نظم قطاع التكوين السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني أول أمس الخميس ندوة فكرية حول »الجزائر والانضمام للمنظمة العالمية للتجارة« في إطار سلسلة الندوات الفكرية التي ينظمها الحزب لإثراء برنامجه والتحضير للمؤتمر العاشر للحزب، حيث فتح خبراء وأرباب العمل النقاش حول أسباب تأخر انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة والمعيقات التي تواجهها الجزائر في الجانب التجاري. وخلال الندوة التي احتضنها مقر الحزب، اختلف الآراء حول انضمام الجزائر لمنظمة التجارة فمنهم من يرى بأن انضمام الجزائر أمر ضروري حتى ولو كان هذا الانضمام سياسيا، فيما أكد آخرون أن الانضمام في الوقت الراهن خطر على الجزائر التي تفتقد لقاعدة صناعية قادرة على المنافسة من خلال منتوج وطني يمكن أن يفرض نفسه في الأسواق العالمية المنضوية تحت المنظمة العالمية للتجارة. وشارك في الندوة التي نشطها الأستاذ عبد السلام شلغوم بحضور أعضاء المكتب السياسي وعدد من الأساتذة والخبراء وإطارات الحزب منهم ممثلون عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين وأرباب العمل، إضافة إلى وزراء سابقون، حيث شهد النقاش تبادل الآراء والأفكار وتحليل الأسباب ومحاولة إيجاد الحلول التي تمكن الجزائر من دخول الفضاء العالمي للتجارة. السعيد بدعيدة يؤكد : تنمية الموارد وتنويع الإنتاج المحلي لدخول المنافسة الدولية أكد السعيد بدعيدة عضو المكتب السياسي مسؤول التكوين السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني أن انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة موضوع مهم بالنسبة للجزائر خاصة وأنه محل نقاش لدى المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين، مذكرا بأن الحكومة الجزائرية ما تزال في مفاوضات مع المنظمة العالمية للتجارة ولم تتوصل إلى الاتفاق النهائي بخصوص الانضمام من عدمه. وأشار بدعيدة إلى أن 160 دولة عضو حاليا في المنظمة ولا زالت 30 دولة تفاوض من بينها الجزائر، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني يتابع ويستمع لمختلف الآراء على أن يكون النقاش موسعا وبناءا بغية اتخاذ القرارات المناسبة خلال المؤتمر العاشر للأفلان على أن يكون انضمام الجزائر لهذه المنظمة من بين المواضيع الاقتصادية والاجتماعية التي يتطرق إليها الأفلان في هذا الموعد. وفي ذات السياق، أوضح عضو المكتب السياسي أن برنامج حزب جبهة التحرير الوطني ميال للجانب الاجتماعي وحريص على العمل لرفع مستوى الجزائر، مؤكدا ضرورة العمل على تنمية الموارد وتنويع الإنتاج المحلي من أجل الدخول إلى المنافسة الدولية. وأشار بدعيدة إلى أن الندوات الفكرية التي ينظمها قطاع التكوين تهدف إلى توحيد الرؤية خاصة وأن الحزب مقبل على تنظيم مؤتمره العاشر في جانفي 2015 وبلورة الأفكار التي تطرح خلال النقاشات من أجل إعداد برنامج الحزب، مشيرا إلى أن ذلك يكون من خلال الاعتماد على الأفكار البناءة. الخبير مولود هدير يؤكد : لا عوائق تقنية تمنع الجزائر من الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة أكد الخبير في التجارة الخارجية مولود هدير أن انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة قضية هامة بالنسبة للجزائر، مشيرا إلى الخلل الذي تشهده التجارة الخارجية من حيث التسيير وضعف المؤسسات المنتجة في الجزائر، مشددا على عدم وجود أي عوائق تقنية تمنع الجزائر من الانضمام لهذا الفضاء التجاري العالمي. أوضح المدير العام السابق للتجارة الخارجية الخبير مولود هدير، خلال الندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني سهرة الخميس الماضي حول »الجزائر..