أعربت أمس الجزائروتونس بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي قام بها إلى الجزائر رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، عن ارتياحهما للمستوى والنوعية اللذين بلغهما التعاون الأمني بين البلدين بغية تحقيق الاستقرار على الحدود المشتركة وفي المنطقة. كما اعتبر وزير الخارجية التونسي بأن الاتفاقيات التي تم توجت الزيارة بمثابة تأكيد قوي على وقوف الجزائر إلى جانب شقيقتها تونس ودعمها الكامل لها في هذا المسار الانتقالي. أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره التونسي منجي حامدي بمناسبة زيارة رئيس الحكومة التونسية إلى الجزائر،أن الجانبين الجزائريوالتونسي »مرتاحان لمستوى ونوعية التعاون الأمني بينهما«، مشيرا إلى أن »لمصالح المختصة تشتغل يوميا فيما يتعلق بالتنسيق وتبادل المعلومات«. وعبر بهذا الخصوص عن اعتقاده بوجود »عنصر ثقة بين الطرفين وكذا قناعة بوحدة المصير بين الشعبين من أجل تحقيق أهدافهما المشتركة المتمثلة في رفع مستوى الأمان والمناعة لفائدة الشعبين والبلدين«. وأوضح لعمامرة أن التعاون الجزائري-التونسي »متكامل وهو يتطور ويتنوع بأشكال مختلفة«، مشيرا إلى أن هناك »ما يتعلق مباشرة بدعم ميزانية الحكومة التونسية الشقيقة ودعم ميزانية الدفعات، وهناك ما يتطلب عملا للخبراء قصد تمويل عدد من البرامج والمشاريع«. وأوضح أن على هذا الأساس، »هذه الأمور مفتوحة وقد تتجاوز ما يتم الإعلان عنه من أرقام لأن الأمر يتعلق بعمل متواصل من شأنه فتح ديناميكية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين«. وتحدث رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن وجود»آفاق واعدة لانضمام شركات تونسية لعدد من الشركات الجزائرية لانجاز مشاريع مشتركة في مجال البنية التحتية والبناء والسكن«، معتبرا أن هذا كله »دليل على وجود إرادة قوية لانجاز ما تم الاتفاق عليه سابقا«. وأشار لعمامرة أن الجانبان استعرضا خلال الزيارة التي دامت يومين »التطورات الايجابية التي حصلت في كلا البلدين سواء ما تعلق بنجاح الانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 أفريل المنصرم أو ما تعلق بمسار الانتقال الديمقراطي في تونس«.وبعد أن ذكر بانعقاد اللجنة المشتركة الكبرى بين البلدين في فيفري المنصرم بتونس، أوضح لعمامرة أن هذه اللجنة »سمحت بفتح العديد من الورشات تتعلق بإنجاز ما اتفق عليه سابقا بخصوص تنمية المناطق الحدودية وكذا دعم الاقتصاد والتنمية في البلدين بروح تكامل مغاربي«. وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذا الشأن أن »كل خطوة نخطوها مع بعضنا البعض تشكل لبنة إضافية على درب بناء صرح المغرب العربي الكبير الذي هو خيار إستراتيجي في كلا البلدين«. من جانب آخر، أكد لعمامرة على »وجود مزيد من التقارب بين الشعبين الشقيقين الجزائريوالتونسي«، مشيرا إلى أنه »من جملة الأمور التي يتجسد هذا التقارب من خلالها, تدفق أعداد متزايدة من الجزائريين على تونس في إطار النهضة السياحية في هذا البلد«. وأضاف أنه تم في هذا المجال الاتفاق على »عدد من الإجراءات بغية تسهيل عبور الجزائريين نحو تونس وعلى وجه الخصوص خلال الموسم السياحي المقبل«. من جانبه, أوضح وزير الخارجية التونسي أن زيارة رئيس الحكومة التونسية إلى الجزائر تندرج في إطار »تدعيم العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والارتقاء بها إلى مستويات أعلى في كافة المجالات«. وذكر حامدي أنه تم كذلك تباحث »كيفية دعم التعاون والشراكة بين المستثمرين الجزائريينوالتونسيين بالإضافة إلى التنسيق الأمني بين البلدين«. وبخصوص الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، اعتبر حامدي بأنها »تأكيد قوي على وقوف الجزائر إلى جانب شقيقتها تونس ودعمها الكامل لها في هذا المسار الانتقالي وفي هذه المرحلة الهامة من تاريخها«.