تميزت فعاليات الندوة الجهوية لأعضاء اللجنة المركزية لولايات الشرق الجزائري بالحضور القوي لأغلب أعضائها بالنقاش المثمر الهادف إلى تكريس وحدة صفوف الحزب وتماسك مناضليه على مختلف المستويات القاعدية والقيادية، بالإضافة إلى الاستعداد للمحطات الهامة التي تراهن قيادة الحزب على مواكبتها وإنجاحها. تأتي هذه الندوة التي أشرف عليها أول أمس بنزل حسين بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة أعضاء المكتب السياسي السعيد بوحجة، سعيد بدعيدة، أحمد بومهدي ورشيد عساس في إطار التحضير لدورة اللجنة المركزية التي من المقرر عقدها يوم 24 من الشهر الحالي، حيث أكد عضو المكتب السياسي رشيد عساس بعد افتتاح الدورة من طرف خرشي فؤاد أمين محافظة الحزب على أهمية هذه اللقاءات الجهوية التي سوف تصبح تقليدا جديدا تسمح لأعضاء اللجنة المركزية في طرح أفكارهم والتعبير عن انشغالاتهم السياسية في متسع من الوقت، مؤكدا بأن هذه الدورة تعتبر محطة مفصلية في مسار الحزب من منطلق جدول أعمالها الذي سيفصل في تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر العاشر والحسم في مقترحات الحزب الخاصة بتعديل الدستور إلى جانب مناقشة تقرير الأمين العام ما بين الدورتين والذي سوف يتناول جملة من القضايا النظامية والوطنية والدولية. واعتبر عساس بأن قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني حريصة كل الحرص على أن يكون الحزب بكل قياداته وإطاراته ومناضليه قوة واحدة متراصة الصفوف ومتماسكة اللحمة، إيمانا منها بأن وحدة الحزب هي التي تصنع مستقبل إطاراته ومناضليه ليؤكد بأن التعدي على شرعية القيادة خط أحمر، موضحا بأن تفعيل لجنة الانضباط جاء لوضع حد لبعض الأصوات التي تزيد زعزعة أركان الحزب والنيل من وحدة وتماسك مناضليه ليؤكد مرة أخرى بأن قيادة الحزب تلقت دعوة من رئاسة الجمهورية يوم 26 من الشهر الحالي لإثراء ومناقشة مسودة الدستور ومن جهة أخرى أكد أحمد بومهدي، عضو المكتب السياسي بأن اللقاء يندرج في إطار تحضير الدورة التاسعة للجنة المركزية والتي تأتي في ظروف متميزة بالنظر إلى الجدل المرتبط بالحراك الداخلي الذي يشهده الحزب، وكذلك إلى جملة من القضايا الوطنية وعلى رأسها مناقشة وإثراء مسودة الدستور ليؤكد بأن قيادة الحزب وعلى رأسها عمار سعداني تسير بخطى ثابتة منذ انتخابها وتقود الحزب بكل حكمة وتبصر، موضحا بأن مستقبل الحزب لن يكون إلا في وحدة وتماسك صفوف مناضليه على مختلف مستوياته النضالية، داعيا إلى نبذ التفرقة والتشتت والابتعاد عن الممارسات التي تسيء لحزبنا ومستقبله السياسي. وفي نفس السياق اعتبر سعيد بوحجة عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام أن هذا اللقاء يتضمن أربعة لقاءات جهوية لتحضير الدورة التاسعة للجنة المركزية للحزب مؤكدا بأن لقاء تشاوري تحسيسي قصد إنجاح هذه الدورة التي تأتي في ظروف متميزة يطبعها الحراك الداخلي الذي يشهده الحزب مؤكدا في هذا الخصوص أنه ليس لدينا أي مركب نقص للدفاع عن شرعية القيادة، والتصدي لكل من يحاول المساس بمستقبل الحزب ووحدة صفوف مناضليه وتفويت الفرصة على تلك الأصوات الناعقة سواء من داخل الحزب أو من خارجه، مؤكدا بأن هناك عدد