أبى الجزائريون مباشرة عقب إعلان وزارة الدّاخلية للنتائج الأولية للانتخابات الرّئاسية، إلاّ التعبير عمّا يختلج صدورهم فرحا بافتكاك الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، اعتبروها نتيجة مستحقّة ل»رجل خدم البلاد«، فأطلقوا العنان لمنبّهات سيّاراتهم ولحناجرهم، يهتفون بعبارات »مبروك اعليك يالعزيز«، »رابعة ومازال مازال«، »وان ثو ثري فيفا لالجيري« لتكون الزّغرودة التي أطلقتها عجوز في عقدها السّابع، من إحدى الشّرفات بالعاصمة، بمثابة الأمل الذي بعث في النّفوس إشراقة بمستقبل واعد لجميع الجزائريين. هي الفرحة عاشتها العاصمة مباشرة عقب انتهاء عمليات الفرز وظهور النّتائج الأوّلية للانتخابات الرّئاسية عبر ولايات الوطن، وافتكاك الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة الأغلبية السّاحقة بأغلبها، ولا تزال مستمرّة إلى غاية اليوم، حيث أطلق العاصميون العنان لمنبّهات سيّاراتهم وغمّازاتها التي أنارت أضواءها ظلام ليلهم، فيما فضّل آخرون إطلاق الألعاب النّارية إيذانا بالفرحة ولا شيء غيرها، في احتفالات تاريخيّة بنصر حقّقوه ل»صالح الجزائر«. »مستقبل الجزائري في جزائر العزّة والكرامة« هو من أخرجنا للاحتفال عبر الشّوارع والطّرقات، يقول »أحمد« 40 سنة، الذي فتح العنان لمذياع سيّارته، فيما كانت عائلته الصّغيرة تصفّق وتردّد أغنية »ليزالجيريا«، فيما فضّل سائق آخر حمل علم الجزائر فوق سيّارته، فصنع وهو يرفرف عاليا مشهدا ذكّرنا بالانتصارات التي عاشتها الجزائر في شتّى المجالات خلال العهدات السّابقة. »انتصار الرّئيس هو انتصار للجزائر« فوز الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة بالأغلبية هي النّتيجة »المستحقّة« والمتوقّعة، من دفعت المواطنين للاحتفال بالعرس الديمقراطي في الجزائر، فرادى وجماعات عبر مواكب زيّنها علم الجزائر ليضفي على منظرها جمالا ورونقا بألوانه الأبيض بياض السّلام والنّقاء والأخضر رمز التقدّم والرّخاء والأحمر دلالة على دم شهداء ثورة التّحرير، يتوسّط قلبه هلال ونجمة سداسية اللّذان يرمزان للإسلام، فيما لجأ آخرون لتزيين واجهات مركباتهم وحتّى شرفات منازلهم ببالونات بألوان مختلفة تدلّ على البهجة والفرحة التي تسكن نفوسهم، وتنمّ عن تفاؤلهم بغد مشرق لجزائر »يسكن حبّها في بواطن قلوبنا ويسري عشقها في عروقنا« على حدّ تعبير ثلاثيني أخبرنا أنّ »لا أحد من الرّؤساء لجأ إلى تقليص مدّة الخدمة الوطنية مثلما فعلها بوتفليقة« فيما أخذ يعدّد إنجازات الرّئيس وبأنّنا »عشنا في عهده ويكذب من يقول عكس ذلك«. »وهذي زغرودة في خاطر رايسنا« هي العبارة التي ردّدتها سيّدة كانت تمتطي سيّارة برفقة زوجها وبناتها، قبل أن تمتعنا بزغرودة تنمّ عن »تنفّس الصّعداء« هي التي أخبرتنا أنّها » الآن تهنّيت على العباد والبلاد« ، قبل أن تضيف والفرحة تتطاير من عينيها » كنت خايفة تصرا مقاطعة ولاّ يستجيب المواطنين لدعاة الفتنة والزجّ بالجزائر في مستنقع من الدّم«، معتبرة أنّ »انتصار الرّئيس هو انتصار للجزائر«. من جهته اعتبر »وحيد بوعبد الله«55 سنة، فوز الرّئيس بوتفليقة بعهدة رابعة على التّوالي »استقلال وفرحة ما بعدها فرحة، كونه الرّئيس الوحيد الذي عوّدنا على سنّ قوانين جديدة وفعّالة ومشاريع تخدم المواطن في المجالات الاجتماعية، الاقتصادية وغيرها، سجّلت الجزائر بفضلها نقلة نوعية«، مضيفا أنّه انتخب لصالح