صدر عن الفيروز للإنتاج الثقافي مجموعة قصصية"أزرق جارح" للقاصة فائزة مصطفى، و يندرج هذا الكتاب في إطار سياسة دعم الكتاب التي تنتهجها وزارة الثقافة من أجل تقديم فرص النشر للشباب. تقع المجموعة التي تضم باكورة القاصة الشابة فائزة مصطفى في 130 صفحة ، وارتأت فائزة أن تهدي نصوصها إلى موريسكي الأندلس وجزائريي كاليدونيا الجديدة، معتمدة في نسج نصوصها على جمالية اللغة وشعرية اللفظة لتأخذنا عبر رحلة مجانية إلى عالمها الملئي بالأحلام والأشجان ، حيث ترصد ذكريات طفولتها الأولى وحنينها إلى الزمن الأخضر وهو ما نلمسه في قصص المجموعة على غرار قصة »عطر الكاليتوس«:»كانوا يبتعدون عني مودعين. وأنا أرقبهم بعيون دامعة من خلف زجاج السيارة، حتى بدا المطر غزيراً وبات فراقهم عزيزاً. لم آخذ منهم إلاَّ رائحة التراب الممزوج بذبال أوراق الكاليتوس التي تتعلق بأنفاسي، توقظ في رائحة الذكرى...« وباعتبارها من جيل التسعينات الذي واكب العشرية الدامية التي عاشتها بلادنا تستحضر قائزة هذه المرحلة في نصوصها مثلما نجده في نص »خبر عاجل« ، ويمكن لمتصفح المجموعة أن يكتشف قصص أخرى حول الاغتراب والمنفى والوطن عبر عناوين شيقة »أنا.. حقيبة سفر«، »مروا على جسدي« هذه الأخيرة التي حازت على جائزة البحر المتوسط للأدب بفرنسا وإن كانت القاصة قد اختارت عنوان إحدى القصص التي تتناول موضوع الهجرة غير الشرعية كعنوان للمجموعة إلا أن قصصها لا تخلو من الفرح والتفاؤل والتأريخ للحظات الزمن الجميل و استلهمت فائزة مصطفى قصة "أزرق جارح" من ظاهرة الحرقة أو الهجرة غير الشرعية التي تفشت في أوساط الشباب الجزائري الذي يبحث عن أحلامه فيما وراء البحر حتى ولو كلفه ذلك حياته ، فمن خلال احد الناجين من البحر تصور القاصة سيميائية اللون الأزرق وهو يتوزع بين الزرقة وجدران المستشفى ولون زي الشرطي: » كانوا ستة مرتعدين من البرد والخوف، عيونهم كحجر الزرد تراهن على الرجاء الأخير في أن يحلق الزورق الصغير بعيدا عن تلك الغيمة المغروسة كالشجرة فوق صفحة البحر، الذي عراه الموج الرمادي من أزرقه، أحسوا بحيواتهم تتأهب كأوراق الخريف للسقوط، فهلموا بدفعة رجل واحد يحرقون جوازات سفرهم وكل ما يعبر عنهم... مزقوا بأصابعهم المبللة بالدمع والبحر ما تبقى منهم، ثم نثروه قربانا للبحر المتوسط أمام دهشة الحيتان«. للإشارة فإن فائزة مصطفى قاصة وصحفية بالتلفزيون الجزائري ، شاركت في عدة ملتقيات أدبية داخل الوطن وخارجه .