادته في مداخلاته امام ممثلي المجتمع المدني في مختلف ولايات الوطن ركز سلال مطولا على ما اعتبره "منجزات رئيس الجمهورية في تحقيق الأمن و الاستقرار للوطن ، و هو أساس كل تطور اقتصادي و ثقافي" .