الانضمام للمنظمة العالمية للتجارة« أن انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية هي مسألة هامة بالنسبة للجزائر، مبديا ملاحظته بأن ما يجري في التجارة الخارجية ناجم عن مشاكل تعيق هذا العمل تتمثل أساسا في تسيير هذه التجارة، مضيفتا بأن النقاش حول الانضمام لهذا الفضاء يذكر بالطلب الذي قدمته الجزائر إلى الاتفاقية العامة للتعرفة الجمركية والتجارة »الغات« سنة 1987 وشرعت في المفاوضات مع المنظمة العالمية للتجارة في 1996 أين تقدمت بطلب رسمي وأجابت عن آلاف الأسئلة. وتساءل الخبير عن أسباب تأخر انضمام الجزائر لهذه المنظمة، مؤكدا أنه لا يوجد مشكل حقيقي يعيق الانضمام خاصة وأن الجزائر لديها كافة الإمكانيات ومؤهلة للانضمام خاصة بعد التوقيع على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، حيث أشار إلى وجود مشكل سياسي عرقل انضمام الجزائر، مضيفا بأن الاقتصاد الجزائري منفتح منذ سنوات بل أكثر من الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للتجارة. وأكد ذات المحاضر أنه لا يوجد بلد يوقع على اتفاق لتخريب اقتصاده الوطني، مشددا على أن المعايير والمقاييس التي تعتمدها المنظمة هي ذاتها التي تعتمدها الجزائر منذ 1962 كما أن القوانين المتعامل بها مع مختلف الدول هي ذاتها ومطبقة على كافة الدول دون تمييز أو استثناء، مضيفا بأن التشريع الحالي المعمول به جيد ويساعد على الاستثمار والتجارة الخارجية، حيث أشار إلى أن حجم التجارة الخارجية تضاعف 6 مرات منذ 2000 إلى يومنا هذا. وشدد الخبير على عدم وجود أسباب حقيقية تقنية تمنع الجزائر من الانضمام للمنظمة خاصة وأن العديد من دول العالم الثالث التي كانت الجزائر تدافع عنها هي الآن موجود داخل هذا الفضاء في حين أن الجزائر تبقى خارج المنظمة العالمية للتجارة. وفي نفس السياق، قال هدير أن المنظمة العالمية للتجارة هي منظمة وكل الدول تدافع عن سياساتها التجارية ويجب الدفاع عن المصالح التجارية للجزائر دون ارتكاب أخطاء، مؤكدا ضرورة ضبط التجارة الخارجية ومعرفة ما يحدث في كواليس التجارة والحصول على المعلومات بدقة وبصفة دورية. ومن جهة أخرى، تطرق المحاضر إلى بعض العوامل التي لا تسمح بانضمام الجزائر من بينها مناخ المؤسسة في الجزائر الذي قال عنه »إنه لا يطاق«، داعيا إلى تشجيع الاستثمار والتجارة مع جعل الأفضلية للاستثمار، مضيفا بأنه توجد قطاعات مهمة جدا يجب الاهتمام بها، مؤكدا أنه لا بد من وفاق وطني وملف قوي يقدم خلال مفاوضات الجزائر مع المنظمة العالمية للتجارة مع استعمال الطرق التجارية المتعارف عليها. الأفلان يترحم على شهداء غزة قام المشاركون في الندوة التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني حول »رهانات انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة«، بقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء غزة، وقال عضو المكتب السياسي المكلف بالتكوين، في كلمة بالمناسبة، إن العدوان الصهيوني يتواصل على الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم أجمع دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكناً، مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطني إذ يدين بشدة العدوان الصهيوني الوحشي والسافر الذي يستهدف البشر والحجر على أرض فلسطين، فإنه يتوجه بتحية الإجلال والإكبار لشهداء الشعب الفلسطيني المرابط على أرض وطنه ويتوجه بتحية التقدير والعرفان لأهلنا الصامدين في حيفا ويافا وعكا والناصرة والضفة الفلسطينية والقدس وغزة التي تلقن العدو الصهيوني دروساً لن ينساها في التضحية والصمود والبطولة. وبعد أن أكد عضو المكتب السياسي وفاء حزب جبهة التحرير الوطني لمبادئه الوطنية والقومية، جدد التنديد بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذا العدوان الوحشي ونصرة القضية الفلسطينية.