كبير من أعضاء اللجنة المركزية سيعملون من أجل انجاز هذه الدورة بكل مسؤولية، ليذكر الحضور بأنه سيتم تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر، معتبرا بأن هذه اللجنة سوف تكون أداء لتوحيد صفوف الحزب، داعيا أعضاء اللجنة المركزية إلى الابتعاد عن التفرقة وإرساء قواعد التسامح والتمسك بالروح النضالية العالية التي تسمو على المصالح الشخصية وفي هذا السياق أخذت مناقشات أعضاء اللجنة المركزية حيزا كبيرا من هذا اللقاء حيث تركزت حول التصدي لكل من يحاول إضعاف الحزب، ومباركة تفعيل لجنة الانضباط ووصفها بالخطوة الشجاعة إلى جانب القضايا المتعلقة بإثراء مسودة الدستور. وقد توجت أشغال الندوة الجهوية لأعضاء اللجنة المركزية بصدور بيان ختامي أكدوا من خلاله على موافقتهم لجدول أعمال الدورة والتفافهم المطلق حول مساعي الأمين العام والمكتب السياسي في لم الشمل وتقوية صفوف الحزب، وتزكية كل القرارات المتخذة من طرف القيادة السياسية وعلى رأسها الأمين العام عمار سعداني، كما دعا البيان أعضاء اللجنة المركزية بقوية الحزب عبر الحضور القوي لدورة اللجنة المركزية والعمل على تحضير المؤتمر بصفة عادية تسودها روح الالتزام والانضباط، وفي نفس السياق أشاد البيان بوعي أعضاء اللجنة المركزية في حرصهم على لم الشمل ونزع فتيل الفتنة. ''مقترحات الأفلان حول الدستورة جادة و مسؤولة'' ❍ أكد سعيد بدعيدة عضو المكتب السياسي رئيس اللجنة المكلفة بمناقشة ودراسة مسودة الدستور خلال مداخلته حول إثراء ومناقشة مسودة الدستور أن اللجنة الوطنية المنصبة على مستوى الحزب قد أعدت تقريرا مفصلا حول هذا الموضوع بعد المشاورات التي باشرتها مع مختلف الفاعلين والمختصين في هذا الشأن من أساتذة قانونيين، وكتلتي البرلمان واقتراحات تقارير المحافظات. وفي هذا السياق قدم عضو المكتب السياسي ملخصا حول هذا التقرير، حيث أكد بأن اللجنة ركزت في الديباجة على الدور الهام والتاريخي لجبهة التحرير الوطني والمحافظة على الرموز التاريخية واعتبار ثورة أول نوفمبر من الثوابت الوطنية أما في المبادئ العامة فقد ركزت اللجنة على حماية الاقتصاد الوطني من الفساد بكل تم التأكيد على التصريح بالممتلكات للرئيس المترشح وزوجته، والتأكيد على المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات بدلا من مبدأ المنافسة الذي يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية خاصة في سورة المواريث، أما فيما يخص السلطة التنفيذية فقد أكدت على ضرورة التوازن بين الرئاسة والحكومة وتطبيق مبدأ الأغلبية إلى جانب التشديد على مراقبة عمل الحكومة فيما يخص السلطة التشريعية، مؤكدا بأن الأفلان قد عمل على ضرورة استقلالية السلطة القضائية فيما يتم اقتراح بتولي رئيس المحكمة العليا نائب رئيس مجلس القضاء وفي ذات السياق أكد بدعيدة أن اللجنة قد عملت على تقديم اقتراحات هامة ومفيدة فيما يخص المٌجالس التابعة لرئاسة الجمهورية مثل إعطاء استقلالية تامة لمجلس المحاسبة، ودسترة المجلس الاقتصادي والاجتماعي وإنشاء أقطاب اقتصادية جهوية واقتراح إنشاء مجلس استشاري للعلوم والاستشراف لدى رئاسة الجمهورية الى جانب اقتراح مندوب سامي لحماية الحقوق والحريات الأساسية.