تعززت، الساحة الثقافية والتاريخية مؤخرا، بكتاب جديد يثري المهتمين بكتابة التاريخ والذي جاء تحت عنوان » دور الأرشيف في كتابة التاريخ والحفاظ على الذاكرة الوطنية « والذي يأتي من إصدارات المتحف الجهوي للمجاهد العقيد محمد شعباني ببسكرة« خلال مارس .2014 وهو عبارة عن أشغال وفعاليات اليوم الدراسي الوطني الذي قامت بتنظيمه إدارة المتحف بمناسبة الذكرى ال 51 لمظاهرات 11 ديسمبر .1960 حيث يعد الكتاب مرجعا للأساتذة والباحثين والطلبة ويكون إضافة إلى رصيد المكتبة الوطنية التي تعاني نقصا في مثل هذه الكتب والمراجع المتخصصة في مجال الأرشيف. تضمن الكتاب عدة محاضرات ومداخلات التي ألقيت ضمن فعاليات اليوم الدراسي الوطني المنعقد بالمتحف في 08 ديسمبر ,2011 والذي اختير له شعار » 11 ديسمبر .. بطولة وأمجاد « منها توطئة لفوزي مصمودي مدير المتحف الجهوي للمجاهد بسكرة، الذي يرى أن الأرشيف هو ذاكرة الأمّة ومصدر عزّتها ودليل فخرها وعلامة وجودها بين الأمم، كما أنّه يمثّل بمختلف أنواعه دورا محوريا في كشف الوقائع والحقائق التاريخية ، وإبراز المحطات الهامة في حياة الدول والشعوب، ويُسهم في تيسير عملية الوقوف على حيثيات مسارها ومراحل تطوّرها عبر الزمن.كما أنّ الأرشيف مادة أساسية لا يمكن لأي مؤرّخ أو باحث أكاديمي أن يستغني عنها في عملية كتابة التاريخ بمنهجية علمية معاصرة ، والانتقال من منهج التأريخ التقليدي الذي يعتمد على الرّواية الشفهية المتواترة، إلى منهج التأريخ الأكاديمي المؤسّس، خاصة أنّ هذا النوع من الكتابة وثيق الصلة بالأرشيف على نحو يجعلها مبتورة ودون جدوى في ظل غيابه أو انعدامه. لذلك - يقول مدير المتحدث في هذا الصدد- : »تحرص الأمم الواعية بقيمها الحضارية وثوابتها القارّة للحفاظ على موروثها الأرشيفي، والذود عنه والسعي لاسترجاعه إذا ما تعرض للنهب والسرقة، مثلما قامت به فرنسا في بلادنا، وإصدار قوانين لحمايته، على غرار ما أنتجه المشرّع الجزائري منذ الإستقلال،حيث ثم إصدار مجموعة من التشريعات القانونية والتنظيمية,174 كما يضيف : »قامت الدولة بإنشاء مركز الأرشيف الوطني الذي مرّ بالعديد من المراحل مع وضع تصور واضح هدفه تمكين المؤرّخين من الإطلاع على هذا الأرشيف وإتاحته للباحثين والأكاديميين، والاستفادة منه حتى لا يبقى حبيس الأدراج، مع ضرورة التقيّد بشروط الاطلاع وأخذ الحيطة والحذر أثناء التعامل معه. وأبرز المتحدث أهمية الأرشيف من حيث استرجاعه وإعادته للوطن الأم، فضلا عن وضع استيراتيجية للاستفادة من هذه الأوعية الأرشيفية والتنويه لأهميتها في كتابة التاريخ، مع السعي لتوظيف التكنولوجيا الحديثة للمعلومات والتقنيات المعاصرة لهذه العملية. كما يُسهم الكتاب الثالث الذي يعتبر مهم ومثري جدا، وإضافة من إضافات المتحف في نشر الثقافة التاريخية والتعريف برموز مقاومتنا الشعبية وحركتنا الوطنية وثورتنا التحريرية المظفرة وربط الصلة بين جيل الماضي وجيل الحاضر فضلا عن تثمين أهمية الأرشيف لاسيما الذي بين أيدينا في كل من مركز الأرشيف الوطني، أرشيف الولايات الإدارية ، أرشيف بعض المؤسّسات التاريخية والثقافية والدينية والمتاحف الوطنية والجهوية وملحقاتها أو الذي في حوزة الأفراد والعائلات..أو الموزع عبر مجموعة من الدّول، كفرنسا وتركيا وتونس والمغرب، وصربيا يوغسلافيا سابقا-، الفاتيكان.. وغيرها من الدول التي كانت تربطها علاقات ومعاهدات واتفاقيات مع الجزائر قبل نكبة الاحتلال الفرنسي عام .1830 ويعد الكتاب كذلك، استمرارية وخطوة ناجحة أثمرت قبله الإصدار الأول »على خطى الأجداد« ,2012 والإصدار الثاني »القصيدة والمقاومة الشعبية« ,2013 وهما باكورة أولى تؤكد نجاح الملتقيات والنشاطات التي يقوم بها المتحف الجهوي للمجاهد »العقيد محمد شعباني« ببسكرة . كما حمل الكتاب كلمة المدني بجاوي، الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين ببسكرة، إلى جانب المحاضرات الهامة والتي أُلقيت خلال فعاليات الملتقي، فضلا عن بعض الصور التي ألتقطت خلال الفعالية.