كشف أمس ل »صوت الأحرار« مسعود بوديبة عضو المكتب الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست( عن فشل جلسة أول أمس مع وزارة التربية الوطنية، وقال: »إن جلسة أمس كانت سلبية بأتمّ معنى الكلمة، لأن غرض الوزارة من هذه الجلسة ليس تلبية المطالب والسعي الجاد لتحقيقها، بل وقف الإضراب فقط لا غير، وهذا حسبهُ هو الذي رسّم هذا الإضراب، وحال دون العدول عنه، وقد سجل يومه الأول أمس وطنيا نسبة 85 بالمائة. عقدت وزارة التربية الوطنية على امتداد ستة أيام ثلاث جلسات متتالية مع القيادة الوطنية لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني )كناباست( بمقر الوزارة، أخرها الجلسة المنعقدة زوال أول أمس، التي ترأسها من جانب الوزارة رئيس الديوان، مرفوقا بمديرين مركزيين، وبحضور ممثلين عن المديرية العامة للوظيفة العمومية، وممثلين عن وزارة العمل كأعضاء استشاريين، وكل هذه الجلسات كانت فاشلة، ولم تؤدّ إلى انفراج الأزمة الحاصلة بين أساتذة القطاع والوزارة الوصية، بل الذي حصل في كل هذه الجلسات الثلاث أن وزارة التربية كانت تريد من هذه الجلسات أن تكون جلسات صلح مع النقابة، التي هي بأطوارها الثلاثة في إضراب وطني أمس واليوم،وفي حالة تذمر وغليان على مستوى عمال وموظفي القطاع، في الوقت الذي ترى فيه نقابة »كناباست« أن تكون هذه الجلسات جلسات عمل وفقط مع ممثلي الوصاية، ذلك لأنها تعرف أن جلسات الصلح قانونيا وفق ما أكد أمس مسعود بوديبة ل »صوت الأحرار« هي من اختصاص الوزارة الأولى، وليس من اختصاص وزارة التربية نفسها، لأنها هي أصلا طرف في النزاع الحاصل، والأزمة التي يعيشها القطاع. وتفسيرا لهذا الكلام، أوضح العضو القيادي في نقابة »كناباست« مسعود بوديبة أن »هدف وزارة التربية الوطنية من جلسة أول أمس هو أن توهم الجميع أنها عقدت معنا جلسة صلح، وحينما طلبنا من ممثليها توضيح من وجّه لنا دعوة الصلح، اتضح أن الوزارة أرادت القيام بها، وقد انتقدناها ورفضناها من حيث الشكل، وقلنا لهم من يدعو للصلح بيننا هو الوزارة الأولى، لا وزارة التربية، وقد اتفقنا مع ممثلي الوزارة على عقد جلسة عمل«. وخلاصة القول عن هذه الجلسة الأخيرة وما سبقها من جلسات مماثلة، قال بوديبة: »الإجابات التي كُنا سمعناها من قبل من وزارة التربية سمعناها أول أمس من رئيس الديوان ومرافقيه، ولا جديد حول المطالب المرفوعة والإجتماع الذي عقدته الوزارة معنا كان مجرد اجتماع من أجل الاجتماع، ولا جديد فيه ، وأن هدف الوزارة منه كان محاولة توقيف الإضراب«. ولأن هذا هو واقع الحال بين الوزارة الوصية ونقابة »كناباست«، وهذا هو مآلُ الجلسات الثلاث التي دعت إليها الوزارة ومنيت بالفشل، فإنه من الطبيعي جدا وفق ما أكد أمس مسعود بوديبة أن يتواصل الإضراب أمس واليوم عبر كامل تراب الوطن، وقد شارك فيه أساتذة التعليم بأطوارهم الثلاثة بنسب متفاوتة. وحسب بوديبة، فإن الإضراب المُشنّ في يومه الأول )أمس( لاقى استجابة مرتفعة، قدّرها بنسبة 85 بالمائة على المستوى الوطني في الأطوار الثلاثة، وكانت أعلى نسبة لأساتذة التعليم الثانوي، فيما تراوحت نسبة التعليم المتوسط بين 30 و 45 بالمائة، ونسبة التعليم الابتدائي بين 20 و 30 بالمائة، وأرجع ضعف نسبة الاستجابة في الطورين الأخيرين إلى كونهما حديثي العهد بنقابة »كناباست«، إذ لم يمض على توسعها إليهما سوى مدة عشرة أشهر فقط . وحسب الأستاذ بوديبة، فإن النقابة ستدعو لعقد الجمعيات العامة من جديد عبر كامل الهياكل التربوية، متبوعة بعقد المجالس الولائية، وعلى أن تُرفع التقارير والحوصلات التي ستنتهي إليها إلى الدورة الطارئة التي سيعقدها لاحقا المجلس الوطني للنقابة، وهو وحده المخول لاتخاذ القرارات المناسبة.