فيما تعكف بعض الدول العربية وفي مقدمتها مصر على تنظيم العديد من الفعاليات الفنية من برامج تلفزية وإذاعية وثقافية فنية على غرار تخصيص الإذاعة المصرية بث باقة كبيرة ومتنوعة من الأغاني الدينية والعاطفية والوطنية، ومجموعة من روائع ألحان بليغ حمدي ل«وردة» يوم السبت القادم المصادف ليوم وفاتها بالقاهرة يوم 17 ماي 2012 تمر الذكرى الثانية لوفاة الفنانة القديرة وردة الجزائرية ببلدها الأم الجزائر في صمت تام في ضل غياب فعالية جمعيات ثقافية وفنية حقيقة همها خدمة الثقافة الوطنية وليس التباهي والرقص على بقايا الفن الجزائري وعائلته . وقد ووريت الثرى بالجزائر وعرفت جنازتها مشاركة شعبية ورسمية تعكس مكانتها الفنية على المستوى العربي والدولي كونها تقدم فنا راقيا وعمدت إلى بناء ذوق فني عربي رفيع ورغم مجايلتها لعمالقة الفن العربي إستطاعت الفنانة الراحلة وردة أن تحفر مكانا لها في عالم الفن الأصيل أن تواكب مختلف التطورات الفنية وألأجيال بجدتارة ويصوت قوي ، وردة الجزائرية واسمها الأصلى وردة فتوكى، من مواليد 22 جويلية 1939 في فرنسا لأب جزائرى وأم لبنانية من عائلة يموت البيروتيَّة ، وقد بدأت مسيرتها الغنائية فى 1951 وامتدت لأكثر من نصف قرن وقد بدأتها فى نادى والدها بفرنسا، حيث كانت تغنى أغانى لمشاهير الطرب مثل «أم كلثوم» و«أسمهان» و«عبدالوهاب» ثم عادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغانى الخاصة بها من ألحان الصادق ثريّا وجاءت مصر فى 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمى رفلة الذى قدمها فى أولى بطولاتها السينمائية فى «ألمظ وعبده الحامولى» ليصبح فاتحة إقامتها بالقاهرة ولوردة أفلام أخرى منها «آه ياليل يازمن» و«حكايتى مع الزمان»، و«أميرة العرب» و«صوت الحب» كما لعبت بطولة مسلسلات «أوراق الورد» و«آن الأوان» وغنت لكبار الملحنين منهم «السنباطى» و«عبدالوهاب» و«القصبجى» و«فريد الأطرش» و«الموجى» و«سيد مكاوى» و«بليغ حمدى» و«كمال الطويل» و«صلاح الشرنوبى» و«حلمى بكر» وفى مطلع الستينيات وأيام الوحدة بين مصر وسوريا كثر لغط حول علاقتها بالمشير عبد الحكيم عامر وانتهى الأمر بصدور قرار بمنعها من دخول مصر ولم تعد إليها إلا فى عهد السادات، وبعد زواجها من جمال قصرى اعتزلت الغناء إلى أن طلبها الرئيس الجزائرى بومدين لتغنى فى عيد الاستقلال العاشر لبلدها فى ,1972 فانفصل عنها زوجها جمال قصرى وعادت للقاهرة وجددت انطلاقتها وتزوجت بليغ حمدى وقطعت معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه فى 1979 وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية أوقاتي بتحلو التي أطلقتها في العام 1979في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في العام 1975 لكنها ماتت لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. يشار إلى أن آخر أعمالها كان ألبوم «اللي ضاع من عمري« الذي طرحته من إنتاج مع شركة «روتانا«.