نظرا لكثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وزيادة الإقبال عليها من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، أصبحت لا تنحصر في دائرة التواصل والتعارف بل تعدتها إلى ميدان التجارة أين صار الفايسبوك مثلا موقعا للعرض والطلب يقصده كل من ينوي بيع أو شراء منتوجات مختلفة بأسعار مغرية. أصبح مؤخرا موقع التواصل الاجتماعي » فايسبوك« ملجأ الكثير من الجزائريين ليس بهدف ربط علاقات صداقة أو لتبادل الأفكار والآراء حول موضوع ما، بل بهدف التجارة حيث يشهد هذا الموقع عرض سلع مختلفة من ملابس واكسيسوارات نسائية ورجالية ومواد تجميلية بأسعار مغرية. ولتقصي هذه الظاهرة الجديدة قامت »صوت الأحرار« برصد آراء بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي من حول إمكانية شراء السلع ومواد التجميل وملابس من خلال هذه الوسيلة، حيث قالت سمية بأن الصفحة الخاصة بها تحتوي العديد من الأصدقاء الذين يعرضون سلع مختلفة للبيع منهم من تعرفهم حق المعرفة وآخرون قاموا بإرسال طلب صداقة لها، ليتبين فيما بعد بأنهم من الباعة الذين يستخدمون موقع الفايسبوك للترويج لسلعهم ومنتوجاتهم، مشيرة بأنها تعزف عن شراء هذه المنتوجات نظرا لعدم تأكدها من مدى مصداقية الشخص العارض للسلعة، في حين قالت منيرة بأنها قامت بشراء حذاء وحقيبة من أحد عارضي السلع على الفايسبوك وكانت راضية بالسعر وجودة السلعة المعروضة. في نفس السياق قال سمير بأنه يتلقى يوميا العديد من طلبات الصداقة من طرف هؤلاء الباعة لكنه يرفض التواصل معهم خوفا منه الوقوع ضحية نصب واحتيال، ومن جهته أكد رضا بأنه اشترى في العديد من المرات من خلال هذا الموقع الاجتماعي وقد تحصل على هاتف ذكي بسعر وجده مغري جدا، مؤكدا بأنه تخوف في المرة الأولى من مدى صدق هؤلاء الباعة لكنهم قاموا بتسليمه الهاتف ثم دفع المبلغ والتسليم كان شخصيا. وفي نفس الموضوع قالت إحدى البائعات التي تواصلنا معها عبر موقع التواصل الاجتماعي بأنها تقوم بعرض ملابس واكسيسوارات ومواد تجميلية، وفي إجابة لها عن مصدر هذه الأخيرة قالت بأنها تقوم بشرائها من محلات تجارية عن طريق الجملة لتقوم هي ببيعها بالتجزئة، مشيرة إلى أنها لا تزيد كثيرا على الثمن الأولي للسلعة هذا ما يجلب اهتمام الزبائن لهذه السلع المعروضة، مضيفة بأن بيع هذه السلع لا يقتصر على نشرها في صفحة الفايسبوك الخاصة بها بل أنها تبيعها للأقارب والجيران وتدعم تسويقا لمنتوجاتها باستخدام موقع الفايسبوك. وعن طريقة عرضها للمنتوج تقول البائعة أنها تصور المنتوجات المراد بيعها مع وضع السعر أعلى الصورة ومن أراد اقتناء هذه السلعة الاتصال بها لتقوم هذه الأخيرة بتسجيل الطلب وبعدها تسليمه المنتوج شخصيا، كما أعربت ذات المتحدثة عن ارتياحها لهذا العمل مؤكدة أنها تتلقى العديد من طلبات الشراء والتي تتراوح من 20 إلى 50 طلب يوميا وهذا جيد بالنسبة لها. وفي نفس السياق قالت دليلة صانعة حلويات بأنها تعرض صورا للحلويات والمأكولات التي تقوم بصنعها على صفحة خاصة بها عبر الفايسبوك والهدف من ذلك الترويج لحرفتها، مشيرة إلى أن استخدامها لهذا الموقع جلب لها الكثير من الطلبيات كون العملية سريعة ومربحة كما تجنبها عبء الضرائب وتحمل تكاليف المحل من كراء ومصاريف الترويج.