كشفت نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( بصريح العبارات عن يأس كبير من أن » المكاسب التي حققها الأساتذة بعد نضال مرير وتضحيات كبيرة وفق ما قالت أصبحت في مهب الريح، فلا رتب الترقية باقية بشكل دائم، و لا توازي الرتب بين ما هو بيداغوجي وما هو إداري باق، بل أصبح من العبث الحديث عن مطالب اجتماعية ومهنية، أو عن حماية للأساتذة من تعسفات الإدارة في غياب نقابي مستقل ومحترم«. خرج المكتب الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني بتقييم سوداوي يائس من الوضع الحالي السائد بقطاع التربية، إن على مستوى علاقته بوزارة التربية، أو على مستوى مجمل الخطوات النظرية الماراطونية التي تواصلت على مدى سنوات، ولم تنته حتى يومنا هذا، وانتهت وفق ما ترى النقابة إلى حالة انسداد فعلي ووضع ميؤوس من جدوى الحوار واللقاء والاجتماع فيه مع الوصاية وباقي الجهات الرسمية المعنية الأخرى، بل أن الوضع فيما أظهرته النقابة في آخر نشرة إعلامية لها أصبح لا يبعث على أي تفاؤل بتحريك المطالب المشروعة المرفوعة منذ سنوات، بل وأكثر من هذا أن الأساتذة وعمال القطاع عموما أصبحوا بفعل الخرجات الأخيرة لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت يشعرون بالتهديد حتى في مكاسبهم المهنية والاجتماعية والنقابية المحصل عليها بفعل نضالاتهم الطويلة المكلفة والمضنية، وقد عبروا عن هذا الوضع غير المريح والمؤرق لهم بوضوح في النشرة الإعلامية، حين قالوا أن »مكاسبهم القائمة نفسها أصبحت اليوم في مهبّ الريح«، بحيث أصبحوا »مهددين وبشكل دائم في رتب ترقيتهم، وفي توازن الرتب بين ما هو بيداغوجي وما هو إداري« ، وكل هذا يتضح جليا بفعل ما أظهرته وعبرت عنه وزيرة التربية وإدارتها من تصرفات غير قانونية وتعسفات في حق النقابات وعمال القطاع عموما، وأكدت النقابة أن »استقراء الممارسات البيروقراطية لدى الإدارة يبين ويؤكد هذا المسعى«، الأمر الذي يستوجب من جميع عمال القطاع وفق ما أضافت »اليقظة والتجند لحماية المكتسبات«. وفي سياق هذه الإحباطات المعبّر عنها، سجل المكتب الوطني للنقابة بكثير من القلق والانزعاج »عدم التزام وزارة التربية الوطنية بتعهداتها الموقع عليها في محاضر مع النقابة بعدم تحويل المناصب المحررة من التقاعد وغيره إلى مناصب للتوظيف، ممّا حرم آلاف الأساتذة من الاستفادة من الترقية«، وهو الأمر الذي جعل الوصاية تجنح إلى »الإعلان عن تنظيم مسابقات للترقية إلى أستاذ رئيسي وأستاذ مكون بعدد قليل من المناصب، بلغت درجته في بعض الولايات حدود منصبين أو ثلاثة فقط لا غير «. وردا على الإجراءات الإدارية التي اتخذتها الوزيرة بن غبريت مؤخرا، وأمرت بالشروع في تطبيقها على مستوى مديريات التربية والمؤسسات التربوية ندد المكتب الوطني للنقابة بقوة بالتعليمات الأخيرة التي أصدرتها وزيرة التربية، التي قال عنها أن فيها »مساس خطير بحرية العمل النقابي، وتتنافى مع القوانين المعمول بها وأن تنظيم لقاءات دورية مع الوزارة لا طائل من ورائها، وأن الغرض منها وفق ما تراه هذه الأخيرة هو »ربح الوقت و التسويف ليس إلا«. و من المعلوم بالضرورة وفق ما يواصل المكتب الوطني »أنه من العبث الحديث عن مطالب اجتماعية و مهنية أو عن حماية للأساتذة في مواجهة تعسفات الإدارة في غياب عمل نقابي مستقل و محترم«. أما بالنسبة للآيلين للزوال أساتذة التعليم التقني للثانويات التقنية، ومعلم المدرسة الابتدائية، وأستاذ التعليم الأساسي ( فأكد المكتب الوطني أن »رد الوزارة والحكومة لا يمتّ بصلة لمطلب النقابة، المتمثل في الإدماج دون قيد أو شرط«.و فيما يخص سلة المطالب المهنية والاجتماعية الأخرى فإن القيادة الوطنية لنقابة »كناباست« عبرت عنها بنوع من مفردات اليأس والإحباط الكبيرين، حين قالت: »ناهيكم عن ترنّح مطالب النقابة المتمثلة في : طب العمل، السكن، التقاعد تعويض المنطقة، الخدمات الاجتماعية أمام عدم وجود إرادة حقيقية لدى الوزارة لتجسيدها« .أمام هذا الوضع، وبناء على قرار المجلس الوطني للنقابة دعا المكتب الوطني إلى عقد الجمعيات العامة والمجالس الولائية قبل 22 نوفمبر، وعلى أن ينعقد المجلس الوطني يوم 23 من نفس الشهر لإقرار الاحتجاج الذي اقترحته القواعد العمالية وتراه مناسبا.