شرع أمس قطاع التكوين السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني في تنظيم أولى الندوات الفكرية التكوينية التي ستتواصل في الأسابيع المقبلة بمقر الحزب، حيث نظم القطاع سهرة الخميس الماضي ندوة فكرية تحت عنوان »الجزائر.. التحديات الأمنية والسياسية في الفضاء المغاربي والساحل« تطرق خلاله أساتذة ومختصون إلى المخاطر المحدقة بالجزائر وكيفية الحفاظ عن مصلحة الدولة والشعب في ظل التحولات التي تعرفها المنطقة.وعرفت الندوة التي أدارها الدكتور محمد بوعزارة ونشطها الأستاذان الخبيران في العلوم السياسية عبد العزيز جراد ومصطفى صايج، نقاشا واسعا بحضور أعضاء من المكتب السياسي وأعضاء من السلك الدبلوماسي »سابقين«، إضافة إلى قياديين وأساتذة وباحثين قدموا وجهات نظرهم بخصوص التحديات والراهنة وكيفية الحفاظ على استقرار الجزائر في ظل التقلبات التي يشهدها العالم والصراع القائم في الدول المحيطة بالجزائر بدعيدة يصرح : برنامج الأفلان يعتمد على الأفكار البناءة أكد السعيد بدعيدة مسؤول التكوين السياسي بحزب جبهة التحرير الوطني أن الندوات الفكرية التي ينظمها قطاع التكوين تهدف إلى توحيد الرؤية خاصة وأن الحزب مقبل على تنظيم مؤتمره العاشر في جانفي 2015 وبلورة الأفكار التي تطرح خلال النقاشات من أجل إعداد برنامج الحزب، مشيرا إلى أن ذلك يكون من خلال الاعتماد على الأفكار البناءة. وأوضح بدعيدة أول أمس خلال الندوة التي احتضنها مقر الحزب تحت عنوان »الجزائر.. التحديات الأمنية والسياسية في الفضاء المغاربي والساحل« أن الأفلان يهدف إلى بناء دولة عصرية مدنية تقوم على المبادئ الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وأن يتساوى المواطنون في الحقوق والواجبات من أجل تمكين الجزائر من التطور والحفاظ على استقرار الأمني، الاقتصادي والسياسي الذي يكون عن طريق الوعي الجماعي والرؤية الواضحة لما تنظره الجزائر من مواعيد هامة يجب أن تكون في استعداد دائم. قال إن دول الجوار مصدر تهديدات أمنية حقيقية، الدكتور جراد يؤكد: ''يجب بناء جبهة وطنية لحماية الجزائر من المخاطر أكد الأستاذ عبد العزيز جراد أن ما يحدث في المنطقة المغاربية والساحل يمس المصالح الاستراتيجية للدول الكبرى وعلى رأسها فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، مشددا على أن الأوضاع التي تعيشها الدول المحيطة بالجزائر يمس بمصلحتها، حيث أشار إلى التهديدات الإرهابية التي تأتي من هذه الدول إضافة إلى تراكم المشاكل بين الجزائر والمغرب بسبب قضية الصحراء الغربية، داعيا إلى بناء جبهة وطنية قوية وأن يكون الأفلان هو المحور الأساسي لحماية الجزائر من المخاطر المحدقة بها. أوضح الدكتور جراد في المحاضرة التي ألقاها سهرة الخميس تحت عنوان »الجزائر ..التحديات الأمنية والسياسية« بمقر حزب جبهة التحرير الوطني أن الجزائر تواجهها تحديات كبيرة أمنيا وسياسيا، متسائلا عن الأسباب التي أدت إلى تزعزع المنطقة المغاربية والساحل وعدم استقرار دولها، مؤكدا أن ما يجري في هذه المنطقة هو صراع ونزاع يمس مصالح الدول الاستراتيجية الغربية وفي مقدمتها فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، معتبرا أ ما يمس دول الجوار يؤثر على مصلحة الجزائر. وقبل حديثه عن التحديات، تطرق المحاضر إلى الحديث عن المخاطر والمشاكل التي تطرح على استقرار الجزائر، حيث أشار إلى ضرورة أن تكون للجزائر نظرة استشرافية لما هو آت نتيجة لهذه التحديات، مضيفا بأنه من بين المخاطر المحدقة بها ما تنجم عن المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للدول الكبرى التي حصرها في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، الصين وباقي الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن هذه الدول تبحث عن مصالحها المتمثلة في الموارد الباطنية. وفي هذا السياق، أوضح جراد أن التهديدات الأمنية تأتي من الدول