بحث أحمد أويحيى رئيس الحكومة السابق والممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بطوكيو مع كونراد أوستروالدر عميد جامعة الأممالمتحدة مشروع إنشاء جامعة أممية بالجزائر العاصمة، وسجل الطرفان تقدم المحادثات حول المشروع بعدما حاز على موافقة مجلس إدارة الجامعة الأممية مؤكدين على أهمية هذا المشروع. تمحور اللقاء الذي عقده أحمد أويحيى الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال الندوة الدولية الرابعة لطوكيو مع عميد جامعة الأممالمتحدة حول فتح معهد تابع لجامعة الأممالمتحدة يخصص للبحث وللدراسات حول التنمية المستديمة، ويعد هذا المعهد المنتظر أن تحتضنه الجزائر الثاني من نوعه بعد معهد غانا المتخصص في تسيير الموارد الطبيعية، وخلال اللقاء الذي تم بطلب من كونراد أوستروالدر اتفق أويحيى وعميد جامعة الأممالمتحدة في هذا السياق على ضرورة تعجيل تطبيق المرحلة النهائية للمشروع، حيث سجل الطرفان بارتياح كبير تقدما في المحادثات المتعلقة بإنشاء معهد تابع لجامعة الأممالمتحدةبالجزائر العاصمة والذي تلقى موافقة مجلس إدارة الجامعة الأممية. وفي سياق متصل التقى أويحيى أمس الأول بصفته الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية وبطلب منهما على التوالي اوشيرو نيوا رئيس شركة "ايتوشو"، وشوي اوتسودا رئيس شركة "ميتسوى كروبورايشن"، وخلال هاذين اللقاءين أبرز أويحيى التقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مجال الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والمؤسساتية إلى جانب وثاقة مسارها التقويمي الذي تحقق بفضل مؤهلات متعددة وإرادة سياسية قوية في سياق وطني يطبعه السلم والأمن. وأكد أويحيىى أن الوقت مناسب أكثر من أي وقت مضى للمؤسسات اليابانية لتقتحم السوق الجزائرية أكثر وتنوع تدخلاتها من خلال الاستثمارات المباشرة، كما أعرب مخاطبا مبعوث رئيس الجمهورية كل واحد من جهته عن رغبة مجموعته في تعزيز العلاقات مع الجزائرمقرين بالتحسن الملحوظ في مناخ الأعمال في البلاد وبأهمية السوق الجزائرية، كما عبرا عن اهتمام هاتين المجموعتين بإشكال جديدة من اقتحام السوق من خلال شراكات في نشاطات خارج المحروقات. وللإشارة تمثل مجموعتا "ايتوشو" و"ميتسوي" مجموعيتن يابانيتين هامتين تنشطان في الجزائر، وتشارك مجموعة ايتوشو الحاضرة بالجزائر منذ مطلع الستينات في مجمع "كوجال" المكلف بإنجاز شطر من الطريق السيار شرق-غرب، كما تمثل مجموعة "ميتسوي" شريكا هاما لسوناطراك في مجال البيتركومياء خاصة بمشاركتها في مجمع "المات" الذي أنشأ لإنتاج الميتانول وتسويق الغاز الطبيعي المميع. وفي اليوم الأخير من الزيارة عقد أحمد أويحيى أمس الجمعة بيوكوهاما جلسة متبوعة بنقاش خصصت لفرص الاستثمارات والأعمال مع ممثلي عدة شركات يابانية، ونظمت جلسة العمل هذه التي عقدت على هامش أشغال ندوة طوكيو الدولية الرابعة حول تنمية إفريقيا بمبادرة من يوشيهيرو شيجيهيسا رئيس لجنة الجزائر بفدرالية المؤسسات اليابانية "كايدنران"، وتعرض أويحيى مطولا أمام مسؤولي شركات "إيتوشو" و"ماروبيني" و"إي أش إي" و"تايسي" و"كاجيما" و"ميتسوي" و"ميتسوبيشي" و"جي جي سي" إلى الوضع السائد في الجزائر. ومن خلال الأرقام أبرز أويحيى الجهود الجبارة التي تبذلها الجزائر بدفع من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتحقيق أهداف التنمية التي سطرتها البلاد بعد القيام بالإصلاحات والتعديلات الضرورية، وبالنظر إلى قدراتها ومؤهلاتها والوضع الجيد للاقتصاد الكلي والمالية أوضح ممثل رئيس الجمهورية أن الجزائر تتيح ظروف شراكة متميزة، وأضاف أن الجزائر تعد سوقا هامة ب 35 مليون نسمة وكذا منطقة استثمارات واعدة بالنظر إلى موقعها الجغرافي بحيث أنها بوابة إفريقيا ومجاورة لأوروبا. ولدى تطرقه إلى الحجم المتنامي لنشاطات المؤسسات اليابانية بالجزائر، وجه أويحيى نداء لهذه الأخيرة من أجل تنويع مجال تدخلها نحو نشاطات خارج قطاع المحروقات داعيا في ذات الصدد البنوك اليابانية إلى الاستقرار بالجزائر. ولدى تقديمه في وقت سابق عرضا تمهيديا نوه رئيس لجنة الجزائر بفدرالية المؤسسات اليابانية بالنجاحات التي سجلتها الجزائر في المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية، كما أشاد بعودة الاستقرار والأمن بالجزائر. وخلال النقاش ركز المشاركون على أهمية السوق الجزائرية و الاهتمام الذي يولونه للاجتماع المقبل للجنة الاقتصادية الجزائرية اليابانية المزمع تنظيمه بالجزائر شهر نوفمبر 2008، وحسب ايزو كوباياشي رئيس شركة "ايتوشو" فإن هذا اللقاء بين رجال الأعمال الجزائريين واليابانيين سيسمح بتحديد آفاق إستراتيجية جديدة للشراكة مع بلد لا يعد فحسب بوابة لإفريقيا بل محركا للقارة أيضا.