سجّلت أسعار الخضر والفواكه في سوقي الجملة بالحطاطبة والكاليتوس، انخفاضا قدّر بأزيد من 50 بالمائة، ابتداء من اليوم الثاني لشهر رمضان، ومع ذلك لم يشعر المستهلك بعد بذلك، أمام تواصل التهاب أسعار الخضر التي يكثر عليها الطلب في الشهر الفضيل بأسواق التجزئة. رغم تسجيل تراجع محسوس في أسعار الخضر والفواكه على مستوى أكبر سوقين للجملة يموّنان العاصمة بالحطاطبة والكاليتوس، قدّر بأزيد من 50 بالمائة مقابل الوفرة الملحوظة في العرض، إلاّ أنّ المستهلك الجزائري لا يزال يكتوي بلهيب أثمان الخضر التي يكثر عليها الطّلب خلال الشهر الفضيل بأسواق التجزئة، والتي بقيت تراوح مكانها. وحسبما أكده باعة الجملة فإن أسعار المنتجات تتغير لأكثر من 5 مرات خلال اليوم الواحد أثناء ساعات العمل المحدّدة من الخامسة صباحا إلى السادسة مساءا، وتخضع الأسعار في اليوم الواحد إلى عدة تعديلات حسبما تحدّده مؤشرات بورصة السوق المتعلقة بوفرة الإنتاج وسياسة العرض والطلب ونوعية المنتوج ووقت اقتناء المنتوج من السوق. وفيما تختلف أسعار بعض المنتجات الفلاحية بين سوقي الجملة بالحطاطبة والكاليتوس بفارق يتراوح بين 20 و30 دج للكيلوغرام الواحد، تعرف أسواق التجزئة فارقا هاما في الأسعار عن أسواق الجملة حيث يتراوح سعر الجزر بين 50 و60 دج في أسواق الجملة في حين بلغ سعرها في بعض أسواق التجزئة بالعاصمة بين 70 و100دج وبلغ سعر الطماطم بين 25 دج و30 دج في سوق الجملة في حين تعدى سعرها 70 و100دج بأسواق التجزئة، أما بالنسبة للبطاطا فتتراوح بين 32 و35 دج في الجملة وبين 45 و50 دج في أسواق التجزئة وبلغ سعر الكوسة بين 30 و40 دج في سوق الجملة وبين 80 و100دج في أسواق التجزئة. في ذات السياق أكّد مدير سوق الجملة للكاليتوس مصطفى عاشور للصحافيين على هامش زيارة استطلاعية لوزير الفلاحة والتنمية الريفية والتجارة على التوالي عبد الوهاب نوري وعمارة بن يونس أن »السوق مموّن بشكل جيد بالخضر والفواكه وأنّ الأسعار بدأت تنخفض وستنخفض أكثر«، وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري قد أكّد خلال الزيارة التي قادته إلى سوقي الجملة، بأن القطاع بحاجة إلى تنظيم الأسواق الكبرى للجملة والتجزئة وإنجاز أسواق أخرى من شأنها إحداث توازن بين العرض والطلب في ظل توفر المنتوج وتراجع الأسعار بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المائة، مضيفا أنه »أمر غير مقبول تعريض المستهلك البسيط إلى هذا الوضع خلال شهر رمضان في ظل توفر المنتوج ووجود أسعار عقلانية بأسواق الجملة« داعيا إلى انتهاج أسلوب استهلاك عقلاني. ومن جهته أكد وزير التجارة عمارة بن يونس أن قضية الأسعار فيما يخص الخضر والفواكه تبقى أسعار »حرة« ويحددها مبدأ العرض والطلب مبرزا أن ارتفاع الأسعار خلال الأسبوعين الماضين كان بسبب ازدياد الضغط على الطلب مقابل استقرار العرض عند نفس المستوى. و خلال زيارتهما لمجمع الحليب »جيبلي« أوضح الوزير أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتموين السوق أعطت ثمارها لأن إنتاج الحليب ارتفع تحسّبا لشهر رمضان، كما زار الوزيران أيضا مستودعات التبريد لتخزين اللحوم المجمدة بقورصو ببومرداس والشراقة. وتتراوح الأسعار التي عرضها المتعاملون بين 490 دج و600 دج للكلغ بالنسبة للحوم الحمراء و250 دج بالنسبة للدجاج المجمد، ومن أجل تتبع تطور السوق والتعرف على تموينها خلال شهر رمضان قرر الوزيران القيام بزيارات أسبوعية إلى الهياكل التجارية.