احتفالا باليوم العالمي للمسرح المصادف ل27 مارس الجاري، يقترح مسرح قسنطينة على جمهوره »سمفونية من تراب» للفنان عنتر هلال العرض الذي حط الرحال بأم البواقي ،خنشلة، تبسة، قالمة، سكيكدة، باتنة، العلمة، المسيلةالجلفة، الأغواط، المدية، عين الدفلى، يحمل لمسة فنية جديدة اقتبسه الممثل والمخرج الطيب دهيمي عن كتاب «مأساة غيفارا» للكاتب الفلسطيني القدير معين بسيسو. تحمل طابع هذه المأساة على ما تكبده الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية. ويقوم بالدور الرئيسي في هذه المسرحية الذي يشارك فيها 12 ممثلا، الممثل المسرحي القدير حسن بن عزيز ، حيث تقمص شخصية «الشيخ الدراجي» الذي يمثل الأب الفلاح والمجاهد الذي شارك في الثورة التحريرية فهو يرمز من خلال هذا العمل إلى طبقة الفلاحين والعمال البسطاء الذي شاركوا في الثورة وكانوا يعيشون صراعات داخل عائلاتهم بسبب اختيارهم طريق الإنعتاق والتحرر، حيث يبرز هذا الصراع كل من نجلي «الشيخ الدراجي» الذي اختار أحدهما طريق الجهاد والتحرر فكتبت له الشهادة فمات شهيدا في سبيل الوطن، فيما اختار الابن الآخر طريق المستعمر ومن ثمة خيانة العهد والأمانة. والملاحظ أن هذه المسرحية التي أخرجها، الممثل عنتر هلال بمساعدة الممثل احسن بن عزيز ، تحمل لونا مغايرا لعملية الإخراج المسرحي التقليدي، حيث تم إدخال طريقة جديدة يتزاوج فيها الإخراج المسرحي بالسينمائي، كما أن تقنيات الإخراج الأخرى من إضاءة وسينوغرافيا وغيرها تميزت بلمسة فنية جديدة ومغايرة عما هو معروف على الركح. العرض المبرمج يوم 27 مارس ،سيكون متبوعا بحفل تكريم فناني وعمال مسرح قسنطينة ،الفنانون التسعة الذين سيتمّ تكريمهم يعتبرون من بين الرواّد والوجوه الفنية الجزائرية، حيث شهدوا انطلاق مسرح قسنطينة الجهوي عام 1974 وحقّقوا إنجازاته الكبرى ليصبح له مكانته القيمّة والمرموقة في الساحة الفنية والثقافية في الداخل والخارج، هذه المسيرة وهذا المسار لن يجعل هؤلاء بعيدين عن الإنتاجات المسرحية القادمة، بما في ذلك المبرمجة في إطار »قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015»، لأنّ التقاعد الإداري لا يحول دون مواصلة العطاء والعمل الإبداعي والفني، وهذا هو الهدف المنشود، حسب محمد زتيلي مدير المسرح الجهوي.