أشرت في عمود سابق بعنوان »باي – باي أوروبا« إلى تقرير المجلس القومي الأمريكي للإستخبارات المعنون ب: التوجهات العالمية عام 2025 : عالم متحوّل كشف أن العالم لن يبق أحادي القطبية ولا حتى ثنائي القطبية مثلما كان قبل سقوط جدار برلين عام 1989، إنما سيتجه ليصبح أكثر فأكثر عالم متعدد الأقطاب. وأن أوروبا ستكون من الدول المتراجعة النفوذ العالم بدءا من عام 2025. والملاحظ أن الاستخبارات الأمريكية ترى أنه ستزيد قوة الكيانات الكبرى، والكيانات الكبرى حسبها ليست الدول، إنما الشركات الكبرى والقبائل المتنفذة، والمنظمات الدينية وشبكات الإجرام. ورغم أن التقرير يشير إلى بقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية قوة رئيسية في العالم، إلى أن هيمنتها بفعل زيادة قوة تلك الكيانات الكبرى، وصعود الصين وتركيا وإيران وإندونيسيا والهند وروسيا .. ستتراجع هيمنتها، وسوف يجبرها هذا التراجع على الدخول في موازنات صعبة ومعقدة، بين أولوية السياسة الداخلية وأولوية السياسة الخارجية. ويلاحظ أن في عام 2025 سيحدث تحول غير مسبوق – حسب التقرير – في الثروة والقوة الإقتصادية، حيث تنتقل من الغرب إلى الشرق، ما يفرض تحديات كبيرة على النظام الغربي العالمي. ماذا تعني هذه التوقعات كلها؟ بدون شك سوف تؤدي إلى إضعاف التحالفات الغربية ، وسيزداد عدد الدول المنجذبين نحو الصين، وروسيا، وهو ما يؤشر إلى احتمال تغيير قواعد اللعبة الحالية. ولأن المستقبل يصنع اليوم، إن لم يكن قد صنع بالأمس، فإنه يجب للدول الصغيرة أن تدرس المستقبل بذكاء، بما في ذلك تدريس اللغة الصينية وظهور دراسات صينية في المجال الأكاديمي، والتقليل من التبعية اللغوية للغرب وخاصة الدول المستعمرة، مثلما يحدث في النظام التعليمي الجزائري من خلال أقطاب الإمتياز والمدارس الجديدة.