باشرت السلطات الجزائرية التحقيق في حادثة تحطم الطائرة التابعة للشركة الإسبانية »سويفت آر« المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائريةبمالي، والتي كانت تضمن الرحلة بين واغادوغو والجزائر، من خلال تقييم الوضع والقيام بأعمال تنسيقية مع الأطراف المعنية بهذا الملف لا سيما المالية والبوركينابية. كلف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وزير النقل عمار غول للنظر في الأسباب الحقيقية في حادث تحطم الطائرة التابعة للشركة الإسبانية »سويفت آر« المستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائريةبمالي، حيث حل الوزير أول أمس، بباماكو لمباشرة التحقيق في هذا الملف بالتنسيق مع الأطراف المعنية لا سيما المالية والبوركينابية، وسيلتقي بصفته مبعوثا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدى السلطات المالية والبوركينابية بالسلطات المحلية لمالي وبروكينا فاسو ليتنقل بعد ذلك إلى مكان الحادث. وقال غول خلال لقاء صحفي بباماكو، » لقد كلفت من قبل رئيس الجمهورية بصفتي المبعوث الخاص لدى السلطات المحلية المالية والبوركينابية بتقديم التعازي الخالصة لهذين البلدين وإجراء تقييم للوضع بعين المكان وكذا التنسيق بين الأطراف المعنية بهذا الملف«، وذكر الوزير بأن الطائرة كانت تحلق على علو يزيد عن 9000 متر قبل أن تسقط في منطقة تبعد عن مطار باماكو بنحو 800 كلم، وأضاف أن الأسباب الحقيقية للحادث لن تعرف إلا بعد الإنتهاء من التحقيق حول ظروف وقوع الحادث. ومن جهتها شرع محققون من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية »الإنتربول« من 15 دولة عملهم في موقع تحطم الطائرة المنكوبة شمالي مالي، كما يفترض أن يصل نحو عشرين دركيا وشرطيا فرنسيا وفريق من المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات إلى مكان تحطم الطائرة، حيث سيعملون على التعرف على جثث الضحايا، وقالت الإنتربول إنها أرسلت وفدا لمكان التحطم للمساعدة في التعرف على الضحايا، الذين يبلغ عددهم ,118 كما طلبت المديرية العامة للمغتربين التابعة لوزارة الخارجية اللبنانية من أهالي ضحايا الطائرة الجزائرية الحضور إلى الوزارة لإجراء فحوص الحمض النووي من أجل التعرف على جثث الضحايا. وكان قد أكد وزير النقل خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع وزيري الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة والإتصال حميد قرين، انه لا يمكن تحديد أسباب وقوع الحادث إلا بعد صدور نتائج التحقيق حول سقوط الطائرة التي كانت متوجهة نحو الجزائر العاصمة قادمة من واغادوغو وعلى متنها 116 مسافر من 15 جنسية، داعيا إلى عدم استباق الأمور، وأضاف في هذا الشأن أن كل المعطيات المتعلقة بالحادث هي الآن قيد التحليل من قبل الأطراف المعنية وسيتم تقديمها للجنة التحقيق طبقا للقانون والأعراف المعمول بها دوليا في مثل هذه الظروف. وأشار غول إلى أنه سيتم إرسال العلبة السوداء التي تم العثور عليها إلى منظمة الطيران الدولي، مضيفا أن الجزائر ستلجأ إلى كل الوسائل قصد التنسيق مع الأطراف والدول المعنية، واعتبر الوزير أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية فيما يخص هذا النوع من الحوادث، مشيرا إلى أن لجنة التحقيق هي الوحيدة المؤهلة لتحديد أسباب الحادث وتقديم النتائج الرسمية، وذكر بأن القانون الدولي ينص في مثل هذه الحالات على أن مسؤولية التحقيق تعود للبلد الذي وقع فيه الحادث. وأوضح الوزير أن دولة مالي ستعمل بالتعاون مع الهيئات والبلدان المعنية ومن بينها الجزائر التي لن تذخر أي جهد لإنجاح التحقيق ودراسة مسألة نقل الجثث إلى أرض الوطن، وحول وضعية الطائرة أكد الوزير أن الطائرة من نوع أم دي دي 83 (ماك دونل دوغلاس) حائزة على كل التأشيرات والرخص الأوروبية والدولية، مضيفا أن الطائرة قامت بخمس رحلات على نفس الخط، واعتبر أن مسألة التحقيق واجراءات نقل الجثامين ليست بالأمر السهل بالنظر إلى أن مطار غاو مغلق في وجه الملاحة الجوية. وللتذكير فقد أعلن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن حداد وطني لمدة ثلاثة أيام ابتداء من اليوم الجمعة على إثر حادث سقوط الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة بين واغادوغو والجزائر العاصمة والذي أسفر عن مقتل 116 مسافر من جنسيات مختلفة من بينهم جزائريون.