أيام قليلة تفصلنا عن مهرجان التسوق العائلي، الذي تشرع فيه العائلات والأسر بالعاصمة تحضيرا لهذا الشهر العظيم، الذي يحظى لدى الشعب الجزائري والشعوب المسلمة قاطبة بمكانة عظيمة، إذ يعتبر شهر رمضان أكبر موسم للتسوق في جميع أشكاله كالطلاء، المواد المنزلية والكهربائية، المواد الغذائية وغيرها من الاستعدادات الأخرى، ومن جهتها تستعد المحلات التجارية هي أيضا لاستقبال الشهر الكريم من خلال الحضور المكثف للمواد الرمضانية بكل أنواعها. وفي جولة قادت » صوت الأحرار« إلى بعض الأسواق الشعبية على غرار سوق المرادية، بن عمر بالقبة، الساعات الثلاث بباب الوادي، باش جراح وقفنا على الأجواء الرمضانية التي باتت تميزها، حيث أضحت تعج في الآونة الأخيرة بالزبائن الذين استعجلوا توفير معظم المواد التي يحتاجونها خلال هذه المناسبة على غرار الأواني المنزلية والفواكه الجافة، الفريك، مختلف التوابل وهناك حتى من يسارع إلى اقتناء كميات من اللحوم الحمراء والبيضاء قصد توفيرها وتجنب اللهيب الذي يطبع أسعارها خلال الأسبوع الأخير الذي يسبق حلول الشهر الكريم، دون أن ننسى بقية المستلزمات التي اصطفت بها أغلب المحلات. رائحة رمضان تلوح بمجيئها من بعيد لبست الأسواق العاصمية حلة زاهية تفاعل معها جل المواطنين الذي يحضّرون لاستقبال الشهر الكريم على اعتبار أنه من أعز الشهور لدى المسلمين، حيث اصطفت الأواني المنزلية بمختلف أنواعها خصوصا وأن أغلب السيدات يقدمن على اقتناء أواني جديدة في رمضان تيمنا بالفأل الحسن، وفي هذا الصدد قالت إحدى السيدات » رمضان ضيف عزيز به يستوفي المسلم رابع ركن من أركان الإسلام، وبالتالي هو أجدر بالترحيب والتهليل«، وقالت أخرى أنها تستعد لرمضان مثلها مثل أي إمرأة جزائرية، بحيث تتبضع بكل المستلزمات التي تحتاجها طيلة الشهر على غرار الفواكه الجافة والتوابل وشراء بعض الأواني الجديدة من أجل إضفاء أجواء الفرحة والبهجة على الشهر الفضيل، من دون أن تنسى التلميح إلى التحضيرات التي تطبع البيت عن طريق غسل الجدران أو طلائها وترتيب البيت واستبدال الستائر وأطقم الصالون وتزويد البيت بالديكورات وإضفاء حلة جديدة على المطبخ. وعليه ما كان على أصحاب المحلات إلا توفير أجود أنواع الأواني على رأسها الأواني الفخارية المطلوبة جدا من طرف النسوة اللواتي يملن إلى استعمالها في تحضير طبق الشوربة الرئيسي، من دون أن ننسى رائحة التوابل المستعملة كثيرا في تحضير الأطباق بحيث يوفرها الباعة بكميات كبيرة بعد يقينهم من إقبال النسوة عليها، إلى جانب الفواكه الجافة التي تزين الطبق الحلو الحاضر في موائد رمضان بكل بيت جزائري خصوصا وأن الأطباق الحلوة يستمد منها الصائمون طاقتهم لتحمل مشقة وتعب الصيام. تخزين المواد الضرورية خوفا من ارتفاع أسعارها ومع ارتفاع وتيرة الطلب على المواد واسعة الاستهلاك في شهر رمضان، يبدأ التخوف يطغى على تفكير المواطنين من شبح الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى من لحوم، وخضر، بالإضافة إلى المواد الأساسية من سكر، وزيت، ودقيق، نتيجة تلاعب بعض التجار في الأسعار بحجة الطلب المتزايد عليها، بغية تحقيق ربح قياسي، ولو كان ذلك على حساب المستهلكين، من جهته يتعلق الأمر أيضا بمراقبة مختلف السلع والمنتجات المعروضة للبيع بمختلف أسواق ومتاجر العاصمة، ومدى مطابقتها للشروط الصحية اللازمة، سيما وأن البعض يستغل الوضع لبيع سلع بأثمان بخسة تكون عرضة لأشعة الشمس والغبار أمام مرأى الجهات الوصية. وبالفعل تكثر الطاولات التي تعرض موادا بعيدة عن مقاييس حفظ الصحة العامة كونها تكون في أغلبها منتهية الصلاحية ومن الضروري توخي الحذر وعدم الهوس بالإقبال عشوائيا على تلك المواد الرمضانية وشراء ما يصلح وما لا يصلح للاستهلاك وبالتالي التأثير على الصحة العامة. وفي سياق متصل، لجأ البعض إلى اقتناء أغلب المستلزمات قبل فترة من حلول الشهر لكي يسلموا من الالتهاب الذي يميز الأسبوع الأخير قبل حلوله وكذا الأسبوع الأول منه، وبالفعل بعد جولة خاطفة إلى بعض الأسواق العاصمية لاحظنا استبدال وتيرة الأسعار وارتفاعها قليلا عن الأول وهي وتيرة مرشحة للارتفاع خلال هذا الأسبوع والأيام الأولى من الشهر الفضيل وهو ما لاحظه أيضا أغلب المتسوقين، وهي الأسباب التي دفعت البعض إلى توفير السلع الرمضانية التي يحتاجونها قبل فترة من قدوم رمضان، هذا ما أكدته إحدى السيدات إذ قالت »إن ارتفاع الأسعار هي من الصور السلبية التي تطبع أيام رمضان وحتى قبل بلوغه، الأمر الذي أدى بأغلب الأسر إلى المسارعة إلى اقتناء أغلب المواد التي يتطلبها الشهر، وقالت إنها شخصيا وفرت أغلب المواد قبل نحو شهر وخزنتها بالبيت على غرار بعض أنواع الفواكه الجافة وحتى اللحوم البيضاء وخزنتها بالمبرد لاسيما مع يقين الكل بارتفاع سعرها«. ولعل النقطة الأساسية والمشتركة بين هؤلاء جميعا، هي الحالة الجوية خلال شهر رمضان، حيث يتخوف الكثير من المواطنين من الحرارة الشديدة التي قد تجعل صيامهم شاقا نوعا ما، إلا أن كل ذلك يهون في سبيل أداء هذه الفريضة الدينية الهامة والتقرب إلى الله عز وجل بالخيرات والطاعات.