حذر العديد من المختصين في علم الاجتماع وعلم النفس في لقاء نظم بسطيف من التأثير السلبي الذي ينتج عن الإقبال الكبير للأطفال على التكنولوجيات المعاصرة واصفين الظاهرة بالإدمان الذي له تأثيرات مضرة بشخصية الطفل وبمستوى ذكائه وفي علاقته مع أسرته. وأجمع المشاركون في أشغال الندوة الوطنية الأولى حول »الطفل الجزائري وأخطار الإدمان على التكنولوجيات المعاصرة« أن الأمر أصبح يستدعي من كل المختصين في المجال التصدي لأخطار هذه التكنولوجيات و دراسة تداعياتها على شخصية الطفل. ودعوا إلى البحث في هذه الظاهرة وفهمها وتفسيرها بطرق علمية والتفكير في الحلول المناسبة والضرورية لها وتحديد إستراتيجيات وطنية لإنقاذ الطفل والأسرة وكذا المجتمع بشكل عام من أخطارها. وفي هذا الصدد يرى رئيس النادي العلمي لولاية سطيف مصطفى رحموني أن تربية الأطفال في القرن 21 أصبحت تواجهها التحديات التكنولوجية كالمعلوماتية والألعاب الإلكترونية والقنوات التلفزيونية التي أصبحت بديلة للأسرة في أوقات فراع الطفل. وأشار نفس المتدخل أن العديد من الظواهر اللافتة للانتباه لدى الأطفال المدمنين على هذه الوسائط أصبحت تنذر بأخطار مستقبلية على بنية الأسرة وتماسك المجتمع خاصة منها العزوف عن الدراسة والعنف بأشكاله وتعاطي الممنوعات والانتحار والإجرام. وذكر المحاضر أن هذه التكنولوجيات قد انعكست سلبا على القيم الاجتماعية لدى الأطفال وعلى عملية التواصل داخل الأسرة وأثرت على شبكة العلاقات بين الأبناء والأولياء وبين باقي أفراد المجتمع، كما أثرت سلبا على النمو النفسي والعاطفي والعقلي والاجتماعي للطفل وعلى مستوى الذكاء لديه. ومن جهته نبه الأستاذ خالد عبد السلام من جامعة سطيف 2 الأولياء الذين وظفوا هذه التكنولوجيات لإلهاء أبنائهم وملء أوقات فراغهم بأنهم جعلوا منها مؤسسات قائمة بذاتها تلعب أدوارا أساسية في تشكيل وعي الطفل وبناء شخصيته مع انسحاب الوالدين من مسؤولياتهم التربوية تجاه أبنائهم. أما ممثلة قيادة الدرك الوطني فتطرقت إلى إستراتيجية ودور هذا الجهاز في حماية الأحداث من الجرائم المعلوماتية التي أصبح الأطفال والمراهقون يستغلون فيها لأغراض إجرامية. وتهدف هذه الندوة التي نظمت بدار الثقافة هواري بومدين إلى البحث في إستراتيجيات لمواجهة خطر الإدمان على التكنولوجيات الحديثة للحفاظ على الصحة النفسية والعقلية للطفل وتوعية العائلات بأخطار تخلي الأسرة عن مسؤولياتها التربوية تجاه أبنائها . ويندرج تنظيم هذا اللقاء المنظم بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للطفولة وكذا يوم الطفل الأفريقي.