أُعلن، خلال فعاليات انطلاق الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة »جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، التي حملت اسم »أبي تمام الطائي« والتي تزامنت مع احتفال المؤسسة بمرور ربع قرن على تأسيسها ل »جائزة جديدة« للشعراء العرب. جاء الإعلان عن الجائزة، بحر الأسبوع المنصرم، خلال انطلاق فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بالتعاون مع جمعية »فاس سايس« الثقافية بالمغرب، وألقى بالمناسبة رئيس مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين كلمة أعلن من خلالها عن إنشاء جائزة جديدة تقدمها المؤسسة للشعراء الشباب ممن هم تحت سن الأربعين، وقال في كلمته، »نحتفل بمناسبتين أثيرتين: الأولى الاحتفاء بالشاعر العربي الكبير أبي تمام الطائي، هذا الشاعر الذي خرج من قرية صغيرة جنوب سورية وانداح في الفضاء العربي«، مُضيفا » هذا الشاعر الذي أحدث هزة شديدة في المشهد الشعري وانقسم نقاد الشعر بين من عَدَّه عاقًّا للتراث ومن عَدَّه مجددًا له، هذا الشاعر الذي أمدّ ذاكرتنا بكثير من الأبيات والقصائد التي لا تزال تتردد على ألسنتنا«. وقال: لم يكن أبو تمام شاعرًا استثنائيًّا فقط بل جمع بذائقته الفريدة أروع مختارات شعرية في التراث العربي، «الحماسة» التي لا نزال نجد في ثناياها الشعر الأصيل الذي يتغلغل في حنايا النفس، ويسكن في الذاكرة، وتقديرًا من مؤسستنا لمكانة هذا الشاعر الكبير في الشعر العربي فقد بذل باحثونا جهودًا دؤوبة في استقراء مئات من المطبوعات والمخطوطات وجمع كل ما ورد فيها من شعر لأبي تمام، وتمكنت المؤسسة من إعادة صناعة ديوان أبي تمام لتكون قصائده ضعف ما نشر له سابقًا، وهو إنجاز يليق بمكانة شاعر كبير منح أمته ذوب قلبه وثمرة خياله، وسجل ملاحمها ورثى أبطالها. وقال المناسبة الثانية هي الاحتفال بالعيد الفضي لمؤسستنا التي بزغت إلى النور منذ خمسة وعشرين عامًا. كان التحدي الأول الذي فُرض علينا هو كيف تتمكن مؤسسة ثقافية تعتمد على إمكانيات فردية محدودة من إثبات وجودها وسط مؤسسات ثقافية حكومية تمتلك إمكانات لا محدودة، وتَمكنَّا من إثبات وجودنا بإدراكنا أن النجاح في أي عمل هو الذي يخلق الإمكانيات. وأوضح: لم يقتصر نشاط المؤسسة على المحيط العربي، وهو نشاطها الرئيس، بل حاولت أن تتجاوز هذا الإطار إلى فضاء أرحب بعد أن هالتها موجة التطرف التي أخذت تضرب منظومة التعايش بين الأمم والشعوب، وتهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي في بلادنا وبعد أن قدَّمَ الإسلامَ بعضُ أبنائه إلى العالم وهو يغوص في بحر من الدماء والحرائق، وجدت المؤسسة أن من واجبها أن تسعى لكي تقدم الصورة السمحة للإسلام، ولمد الجسور، وإقامة حوار بناء مع مختلف الشعوب والثقافات.