خرج أمس، المئات من المواطنين الإباضين وممثلين عن مجلس الأعيان وعدة جمعيات ولجان أحياء بغرداية في مسيرة سلمية حاشدة إلى مقر الولاية للتنديد بتدهور الوضع الأمني بعد عدة أشهر من الأحداث التي تشهدها غرداية الجريحة.وهتف المحتجون بالسلم والأمن في غرداية قبل أن يستقبل والي الولاية وفدا عنهم سلم لائحة مطالبهم. وتزامن هذا الغضب السلمي الذي عم شوارع غرداية مع اعتصام نضمه أبناء المنطقة أمام مقر دار الصحافة بالجزائر العاصمة رفع خلاله شعارات طالبوا فيها السلطة بإيجاد حل نهائي للوضع الأمني في الولاية. نضم صباح أمس، المئات من المواطنين من الميزابيين في غرداية مسيرة احتجاجية سلمية شارك فيها ممثلو عدة جمعيات ميزابية ولجان أحياء وأعيان هتفوا باستعادة السلم والأمن في منطقتهم قبل أن يعتصموا أمام مقر الولاية، حيث التقي وفد عن سكان المنطقة ومثلين عن المجتمع المدني المزابي بوالي الولاية عبد الحكيم شاطر الذي تسلم لائحة مطالبهم التي تضمنت إنشاء لجنة تحقيق محايدة تضم ممثلين عن مختلف هيئات الجمهورية ومسؤولين وطنين مشهود لهم بالكفاءة والخبرة، كما تضمنت الأرضية المرفوعة للولاية المطالبة بالتطبيق الصارم للقانون واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومتابعات قضائية لتحديد المسؤوليات والمتورطين في الجرائم التي أودت بحياة شباب من العرب والمزابيين. وإلى جانب المطالب المرتبطة بتوفير كل الوسائل اللازمة لاستتباب الأمن ضمت المطالبة بوقف كل المتابعات القضائية التي طالت الأشخاص الذين تم توقيفهم حين كانوا بصدد حماية ممتلكاتهم، كما دعا ممثلو المجتمع المدني المزابي إلى ضرورة تعويض ضحايا المناوشات التي تشهدها غرداية منذ أشهر.وتزامن المسيرة السلمية التي جابت شوارع غرداية أمس للتنديد سلميا بتدهور الوضع الأمني بالمنطقة مع اعتصام نظمه صباح أمس مجموعة من الإباضيين أمام مقر دار الصحافة »طاهر جاووت« بالجزائر العاصمة نددوا فيه بتململ الوضع الأمني في غرداية واستمرار سقوط الضحايا من العرب والميزابيين خلال المناوشات التي تندلع من حين لآخر، ورفع المحتجون شعارات أن » استقرار غرداية من استقرار الجزائر«، كما هتفوا متسائلين »أين هي وعودك يا سلال «. وتعد هذه أول مرة يخرج فيها سكان غرداية للشارع للتنديد بالتردي الأمني وعودة المواجهات العنيفة بين الإباضية والمالكية في المنطقة عقب فترة من الهدوء الذي ساد المنطقة في أعقاب زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال لولاية غرداية منتصف جوان الماضي أين قدم سلسلة من الوعود التي أعربت عن أملها في أن يتم تجسيدها في الميدان في أقرب الآجال الممكنة وتضمنت الوعود والقرارات التي توجت لقاء سلال بالأعيان والمنتخبين وممثلي المجتمع المدني لمعالجة أزمة وادي مزاب مواصلة اعتماد الصرامة في الإجراءات القانونية والتحقيقات المعمقة بشأن التجاوزات الأمنية والإدارية التي شهدتها المنطقة فيما سبق، وإرجاع المهجّرين إلى ممتلكاتهم سواء تعلق الأمر بمساكن أو محلات تجارية أو مستودعات أو مزارع وبالتصدي لمتسببي الفتن وأشكال التطرف والتحريض ومروجي الرذائل بمختلف أنواعها وتوفير كل الوسائل اللازمة لاستتباب الأمن والطمأنينة في إطار قوانين الجمهورية بكل صرامة، وأخيرا رفض المزايدات في ثوابت الأمة من دين وعقيدة وانتماء ومشارب أصيلة وثقافات عريقة كثوابت وطنية يجب التركيز عليها للانطلاق في مساعي رأب الصدع.