عهدة رابعة للرّئيس » استكمالا لمشاريع عديدة شرع فيها خلال عهداته السّابقة، ويرفض أن يتبنّاها آخرون أو أنّها تتوقّف مثلما يحدث عقب انتهاء حقب العديد من الوزراء، حيث يكون مصير المشاريع التي اتّخذت في عهدهم الرّدم بداخل أدراج مكاتب من يستخلفوهم«. »حاب نعيش السّلم... بركات من الدّم« لقد أضحى تزيين سماء الجزائريين ب»الشّماريخ« من أهمّ تقاليدهم خلال احتفالهم بنصر »الجزائر«، »صوت الأحرار« كانت حاضرة لحظة إشعال الطّفل »مالك زكري«16 سنة، ل»شمروخ« بحي الوئام المدني بالعاصمة، أكّد أنّه يفعل ذلك خلال أفراح الجزائر على غرار تأهّل المنتخب الجزائري للمونديال، فيما أخذ يرقص برفقة مجموعة من الشّباب أبوا إلاّ التعبير عن فرحهم بفوز الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رابعة، مردّدين عبارات » الجزاير في قلبي..علامها يشالي«، »وان ثو ثري فيفا لالجيري، كلما نسمعها يشوّك لحمي«، »هذا العام رانا زاهيين... وقول ان شاء الله ينصرها ربي«.. »هزّينا من الدّم« يقول الحاج »منوّر بيرم« من حي بلكور الشّعبي، مضيفا أنّ من لم يذق مرارة الإرهاب وويلات الاستعمار لا يعي قيمة السّلم والهناء الذي تعيشه الجزائر اليوم، مضيفا »نستكثر خير رايسنا، قالهالنا في 1991 أرفع راسك يا باّ، وفعلها حقيقة«. من جهته أكّد »محفوظ زواوي« 46 سنة، أنّ نتيجة الانتخابات كانت منطقيّة بالنّظر لإنجازات الرئيس التي جسّدها خلال عهداته السّابقة، مضيفا أنّه انتخب عليه »حبّا في البلاد« وحتى لا يتكرّر سيناريو العشرية السّوداء، هو الذي فقد العديد من أفراد أسرته خلالها، فيما »نعيش اليوم السّلم، هذا الأخير لا يعرف قيمته إلا من فقده خلال عشرية كاملة« يقول محدّثنا، مضيفا بأنّه انقطع عن زيارة أهله بمنطقة »سيدي عيسى « بولاية المسيلة خلال سنوات الإرهاب، بينما »صلت رحمي بفضل العزيز«. »فرحة مكمولة ودعوة مقبولة« شباب العاصمة كان حاضرا ليحتفل بطريقته بمعيّة رجال، أطفال، شيوخ وحرائر الجزائر، هم الذين شاركوا في أفراح الجزائر، منها تأهّلها للمونديال حيث استذكروا، أمس، أغاني المنتخب الوطني وراحو يردّدون »فرحة مكمولة دعوة مقبولة بوتفليقة مونامور«، للتعبير عن حبّهم لمن قاد الجزائر طيلة 15 سنة خلت، هم الذين علّمتهم سنوات الإرهاب التي عاشها آباؤهم، بل الجزائر برمّتها معنى الاحتفال بكلّ ما من شأنه تمكينهم من العيش في أمن واستقرار، ويعزّز لديهم »حب الانتماء لهذا الوطن العزيز« على حدّ تعبير خمسيني فضّل تقبيل العلم الوطني وهو يضمّه إلى صدره تعبيرا عن حبّه لجزائر الكرامة، ليعتبر فوز الرّئيس بوتفليقة بعهدة رابعة »دعاوي الخير التي ظلّ يرفعها صلاّح الجزائر خلال سجودهم بأن ينصر الله الجزائر ويرفع علمها عاليا«. »الجزائر برهنت أنّها فوق الجميع« ..ومهما اختلفت طريقة احتفال الجزائريين ومهما جعلوا من لياليهم بيضاء فرحا بافتكاك الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، يبقى احتفالهم بالعرس الدّيمقراطي في الجزائر انتصارا للجزائر التي تبقى فوق الجميع، مادام فيها وطنيّون يرفضون لعلمها أن ينكس ولا يقبلون سوى به يرفرف عاليا وإلى الأبد في سماء جزائر العزّة والكرامة، جزائر لطالما منحتهم دون كلل فحان الوقت أن يمنحوها دون ملل وهي تنادي أبناءها وبناتها للتّصويت على استقرارها ورقيّها، فلا أهلا بدعاة الفتنة ومرحبا باختيار الشّعب وتحيا الجزائر أوّلا وأخيرا..