الاستراتيجية وأن الجزائر ستكون لها مشاكل إذا لم تفتح مصالحها أمام هذه الدول، مذكرا بالجماعات الإرهابية المتواجدة في دول الشرق الأوسط من بينهم 2000 مغربي يقاتلون في سوريا، 1500 تونسي يحاربون في سوريا والعراق، إضافة إلى حوالي 500 جزائري يتواجدون في هذين البلدين وهو ما يشكل تهديد إرهابي مستقبلي على الدول المغاربية والساحل. وأشار الأستاذ إلى تهديد آخر يأتي من دولة مجاورة وهي ليبيا، حيث أكد أن هذه الدولة أصبحت هشة وضعيفة خاصة وأن المؤسسات الأمنية الليبية ليست لديها قدرات للدفاع عن كيان الدولة بالإضافة إلى وجود علاقة بين المجموعات الإرهابية ودوائر في السلطة الليبية. كما تطرق المحاضر إلى تراكم المشاكل بين الجزائر والمغرب نتيجة لقضية الصحراء الغربية ومحاولة كل من فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية استخدام المغرب لتحقيق مصالحهما في المنطقة مقابل دعم المغرب في احتلاله للصحراء الغربية، وقال الأستاذ بأن هذه التراكمات تؤدي إلى مشاكل في المستقبل وتمس مباشرة استقرار وأمن الجزائر، مشددا على أن هذه التهديدات تفرض على الجزائر معرفة التحديات للحفاظ على المكاسب الاقتصادية والاستقرار الأمني. وعرج الأستاذ جراد على التحديات وكيفية تحديد علاقاتنا الاستراتيجية مع الدول الكبرى دبلوماسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن فرنساوأمريكا تنظران إلى الجزائر على أنها دولة مركزية بحكم استقرارها النسبي وإمكاناتها المادية والبشرية، مضيفا بأن أمريكا تنظر إلى هذا المحور في إفريقيا على أنه أساسي أما فرنسا فبحكم التراكم التاريخي فقد شرعت في هذا الدور منذ سنوات وذلك لسببين أساسيين يتعلقان بالوضعية الاقتصادية الداخلية لفرنسا في الاتحاد الأوروبي، حيث لفرنسا مشاكل في التوازنات الداخلية وعدم التوازن أدى بفرنسا إلى البحث عن علاقات خارج الاتحاد الأوروبي والتوجه إلى إفريقيا والمستعمرات القديمة.وأشار جراد إلى التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى بعض الدول الإفريقية والتي تريد فرنسا من خلالها الحفاظ على مصالحها وتواجدها في إفريقيا، مضيفا بخصوص التحدي الثاني والذي يخص علاقة الجزائر مع المغرب والعلاقات المتأزمة بين البلدين منذ سبعينيات القرن الماضي بسبب الصحراء الغربية، مشيرا إلى وجود تنافس ببين البلدين بعدما أصبح المغرب همزة وصل للمصالح الغربية في إفريقيا ومحاولة محاصرة المصالح الجزائرية في هذا الفضاء. وذكر جراد بما تعيشه ليبيا من انزلاق أمني خطير يمس استقرار المنطقة عموما والجزائر خصوصا، حيث يجب التعامل مع ليبيا على أساس أن هذا البلد ليس لديه مؤسسات قائمة يمكن التعامل معها مع تواجد الإرهاب العابر للدول عبر الحدود الجنوبية، مشيرا في نفس السياق إلى الوضع في تونس وكيفية التعامل مع الوضع خاصة مع العمليات الإرهابية على الحدود الجزائرية من بينها جبال الشعانبي، مؤكدا ضعف القدرات الأمنية لهذا البلد. وأشار الأستاذ جراد إلى تحد آخر وهو التحديات الداخلية، مؤكدا أنه لا يمكن الفصل بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، وعلى هذا الأساس دعا جراد إلى إحداث توازن جهوي قوي بين ولايات الوطن خاصة الجنوب، مشددا على أن الدولة يجب أن تعمل على استقرار الجنوب مهما كلف الأمر ذلك سواء بإقامة عدالة اجتماعية قوية للحفاظ على مكتسبات الدولة أو بتدعيم مؤسسات الدولة وتقريبها من المواطن. وقال الدكتور جراد أنه من أجل الوصول إلى بناء مؤسسات قوية يجب الوصول إلى جبهة وطنية لإعطاء كل الوسائل والمقاربات لفهم ما سيأتينا من مخاطر لحماية الدولة، مؤكدا أن هذه الجبهة يكون حزب جبهة التحرير الوطني هو المحور الأساسي لها على أن تشمل أحزاب وجمعيات ويجب أن يكون وعي كبير لدى كافة شرائح المجتمع، مضيفا بأن دور الأفلان هو دراسة الأفكار وإمكانية أن يكون الحزب العمود الفقري لهذا التصور حتى نرجع المصداقية لمؤسسات الدولة.