تشرع فرقة مسرح قسنطينة الجهوي انطلاقا من اليوم وحتى نهاية الشهر الجاري، في جولة فنية، تقدم خلالها عروضا لإنتاجها المسرحي الجديد «سيمفونية من تراب «، وهو العمل الفني الذي قدمه المسرح في عرض شرفي يوم 21 ديسمبر الماضي بمناسبة الذكرى ال50 للاستقلال . وستجوب الفرقة التي تحط الرحال اليوم بأم البواقي 12 مدينة من مدن القطر وهي،خنشلة، تبسة، قالمة، سكيكدة، باتنة، العلمة، المسيلةالجلفة، الأغواط، المدية، عين الدفلى، تمتع من خلال هذا العمل الذي يحمل لمسة فنية جديدة الجمهور المتعطش لثقافة خشبة المسرح. وتجدر الاشارة أن مسرحية «سيمفونية من تراب» هي عمل إبداعي متميز اقتبسه الممثل والمخرج «الطيب دهيمي» عن كتاب «مأساة غيفارا» للكاتب الفلسطيني القدير «معين بسيسو»، قام فيه المقتبس بإضفاء طابع هذه المأساة على ما تكبده الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية من ظلم وجور ومعاناة يومية، وهي معاناة ترتبط أشد الإرتباط بقصة المناضل الإنساني الكبير «إرنستو شي غيفارا» الذي التحم عضويا وروحيا بالثورة الجزائرية وهو يمثل في ذات الوقت رمزا للإنعتاق والتحرر في العالم. وإذا كان موضوع المسرحية يتطرق إلى الحرية ومكافحة المستعمر الذي استبد بالكثير من الشعوب، فإن عمليات التحرر التي تكبدها أبناء هذه الشعوب حملت بين طياتها هي الأخرى الكثير من التناقضات، طالت حتى أفراد الأسرة الواحدة، حيث اتخذ الأبناء سبلا مختلفة في نظرتهم للتحرّر فمنهم من تقبل الفكرة وناضل من أجلها، ومنهم من خان العهد والقضية. ويقوم بالدور الرئيسي في هذه المسرحية الذي يشارك فيها 12 ممثلا، الممثل المسرحي القدير «حسن بن عزيز «، حيث تقمص شخصية «الشيخ الدراجي» الذي يمثل الأب الفلاح والمجاهد الذي شارك في الثورة التحريرية فهو يرمز من خلال هذا العمل إلى طبقة الفلاحين والعمال البسطاء الذي شاركوا في الثورة وكانوا يعيشون صراعات داخل عائلاتهم بسبب اختيارهم طريق الإنعتاق والتحرر، حيث يبرز هذا الصراع كل من نجلي «الشيخ الدراجي» الذي اختار أحدهما طريق الجهاد والتحرر فكتبت له الشهادة فمات شهيدا في سبيل الوطن، فيما اختار الابن الآخر طريق المستعمر ومن ثمة خيانة العهد والأمانة. والملاحظ أن هذه المسرحية التي أخرجها، الممثل المسرحي القدير «عنتر هلال» بمساعدة الممثل «احسن بن عزيز «، تحمل لونا مغايرا لعملية الإخراج المسرحي التقليدي، حيث تم إدخال طريقة جديدة يتزاوج فيها الإخراج المسرحي بالسينمائي، كما أن تقنيات الإخراج الأخرى من إضاءة وسينوغرافيا وغيرها تميزت بلمسة فنية جديدة ومغايرة عما هو معروف على الركح. والجدير بالذكر، فإن مسرحية «سيمفونية من تراب» تمّ عرضها أيام 8 و9 و11 جانفي الجاري بمسرح قسنطينة الجهوي، كما سيتم عرضها لاحقا على نفس الركح بعد الجولة الفنية سالفة الذكر.